السحور فى النوبة شكل تانى.. أهالى أبوسمبل يخرجون فى "زفة نوبى" لإيقاظ النائمين.. الأطفال يحملون جريد النخيل والسيدات يطلقن الزغاريد ويوزعن الحلويات.. والإفطار الجماعى لا يخلو من الأبريه والكابد.. صور وفيديو

الأحد، 10 أبريل 2022 04:00 ص

السحور فى النوبة

أسوان – عبد الله صلاح

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"دفوف وطبول".. بهذه الأدوات يخرج أبناء النوبة إلى الشوارع فى قرية أبوسمبل التابعة لمركز نصر النوبة بمحافظة أسوان، ليطوفوا فيها ويتغنوا بالأغانى النوبية المميزة وعبارات الاستيقاظ إعلاناً عن بدء موعد السحور خلال شهر رمضان، ويرصد "اليوم السابع" من خلال زيارة القرية "زفة السحور" المميزة لدى أبناء النوبة.

ويحرص 10 أشخاص على قيادة زفة ومسيرة السحور، التى تطوف شوارع القرية بأكملها، وتنطلق من مركز شباب قرية أبوسمبل مروراً بطرقات القرية ومنازلها وصولاً إلى مركز الشباب مرة أخرى، وسط جمع كبير من المشاركين الأطفال والشباب والرجال الكبار الذين يمسكون فى أيديهم جريد النخيل والأعلام والبانرات التى مدون عليها عبارات تشير إلى ما يميز قرية أبوسمبل عن غيرها من قرى النوبة الأخرى.

فيما تستقبل السيدات أمام منازلهن المشاركين فى المسيرة، بالزغاريد وتوزيع المأكولات الخفيفة والحلوى والمشروبات، وتتوقف المسيرة عند منازل هذه السيدات لتناول "الحلويات" ثم يودعون أهل المنزل بجملة "باى باى مع السلامة يا جدة"، وتستكمل الزفة طريقها فى شوارع القرية.

قال بلال كديس، أحد أبناء النوبة بأسوان، لـ"اليوم السابع"، إن مسيرة السحور هى واحدة من العادات والتقاليد التى توارثت بين أبناء النوبة جيلاً بعد جيل داخل قرية أبوسمبل التهجير بنصر النوبة فى أسوان، ويحرص الأهالى على إحياءها خلال شهر رمضان من كل عام، وهو الأمر الذى يقابله الجميع بارتياح وفرحة كبيرة تملأ وجوه الجميع رجال ونساء أطفال وكبار.

وتابع "كديس"، بأن هناك شخصا يدعى "صالح مختار" وسيدة تدعى "أم محمد عثمان" كانا يخرجان بالطبول والدفوف قديماً وتوارث العادة بين الأجيال حتى وصلت إلى الجيل الحالى ولا يزال أهل القرية يحافظون عليها، ويقوم بها الأهالى مساء كل يوم جمعة فى الأسبوع.

حسن ريه، من أهالى القرية، بأن المسيرة يتجمع فيها العشرات من الشباب والأطفال والرجال الكبار يتقدمهم 10 أشخاص من أشهر وأبرز الفنانين وكبار الشخصيات داخل القرية، ويرددون: "أصحى يا نايم وحد الدايم اصحى للسحور" و"يلا يا نايم صحى النوم إحنا بقينا فى شهر الصوم" و"طه يا رسول الله.. طه خير خلق الله" وغير ذلك من الأناشيد باللغة النوبية أيضاً.

وأوضح بيبو أدم فنان نوبى من أبناء قرية أبو سمبل بأسوان، والذى يقود زفة المسحراتى بأن الزفة طقس موروث عن الأجداد حيث تنطلق زفة المسحراتى لإيقاظ النائمين لتناول وجبة السحور وتجوب زفة المسحراتى أرجاء القرية وسط الزغاريد والأغانى النوبية والأناشيد الدينية التى تعبر عن الفرحة بالشهر رمضان الكريم حاملين الأعلام التى كتب عليها اسم القرية لترسم الزفة البهجة والسعادة على وجوه أهالى القرية، لافتا إلى أن المسنين من أهالى القرية الذين لا يستطيعون الخروج للمشاركة فى الزفة يكونوا فى غاية السعادة بهذه الأجواء الرمضانية.

وأشار بيبو أدم، إلى أن سيدات القرية يقمن بتوزيع الحلويات من بسبوسة وكنافة والأرز باللبن والتى أعدت خصيصا لزفة المسحراتى لتوزيعها على المشاركين فى الزفة معبرين بذلك عن سعادتهم مشيرا إلى أن الآلات الموسيقية المستخدمة فى الزفة هى الدف والطبلة ويقوم مطربى القرية بقيادة زفة المسحراتى النوبية، وعبر بيبو أدم عن سعادته بقيادته زفة المسحراتى النوبية، مشيراً إلى أنه حريص على قيادة الزفة بمشاركة الأطفال حتى يتوارثها من بعدهم الأجيال القادمة.

وفيما يتعلق بالإفطار النوبى فى رمضان، قال الشيخ صالح النوبى، شيخ البلد فى القرية، أن استقبال أبناء النوبة لشهر رمضان يكون استقبال خاص وتمارس فيه جميع صور التكافل الاجتماعى بين أبناء النوبة بعضهم البعض، ويبدأ بإعلان الرؤية واحتفالات القرية بالشهر المبارك، ويصنع سيدات النوبة رقائق الخبز "الأبريه" المصنوع على الدوكة ويحرص أهالى النوبة على ألا يخلو من المائدة النوبية فى رمضان، ويتم تجهيز إفطار جماعى يشارك فيه أهالى القرية منذ الأجداد ويتجمعون كل يوم فى رمضان بمعدل 22 تجمع داخل القرية، ويحرصون على تناول المأكولات والمشروبات النوبية التى يشتهر بها أهل النوبة ومنها: "مشروب الأبريه وأكلات الكابد" وغير ذلك.

واستكمل الشيخ صالح، بأنه يتجمع عدد كبير من أهالى النوبة فى قرية أبوسمبل داخل مركز شباب القرية، ويفترشون الأرضيات بـ"الحصر" وإحضار الشباب للعصائر والمأكولات بالصوانى النوبية، ومن ذلك مشروب الأبريه المميز لدى النوبيين.