سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 1 إبريل 1977.. عرب ومصريون فى لندن يتدفقون على المستشفى بعد وفاة عبدالحليم حافظ.. انتحار طالبة.. وزير الثقافة ينعاه.. ورياض السنباطى: «غنى للشعب وللحياة»

الجمعة، 01 أبريل 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 1 إبريل 1977.. عرب ومصريون فى لندن يتدفقون على المستشفى بعد وفاة عبدالحليم حافظ.. انتحار طالبة.. وزير الثقافة ينعاه.. ورياض السنباطى: «غنى للشعب وللحياة» عبد الحليم حافظ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تتحمل الطالبة أميمة عبدالوهاب محمد، 21 سنة صدمة خبر وفاة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، فذهبت من منزلها بحدائق القبة إلى منزله بالزمالك لتقديم العزاء، وجلست فى الجزء المخصص لاستقبال النساء بالطابق السابع، ثم انسحبت إلى حجرة الصالون وألقت بنفسها من النافذة، وانتقلت إلى المستشفى بين الحياة والموت، وتركت رسالة تقول فيها: «سامحنى يا رب على ما فعلت بنفسى، لم أقوَ على تحمل هذه الصدمة بوفاة أعز وأغلى ما فى الحياة، عبدالحليم حافظ، فقد كان النور الذى أضاء حياتى، واليوم الخميس كرهت الحياة منذ اللحظة التى قرأت فى الصحف خبر وفاته»، حسبما تذكر جريدة «الأهرام» فى عددها 1 إبريل 1977.
 
كان خبر وفاة «العندليب» ابن الـ48 عاما فى المستشفى بلندن يوم 30 مارس 1977 صدمة كبيرة وقاسية، فهو «الطيف الجميل الذى أقبل على حياتنا فأثراها عطفا وشجنا وغمرها رقة وعذوبة»، بوصف المخرج السينمائى أحمد كامل مرسى، وهو «الفنان الذى عاش حياة حافلة بالعطاء والتغنى بالأمجاد الوطنية وومضات الانتصار إلى جوار عطائه السخى فى عالم الخيال والجمال والمشاعر المتدفقة»، وفقا لعبدالمنعم الصاوى، وزير الثقافة والإعلام، فى نعيه المنشور بـ«الأهرام»، 1 إبريل 1977، كما تذكر، أن مجلس جامعة حلوان كان أول جهة رسمية تقف دقيقتين حدادا أثناء انعقاده فى 31 مارس 1977، وقالت، ان آلاف المواطنين من الجاليات العربية والمصرية فى لندن تدفقوا على مستشفى «كينج كونج»، حيث كان يعالج عندما سمعوا بخبر الوفاة، وتدافع عدد كبير من العرب إلى مكتب المستشار الثقافى بالسفارة المصرية لتقديم واجب العزاء.
 
طغى الحزن والألم على الذين تحدثوا لـ«لأهرام» من الفنانين عن عبدالحليم، رياض السنباطى، محمد الموجى، بليغ حمدى، شادية، يوسف وهبى، المخرج حلمى رفلة، الموسيقار أحمد فؤاد حسن، المخرج أحمد كامل مرسى، الفنانة فايزة أحمد، قال السنباطى: «يا لها من خسارة! لقد انطفأت شمعة أضاءت بنورها الملايين، كان عبدالحليم صاحب لون فى الغناء لم ينله أحد، جمع بصوته جميع طبقات الشعب من الشيوخ والشباب، استطاع بصدق فنه وإرادته أن يقفز على سلم الشهرة بعد عامين من الظهور، عبدالحليم سقط كما سقطت قبله أم كلثوم والاثنان لا يعوضان، كان يضحى بصحته فى سبيل إسعاد عشاق فنه، وكان لا يعبأ بتعليمات الأطباء من أجل إرضاء جمهوره، كان يضحى وبسخاء على فنه وفرقته الموسيقية فى سبيل إخراج عمل جميل ومتقن، لأن كسب جمهوره عنده أغلى وأعظم من أى مال»، يضيف «السنباطى»: «عبدالحليم ظهر مع الثورة وغنى للثورة ولم تأت مناسبة لمصر إلا وغنى لها، كانت مصر هى نبض الأمة فغنى بحبها قدر ما يستطيع، وغنى وراءه الناس فى 23 يوليو 1952، وفى الوحدة بين مصر وسوريا 1958، وفى تأميم قناة السويس 1956، وغنى للجنود وللصمود فى 1967، وغنى للنصر فى أكتوبر 1973، وغنى للشعب، وغنى للحياة». 
 
يؤكد «السنباطى»: «عبدالحليم حافظ فى عالم الفن يتميز بصدق الأداء، يجتهد كثيرا فى اختيار الكلمة، ويسعى كثيرا فى البحث عن اللحن ولا يصعد على المسرح إلا إذا شعر باكتمال العمل ونضوجه، قابلته فى باريس فى ديسمبر الماضى، وكنت أجرى بعض الفحوص وتعانقنا، وقال لى إنه مسافر إلى لندن للعلاج، وتألمت كثيرا لآلامه، كنت أشعر بآلامه رغم عدم التقائنا فنيا، واعتبره ثروة فنية لمصر، التقيت به مع أول فيلم له ولحنت له أوبريت لحن الخلود مع شادية، إن فجيعة الشعب فى عبدالحليم أدمت قلوبنا».
 
وقال رفيق دربه، وشريك عمره الفنى الموسيقار محمد الموجى، باكيا: «لن أعوض خسارتى فيه أبدا، إنه أخى الذى لا أستطيع أن أرثيه فأى كلمة لايمكن أن تغنى عن فقدانى له بل وفقدان مصر والأمة العربية، طلب من أخيه شبانة أن يعد له قبره بينما كان يستعد للسفر هذه المرة وهو فى صحة متماسكة عن كل مرة طار فيها للعلاج فى الخارج، طلبنى من لندن ليقول لابنتى إنه لا بد أن يزفها بنفسه ويشارك فى إحياء فرحها، وكانت آخر مرة رأى فيها ابنى فى لندن قال له فيها أنا نفسى أنام ولا أصحى ثانية، لأننى تعبت من العذاب اللى أنا عايش فيه».    
 
ووجه الموسيقار أحمد فؤاد حسن كلمة لعبدالحليم قال فيها: «أقول لك يا عبدالحليم، إنك عشت ومت وأنت تحب اثنين فقط، مصر والفن، هذه كانت عائلتك ،وزوجتك وأولادك وحياتك كلها، لم يمهلك القدر لتكمل رسالتك، كانت آخر كلماتك لى منذ 3 أيام فقط من لندن: استعد يا فؤاد، أنا رأيت أفكارا موسيقية كثيرة هنا، وأريد أن ننفذها معا كما نفذنا غيرها منذ 20 عاما، أنا سئمت الشكل التقليدى للأغنية فهل أنت جاهز؟ قلت له: نعم يا عبدالحليم شد حيلك وتعال وأنا فى انتظارك وفى انتظار ما تحمله من أفكار».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة