وأوضح الكاتب فى مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن تلك المقاومة التى منعت القوات الروسية من السيطرة حتى الآن على العاصمة كييف والمنطقة المحيطة بها قد لا تمنع روسيا من تنفيذ عمليات ناجحة فى جنوب وشرق البلاد وفى حالة نجاح الاستراتيجية العسكرية الروسية فى الجنوب والشمال فإن ذلك سوف يؤدى إلى شلل اقتصادى تام فى أوكرانيا.

ويضيف الكاتب أن تلك الأوضاع ستجعل من أوكرانيا هدفاً سهلاً لعمليات عسكرية جديدة من جانب القوات الروسية وهو ما يستلزم إمداد أوكرانيا بمساعدات عسكرية كبيرة من الدول الغربية من أجل الحيلولة دون وقوع تلك الكارثة .

ويقول الكاتب أن الباحث العسكرى كين كاسبوجلو كان قد تنبأ فى الأسابيع الأولى من العمليات العسكرية الروسية فى أوكرانيا أن تلك العمليات لا تشكل حرباً واحدة وإنما حربين فى نفس الوقت، إحداها فى الشمال والثانية فى الجنوب، موضحاً آنذاك أن القوات الروسية سوف تحقق انتصارات مؤكدة فى حرب الجنوب حيث تمكنت روسيا من نقل إمداداتها من منطقة القرم مما ساعدها على الاستيلاء على مدن ميلتوبول و خيرسون بينما مازالت القوات الروسية تحاصر مدينة ماريوبول، مما جعل أوكرانيا دولة حبيسة بعد أن أدى الحصار إلى عدم قدرتها على الوصول إلى بحر أوزوف وفى نفس الوقت منح روسيا امتداداً متصلاً من الأرض بدءاً من منطقة القرم حتى إقليم دونباس. وفى نفس الوقت ، كما يشير كاسبوجلو، مازالت القوات الروسية تحاول التوسع غرباً إلى ميناء أوديسا، وهو الميناء التجارى الرئيسى فى أوكرانيا الذى تتعامل من خلاله مع جميع دول العالم.

ويوضح الكاتب أنه فى حالة سقوط أوديسا تحت سيطرة القوات الروسية تكون أوكرانيا قد أصبحت دولة حبيسة بالكامل ويصبح البحر الأسود بحيرة روسية مما قد يشجع روسيا بطبيعة الحال على توسيع عملياتها العسكرية إلى مناطق أخرى مثل مولدوفيا.

فى هذه الحالة سيقوم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بتصوير استيلاء القوات الروسية على تلك المدن والموانئ على أنه انتصاراً كبيراً وتحويل أوكرانيا إلى دولة ضعيفة ليس لها قيمة، وهو - كما يقول الكاتب - ما يجب العمل للحيلولة دون تحقيقه.