ستظل الكتب والصحف والمجلات تسرد بطولات المصريين بالعصور القديمة والحديثة للحفاظ على أرض الوطن، ولن تنته حتى تفنى الحياة، فالمصرى دائماً وأبداً ما يُخلد ذكرى ويُسطر ملحمة بطولية للتضحية والفداء يقف أمامها العالم احتراماً وتقديراً.
واليوم يحتفل الشعب المصرى بيوم عزيز على القلب وذكرى عطره نسترجع فيها بطولات أصحاب النفوس الذكية، ألا وهم شهداء الوطن الذين دافعوا عن الأرض والعرض وضحوا بالغالى والنفيس حتى نعيش نحن أحرار، يوم الشهيد الذى خُلدت ذكراه باستشهاد أحد قادة القوات المسلحة والذى فضل أن يكون بين جنوده على خط النار إنه الفريق أول عبد المنعم رياض.
وكان لزاماً علينا أن نستمع فى هذه الذكرى العطرة لحكايات الأبطال.. وفى هذا الصدد روى البطل عبدالجواد سويلم، الملقب بـ "الشهيد الحي" الذى ولد فى 26 أبريل 1947 فى عزبة أبو عمر التابعة لمركز أبو صوير محافظة الإسماعيلية، وقدم معظم أجزاء جسده مقابل التصدى للعدو وتحقيق النصر فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، واشترك فى 18 عملية عبور خلف خطوط العدو، وتمكن من تدمير 11مدرعة.
وأوضح البطل عبدالجواد سويلم، أنه خلال عودته من إحدى العمليات النوعية ضد إسرائيل رصده طيار إسرائيلي، وأطلق عليه صاروخًا تسبب فى بتر ساقيه، وساعده الأيمن، وفقد عينه اليمنى، بالإضافة إلى جرح كبير فى ظهره، وتم تقديم الإسعافات الأولية له والتى باءت بالفشل نتيجة الجروح والاصابات البالغة، فقرروا قادته اصطحابه إلى المستشفى العسكرى بمحافظة بورسعيد لإنقاذ حياته، وقطعوا طريقاً لمدة 12 ساعة وسط وابل من الطلقات الإسرائيلية، ثم بعد ذلك تم نقله إلى مستشفى دمياط، وبسبب إصابته الشديدة تم نقله على طائرة هليوكوبتر إلى مستشفى الحلمية العسكرى بالقاهرة.
وعلى الرغم من تركيب أطراف صناعية للبطل، وتم إصدار التقرير الطبى بإجازة لمدة شهر، وعرضه لإبعاده من الخدمة العسكرية، ولكنه رفض هذا التقرير، وقرر العودة إلى وحدته للاستشهاد فيها أو تحرير سيناء.
وقام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بزيارة البطل عبد الجواد سويلم وتبادلا الكلمات التى أثرت فى الرئيس الراحل وتم ترديدها لرفع الروح المعنوية للجيش والشعب المصرى والتحفيز للانتصار على العدو.
وتفاعل الحضور بشكل كبير مع القصة المؤثرة للشهيد الحى والبطولات التى قدمها الجيش المصرى من أجل الحفاظ على أرض الوطن الغالية.
الجدير بالذكر، أن اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، كرم عددا من أسر شهداء القوات المسلحة خلال الندوة "يوم الشهيد صفحة خالدة فى ذاكرة الوطن" التى أقيمت على مسرح مدرسة بورسعيد الثانوية للبنات والتى إستضافت "الشهيد الحى" عبد الجواد سويلم أحد أبطال حرب الإستنزاف وإستهدفت طلاب المرحلة الثانوية العامة.
بدأت الندوة بحضور الدكتور عاطف علم الدين عضو مجلس الشيوخ رئيس مجلس أمناء المحافظة، الدكتور أكرم حسن وكيل وزارة التربية والتعليم ببورسعيد، أحمد والى وكيل المديرية، ولفيف من الشخصيات العامة وقيادات التعليم وأسر الشهداء المكرمين.
وأكد المحافظ، خلال كلمته للطلاب والحضور على أهمية سرد تضحيات أبطال حرب أكتوبر الذين جادوا بالغالى والنفيس للحفاظ على أرض الوطن، لافتا إلى أن إختيار يوم التاسع من مارس احتفالا بيوم الشهيد لأنه يوافق إستشهاد الشهيد البطل الفريق أول عبدالمنعم رياض الذى فضل أن يكون بين جنوده على خط النار لمجابهة العدو.
وكرم محافظ بورسعيد، البطل عبد الجواد سويلم الشهير بالشهيد الحى، وعددا من أسر شهداء القوات المسلحة وهم الشهيد البطل لواء السيد فوزى والشهيد البطل مجند حسين حافظ والشهيد البطل نقيب مهندس عمرو السقا والشهيد البطل عريف نبيل العسيلى.
ثم قدمت سماح الجوهرى مدير إدارة الإتصال السياسى المقاتل البطل عبد الجواد سويلم أحد أبطال حرب الاستنزاف والذى أصيب بقطع قدميه وذراعه وفقد إحدى عينيه والملقب بالشهيد الحى ليسرد قصة بطولاته على الحضور والذى أكد أن أحسن لحظة فى حياته هى اللحظة التى إنفجر فيها الصاروخ وأصابه مشيرا إلى أنه أصيب داخل سيناء فى القطاع الشمالى بين القنطرة وبورسعيد عام 1969 وأقام فى المستشفى لفترة بسبب الحروق التى أصيب بها وظل لفترة جسمه مغطى بالقطن والشاش فقط.
الشهيد الحي
القيادات التعليمية يالندوة
جانب من الحضور بالندوة
حضور بندوة يوم الشهيد
عبدالجواد سويلم
محافظ بورسعيد بندوة يوم الشهيد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة