يعيش عبد الرحمن الأبنودى حتى فى موته.. مبدعون بذكرى ميلاد الخال: شاعر عصره.. شعراء: أعماله ملء السمع والبصر وسيظل خالدا فى الذاكرة وخليفته أمر صعب.. ونقاد: يمتلك خصوصية فنية تجعله باقيًا ومستمرًا إلى الأبد

الإثنين، 11 أبريل 2022 02:10 م
يعيش عبد الرحمن الأبنودى حتى فى موته.. مبدعون بذكرى ميلاد الخال: شاعر عصره.. شعراء: أعماله ملء السمع والبصر وسيظل خالدا فى الذاكرة وخليفته أمر صعب.. ونقاد: يمتلك خصوصية فنية تجعله باقيًا ومستمرًا إلى الأبد عبد الرحمن الأبنودى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يزال الخال عبد الرحمن الأبنودى حاضرًا فى أذهان محبى الشعر العربى، حيث إن منجزه باقيًا رغم الغياب، فالرجل الذى جاء من أقصى الصعيد كان شعره معبرًا تمامًا عن بيئته وشخوصه وقضاياه، واستطاع بصدق كلماته أن يصل إلى قلوب وعقول كل متذوقى شعر العامية المصرية، وأن يحجز لنفسه مكانة وسط العمالقة من المبدعين.
 
وحضور الأبنودي، لم يكن وليد الصدفة، فموهبته ومنجزه الشعري يتكفلان بذلك، واستطاعت قصائده أن تنعامل مع للمتلقين باختلاف أطيافهم، واهتمت كلماته بإعادة بناء وجدان الناس. 
 
عبد الرحمن الأبنودى
عبد الرحمن الأبنودى
 
84 عاما مرت على ميلاد الخال عبد الرحمن الأبنودى، الذى ولد فى 11 أبريل عام 1938، ورحل عن 77 عاما، فى 21 أبريل عام 2015، لكنه عمر الشاعر لا يقاس بسنوات حياته هو، بل بعمر قصائده وأعماله، وأمام قصائد الأبنودى، فنحن أمام شاعر ربما سوف يعيش عقودا طويلة، وسيخلد اسمه فى عالم الأدب العربى.
 
وعن قيمة "الخال" فى الشعر العربى، خاصة لدى الشباب، استطلعنا أراء عدد من أصحاب التجارب الشعرية الشابة، بالإضافة عن أراء ناقدية جادة وشابة، فى محاولة منا لمعرفة إلى مدى يمثل "الأبنودى" قدوة لدى الشباب، وإلى أى مدى يرى النقاد استمرار تلك القيمة الشعرية الكبير للخال.
 

شاعر عصره

الأبنودى عاش ومات، وقصائده حاضرة شابة عند محبى الشعر العربى، الشعراء من جيله ومن الأجيال المختلفة احتفوا بتجربته، والنقاد على اختلاف الأجيال أشادوا بمنجز "الخال" الشعرى.
 
الشاعر وائل فتحى
الشاعر وائل فتحى
 
يؤمن الشاعر وائل فتحى، الحاصل على جائزة أحمد فؤاد نجم لشعر العامية عام 2019، أن "الأبنودي" رحل وهو شاعر عصره، وأحد شيوخ الثقافة المصرية وأعلامها، هذه حقيقة بالنسبة لنا على الأقل، الذين عاصروا الشاعر ملء السمع والبصر، وجرت كلماته في أغانيهم وعلى ألسنتهم مجرى الحياة اليومية؛ شهد ذلك هو في حياته، واليوم نشهد له نحن حين نقف عند ذكراه مستعيدين بذلك أبياتًا وقصائد وملاحم وأغان ودراما ومواقف وتجربة فريدة، كما يليق بحضور شاعر في ثقافة شعبه وضميره.
 
الشاعرة هالة ربيع
الشاعرة هالة ربيع
 
الأمر نفسه لدى الشاعرة هالة ربيع، الفائزة بالدورة الأولى من جائزة عبد الرحمن الأبنودى  التى نظمتها مكتبة الإسكندرية عام 2018، مؤكدة أن شعر "الخال" بيمثل التراث، الإنسان بكل ما فيه من تناقضات وما في البيئة حواليه، من أول التراب والأصالة لحد السما ومحاولات التطور.
 
 
 
كذلك الناقد الدكتور أحمد الصغير، أستاذ الأدب العربى بجامعة الوادي الجديد، والحائز على جائزة عبد الرحمن الأبنودى فى الدراسات النقدية لعام 2021، معتبرا أن عبدالرحمن الابنودي من الشعراء الكبار الذين حفروا في أرضية قصيدة العامية المصرية بشكل فني محترف، لأنه كان يسجل من خلال شعره حركة المجتمع المصرى والأحداث التي ألمت به منذ حرب فلسطين والعدوان والنكسة في 67 وغيرها حتى ثورتي 25 يناير و30 يونيو، مشيرا إلى أنه يرى أن في الأبنودى سيظل الابنودي صوتا مهما من أصوات القصيدة امثال بيرم وحداد وجاهين.
 

شعريته أبدى ومستمرة

الخلود سمة تميز الأدباء الكبار، ولأن عبد الرحمن الأبنودى كان شاعرا كبيرا، حجز لنفسه مكانة عظيمة فى شعر العامية المصرية، وخلوده الأدبى أمر ليس بغريب على شاعر بحجم.
 
رضا عطية
رضا عطية
يعتقد الناقد الدكتور رضا عطية، صاحب دراسة " أبنية التشكيل الشعري عند عبدالرحمن الأبنودي"، والتى حصلت على جائزة عبد الرحمن الأبنودى، أن شعر "الأبنودي" سيبقى كما بقت أشعاره الأولى مثل دواوين "الأرض والعيال" و"جوابات حراجي القط" لأكثر من نصف قرن، وذلك لأن الأبنودي صاحب طريقة شعرية ومجدد في شعر العامية، ولارتباط شعره بتمثيل لحظات مفصلية فارقة في تاريخ الوطن، وأيضا لأن ما كتبه من أغاني سيعيش في الوجدان العام يكفي مثلا أغنية "عدى النهار" للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ والتي مثلت أنشودة فنية معبرة عن استنهاض روح مقاومة للهزيمة وبعث جديد لمصر التي تأبى الهزيمة وتنتظر نهارا جديدا.
 
الناقد أحمد الصغير
الناقد أحمد الصغير
الأمر ذاته يراه الناقد الدكتور أحمد الصغير، حيث أكد أن "الأبنودي" كان ابن لحظته وصوتا شاعريا يمثل صوت الجماعة الشعبية، لذا يعتقد أن قصائده ستظل خالدة عبر ممرات الزمن وتغيراته لأنه شاعر كبير، لديه ما يمتلكه من خصوصية فنية في قصيدة العامية المصرية.
 
بينما يعتقد وائل فتحى، أن حضور "الخال" في المستقبل مرتبط بحضور الشعر ذاته في المستقبل، وهو ما صعب تخيله قديما فكيف الحال الآن، ليس لأنه متروك للأيام وأهلها، لكن لأن شعراء كالأبنودي مبهرون دائما في تأكيد حضور الشعر في كل عصر، ولا أظن سوءا بمستقبل أي شعب حد إهماله ونسيانه أو إنكاره لرموزه الحضارية، وفي القلب منهم النابغين في آدابه وفنونه، لذلك ربما أحسد الأبنودي عما سيلقاه من حياة جديدة في كل عصر، مع كل شغوف بالشعر، وكل دارس وباحث في الأدب، وكل مفتون بالغناء المصري أيضا.
 
أما الشاعرة هالة ربيع، فترى أن "الأبنودى" سيظل حيا ومستمر طالما كان هناك أجيال مهتمة بالشعر، لإن "الخال" لم يكن حالة غريبة، على العكس كان حالة قريبة من كل الناس وفريدة ومختلفة في الوقت نفسه، وربما مع تغير الأجيال وحبهم للمعرفة يكون حالة جديدة بالنسبة لهم للاكتشاف والتعرف على التراث من تاني.
 
الشاعر خلف جابر
الشاعر خلف جابر
 
أما الشاعر خلف جابر، والفائز بجائزة "الأبنودى" لعام 2020، فأكد أنه لا يظن أن "الخالط سيسقط من ذاكرة الشعر العربي، هذا شأن كل مبدع حقيقي، حتى مع تعاقب الأجيال واختلاف ثقافاتها، ذلك لأن الأبنودي ارتبط بقضايا كبري باقية ما بقي الإنسان، ولم يتناول القضايا السياسية بشعر مباشر يقتصر على حدث بعينه، لكن عندما يكتب عن الثورة؛ فهو يكتب عن ثورات الإنسان عبر تاريخه، أي ما سبق كتابة القصيدة وما سوف يتبعها، هو يحبث عن عذابات الإنسان في كل المجتمعات، فثمة علاقة ما بين "الخواجة لامبو" و"حراجي القط" كلاهما يبحثان عن الحرية، عن العدل والخير، رغم اختلاف ثقافاتهما، شعر الأبنودي لا يصلح لأزمنة مختلفة فقط، بل ومجتمعات أخرى، فهو أقرب شعراء العامية إلى الترجمة.
 

خليفة الأبنودى

لكل عظيم خليفة يتمناه البعض يستكمل مسيرته، يذكرنا بأعمال سلفه الرائعة، فهل نملك خليفة للأبنودى وسط الشعراء الشباب؟
 
الشاعر وائل فتحى، يعتقد أن "خليفة الأبنودي" المقصود به هو التطلع لمكانة الأبنودي كشاعر نجم في المجتمع المصري والعربي، فليس في الشعر من خلافة بل تواصل وانحياز، وهذا اعتقادي، وبلوغ "نجومية" الأبنودي، يحتاج على الأقل لرحلة مع الشعر والفن والموروث كرحلته، ويظل الأمر مرهون بقرار الناس في النهاية، فهم يعرفون المؤثرين فيهم ويختارون نجومهم من الشعراء وغيرهم. 
 
فيما يرى الشاعر خلف جابر، أن هذا وصف مربك، الإنسان يحب دائما أن يشبهه الناس بالكبار، لكن المبدع تحديدا يفصل أن يكون نفسه، حتى ولو سيصبح أقل مما قورن به، يحب أن تمتلك قصيدته خصوصيتها وتفردها، بحيث إن كان المقصد هو تشابه القصائد والتجربة، فبالتاكيد سيصبح ذلك غير مستحب، أما ما أتمناه هو أن أرث ما حققه من نجاح وتأثير، وما أمتلك من شاعرية.
 
بينما تعتقد الشاعرة هالة ربيع، أن "الأبنودي" كان دايمًا هو السهل الممتنع، الذى يستطيع أن يجعل الناس تفكر فى أن تكرار وجوده شيء ممكن وسهل حدوثه، لكنه كان حالة فريدة صعب تتكرر.
صفحة الأبنودي
صفحة الأبنودي

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة