فى ذكرى العاشر من رمضان.. "اليوم السابع" داخل ضريح شيخ الأزهر عبد الحليم محمود.. بشر الرئيس السادات بنصر أكتوبر بعد رؤيته رسول الله فى المنام يعبر قناة السويس.. وأنشأ 4000 معهد دينى أزهرى.. تبرع بميراثه لطالب

الإثنين، 11 أبريل 2022 07:00 م
فى ذكرى العاشر من رمضان.. "اليوم السابع" داخل ضريح شيخ الأزهر عبد الحليم محمود.. بشر الرئيس السادات بنصر أكتوبر بعد رؤيته رسول الله فى المنام يعبر قناة السويس.. وأنشأ 4000 معهد دينى أزهرى.. تبرع بميراثه لطالب الأمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر
الشرقية- فتحية الديب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

العاشر من رمضان، يوم لا يمكن أن ينساه المصريون، حيث شهدت فيه مصر أكبر انتصار عسكرى فى تاريخها الحديث، حيث استردت فيه أراضيها من إسرائيل، وانتصرت فى حرب شهد فيها العالم بحجم البطولات الضخمة وبراعة الجيش المصرى وإصراره على استرداد كل شبر من أرضه.

 

من داخل ضريح شيخ الأزهر الأمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود، الذى بشر الرئيس السادات بنصر أكتوبر العظيم، قال العمدة محمود صالح ابن شقيقة الأمام، أن خاله شاهد رسول الله فى المنام، يعبر قناة السويس ومعه علماء المسلمين وقواتنا المسلحة، فاستبشر خيرا وأيقن بالنصر، وأخبر الرئيس السادات بتلك البشارة، واقترح عليه أن يأخذ قرار الحرب مطمئنا إياه بالنصر، ولم يكتف بهذا، بل انطلق عقب اشتعال الحرب إلى منبر الأزهر الشريف، وألقى خطبة عصماء توجه فيها إلى الجماهير والحكام مبينا أن حربنا مع إسرائيل هى حرب فى سبيل الله، وأن الذى يموت فيها شهيدٌ وله الجنة، أما من تخلف عنها ثم مات فإنه يموت على شعبة من شعب النفاق، وكانت نتيجة الإعداد الجيد الذى قام به الجيش المصرى، مضافا إليه طمأنة الدكتور عبد الحليم محمود، لرئيس البلاد وحَفْزه إياه على شن الحرب ضد قوات الصهاينة، التى تحتل جزءا غاليا من تراب مصر، هى ما أسفرت عنه الحرب الرمضانية المجيدة من نصر كبير.

 

وسرد موقفا أخر من حياة الأمام تدل على زهده فى الدنيا قائلا: خالى الشيخ "عبد الحليم محمود" رحمة الله عليه، كان يقيم فى شقة إيجار فى حلمية الزيتون، وطلب منه نجليه الدكتور "محمد" وشقيقه الدكتور "منيع" شراء مسكن مستقل بهما، فتوجه الشيخ عبد الحليم محمود إلى قرية السلام، وباع ميراثه من الأرض لشقيقه الأصغر "عبد الغنى" وتوجه ومعه المال إلى القاهرة لكى يفرح نجليه، بأنه سوف يشترى لهما مسكن، وفى الطريق توجه لزيارة صديق له مريض فشاهد طالبا يجلس معه وكان عليه ملامح الحزن فسأله الشيخ عما يحزنه، فقص عليه الطالب قصة مؤثرة وأن أسرته تمر بضائقة مالية ووالده طريح الفراش، فأخذ الشيخ المبلغ الذى كان بحوزته كله، وأعطاه للطالب.

 

وتابع نجل شقيقة الشيخ: "عندما عاد خالى للمنزل، سأله نجليه عن الأموال لشراء المسكن، فقال لهم اشتريت لكما منزل عند الله، وظل حتى وفاته يقيم فى شقة بالإيجار فى حلمية الزيتون، رغم أن عرض عليه أن يقيم فى أماكن فاخرة عندما كان شيخا للأزهر لكنه رفض كل هذا وتاجر مع الله"، وتابع: "ضريح الشيخ بقرية السلام مركز بلببيس يأتى إليه محبون للشيخ من كل أنحاء العالم لزيارته وقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة".

 

وعلى ضفاف ترعة الإسماعيلية بعزبة أبو أحمد، بقرية السلام التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، ولد الشيخ عبد الحليم محمود سنة 1328هـ ويوم 10 مايو 1910، ونشأ فى أسرة كريمة شريفة ميسورة، مشهورة بالصلاح والتقوى، وهو الابن الأكبر لأشقاء "3 ذكور و4 بنات، وكان والده - رحمه الله - صاحب دينٍ وخلقٍ وعلم، وحفظ الشيخ القرآن الكريم فى سِنٍّ مبكر، ثم دخل الأزهر سنة 1923م، وظل به عامين ينتقل بين حلقاته، حتى تم افتتاح معهد "الزقازيق" سنة 1925م، فألحقه والده به؛ لقربه من قريته، ثم التحق بعدها بمعهد المعلمين المسائى، فجمع بين الدراستين، ونجح فى المعهدين، ثم عُيِّن مُدَرِّسًا، ولكن والده آثر أن يكمل الشيخ عبد الحليم دراسته، ثم تقدم الشيخ لامتحان إتمام الشهادة الثانوية الأزهرية فنالها عام 1928م فى سنة واحدة.

واستكمل الشيخ الإمام دراسته العليا، فنال العَالِمية سنة 1932م، ثم سافر إلى فرنسا؛ لإتمام الدراسة فى جامعاتها، وذلك على نفقته الخاصة، وآثر الشيخُ عبد الحليم أن يَدْرس تاريخَ الأديان والفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس، وفى سنة 1938م التحق بالبعثة الأزهرية، التى كانت تَدْرس هناك، وقد تم له النجاح فيما اختاره من علومٍ لعمل دراسة الدكتوراه، وتقلد العديد من المناصب العليا منها وزير الأوقاف، وشيخ الأزهر الشريف، وبعد عودة الشيخ الإمام عبد الحليم محمود من رحلة الحج فى 16 من ذى القعدة 1398هـ، الموافق 17 من أكتوبر 1978م قام بإجراء عملية المرار بمستشفى بالقاهرة، وتوفى بعد 3 أيام من إجراء العملية، وتلقت الأمة الإسلامية نبأ وفاته بالأسى، وصلى عليه ألوف المسلمين الذين احتشدوا بالجامع الأزهر ليشيعوه إلى مثواه الأخير، تاركًا تُرَاثًا فِكْرِيًّا زَاخِرًا، ما زال يعاد نشره وطباعته، وتم دفنه بضريح بناءه شقيقه الشيخ "عبد الغنى" بجوار مسجد القرية بالشرقية، بعد أن تبرع الإمام بجميع ما يملك ومات دون أن يترك شيئا سوى سيرته العطرة.

 

العمدة محمود صالح
العمدة محمود صالح










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة