لا أحد ينسى إيفيهات صاروخ الكوميديا الفنان الكبير عبدالفتاح القصرى الذى يمر اليوم الموافق 8 مارس 58 عاما على رحيله، حيث رحل فى مثل هذا اليوم من عام 1964، ولا أحد ينسى مشاهده التى تتوارثها وتستمتع بها كل الأجيال ويستخدمونها يومياً ، فتبقى صورته وعباراته في شخصية المعلم حنفى شيخ الصيادين ،ومرافعة الحاج عبدالعزيز في فيلم الأستاذة فاطمة، وأبو طعمة في فيلم إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين ، والمعلم شاهين في فيلم سكر هانم ، راسخة في أذهان الملايين .." انتى ست انتى، ده انتى ست اشهر، يا صفايح الزبدة السايحة، كلمتى لا يمكن تنزل الأرض أبدًا..خلاص هتنزل المرة دى"
فهل تخيل أى منا فنانه المحبوب والكوميديان الذى أضحكنا وهو يجسد هذه الشخصيات فى دور سياسى جاد ؟ وبدلاً من أن يراه فى شخصية المعلم حنفى شيخ الصيادين رآه فى صورة باشا أو أديب وشاعر؟
وهل تعلم عزيزى القارئ أن الفنان الكبير عبدالفتاح القصرى لم يتخيل نفسه أبداً فى مثل هذه الشخصيات ولم يرغب سوى فى تقديم شخصيات أولاد البلد.
فعلى الرغم أن عبدالفتاح القصرى ولد وفى فمه ملعقة من ذهب، حيث ينتمى لعائلة ميسورة الحال تعمل فى الصاغة بالجمالية والتحق بمدرسة الفرير وأتقن اللغتين الإنجليزية و الفرنسية، قبل أن يترك الدراسة، إلا أنه ارتبط بجده ومنطقته ارتباطًا شديدًا منذ طفولته، فاختلط بأولاد البلد والتجار والباعة وأصبح يتحدث ويتصرف مثلهم، ويرتدى الجلباب مثلهم ومثل جده، وعندما شق طريقه الفنى نجح فى تجسيد شخصيات أولاد البلد.
وعرف القصرى ما يريده منه الجمهور فرفض أن يخرج عن جلباب وعباءة ابن البلد، وقال فى حوار صحفى : «أنا لا أصلح إلا لأدوار أولاد البلد، صاحب قهوة، جزار، حانوتى، ماقدرش أمثل دور باشا عمرى ما قعدت مع باشوات»، وهكذا رد القصرى ضاحكًا عندما عرض عليه المخرج أحمد بدرخان عام 1951 المشاركة فى فيلم «مصطفى كامل» بتجسيد شخصية «زكى باشا مبارك»، كما ذكر الكاتب الصحفى والمؤرخ سعيد الشحات فى مقاله «ذات يوم» عن عبدالفتاح القصرى مستندًا إلى حوار أجراه القصرى مع الكاتب حسين عثمان، ليبقى القصرى أفضل من جسد شخصية ابن البلد وأكثرهم رسوخاً من أذهان الملايين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة