السيخية ديانة هندية .. كيف نشأت وما علاقتها بالإسلام؟

نشأت الديانة السيخية شمالي الهند في نهاية القرن الخامس عشر، وتأتي كلمة "سيخية" من كلمة "سيخ" وتعنى باللغة السنسكريتية التلميذ وفى اللغة البالية المريد أوالتابع وتعتبرالسيخية واحدة من أحدث الأديان فى العالم.

وتتضمن المعتقدات الأساسية للسيخية، والتي تم توضيحها في كتابهم المقدس جورو جرانث صاحب: الإيمان والتأمل فى اسم الخالق الواحد، والوحدة الإلهية والمساواة للبشرية جمعاء، والانخراط في خدمة نكران الذات، والسعى لتحقيق العدالة لمصلحة الجميع وازدهارها، وإتباع سلوك معيشة صادق.

وفي أوائل القرن الحادى والعشرين كان هناك حوالى 25 مليون سيخي في جميع أنحاء العالم، وتعيش الغالبية العظمى أو 76% من أجمالى أعداد السيخ بواقع 20 مليونا في إقليم البنجاب، موطن السيخ في شمال غرب الهند، ويعيش حوالي مليونين في الدول الهندية المجاورة، والتي كانت جزءاً من ولاية البنجاب الهندية سابقاً.

والديانة السيخية ديانة توحيدية مثل الإسلام حين يؤمن السيخ بإله واحد لا يتجسد ولا يدركه عقل، كما تحرم الديانة السيخية الرهبنة حيث يجب على أتباع الطائفة السعى لطلب الرزق.

أما مؤسس السيخية ويسمونه "غورو" أي المعلم أو الإمام  فهو ناناك وقد ولد في 15 أبريل من عام 1469، في البنجاب بالقرب من لاهور في باكستان، في بلدة تسمى الآن "ناناك صاحب"، ونشأ نشأة هندوسية وعمل لدى المسلمين، وكان محباً للإسلام من جهة ومشدودًا لتربيته الهندوسية من جهة أخرى مما دفعه للتقريب بين الديانتين.

عمل ناناك خلال شبابه عند حاكم سلطانبور في المحاسبة، مما أكسبه خبرة في الحياة التجارية واغتنى في وجوده بسلطانبور وتعرف أكثر عن الإسلام ثم تعرف على عازف ربابة اسمه ماردانا وهو مسلم الديانة، وشكلا معاً فرقة للإنشاد الديني، حيث كان ناناك يؤلف الأناشيد ويلحنها ماردانا على الربابة، وأقاما معاً مطعما صغيرًا لكل الفئات من المسلمين والهندوس، مما أعطى اتصالاً واسعاً بين الغورو ناناك والمترددين على المطعم بحسب موسوعة تاريخ الأديان.

ووفقا لموسوعة بريتانيكا فقد بدأت العديد من الحكايات المتعلقة بأفعال المعلم ناناك في الانتشار داخل المجتمع بعد وفاته بفترة وجيزة، وهى مزيج من التقاليد الهندوسية والإسلامية، وتتضمن قواعد السيخية الخمس: إطالة الشعر، حمل المشط دائما، لبس سروال متسع، لبس سوار من الفولاذ المعصم، حمل خنجر من الفولاذ دائما.

أما عن سبب انتشار السيخية في العالم فهو اعتماد الإنجليز عليهم في بعض الحروب وهجرات السيخ خارج بلادهم، حيث بدأت الهجرة السيخية من الهند البريطانية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، عندما أكمل البريطانيون ضمهم للبنجاب.