الفحم يعود للحياة فى أوروبا بعد الحرب الأوكرانية الروسية.. الدول تلجأ إليه بسبب نقص الغاز وارتفاع أسعاره.. ألمانيا فى المقدمة.. صحيفة: سعره يصل لمستويات قياسية نهاية العام.. ونشطاء المناخ يتخوفون من الانبعاثات

الإثنين، 07 مارس 2022 05:00 ص
الفحم يعود للحياة فى أوروبا بعد الحرب الأوكرانية الروسية.. الدول تلجأ إليه بسبب نقص الغاز وارتفاع أسعاره.. ألمانيا فى المقدمة.. صحيفة: سعره يصل لمستويات قياسية نهاية العام.. ونشطاء المناخ يتخوفون من الانبعاثات الفحم فى اوروبا
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحاول أوروبا الخروج من أزمة الغاز الروسى الذى يتسبب فى أزمة بعد الحرب الأوكرانية الروسية، وتلجأ إلى الفحم، الذى عاد للحياة مع توقعات بارتفاع سعره إلى مستويات غير مسبوقة.

وفى حال استمرار اسعار الغاز فى الارتفاع، أو تسبب الصراع فى روسيا وأوكرانيا فى اتخفاض كبير فى توليد الطاقة من الغاز فى عام 2022، فإن أوروبا لديها الفحم كخيار لتعويض النقص، حيث إنه الخيار الأكثر مرونة مع إمكانية زيادة العرض بمقدار 63 تيراواط ساعة. يمكن أن تضيف محطات وسوائل الطاقة الحيوية، التى تمثل حاليًا جزءًا صغيرًا من إجمالى توليد الطاقة، 77 تيراواط ساعة مجتمعة، بينما يمكن أن تساهم طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية الجديدة المتوقع هذا العام بـ 33 تيراواط ساعة إضافية.

 

ويمكن أن يزيد توليد الفحم بنسبة 11٪ أخرى هذا العام إلى 641 تيراوات ساعة، أى أنه سيعود إلى مستويات 2018، لضمان بقاء الأضواء مضاءة فى جميع أنحاء البلاد.

وقال المحلل الرئيسى لشركة وود ماكنزى رورى سيمينجتون أن "أسعار الفحم الحرارى الأوروبى ارتفعت إلى مستويات قياسية مع أسعار العقود الآجلة فوق 400 دولار للطن حتى الربع الرابع من عام 2022"، مشيرا إلى أن بعض المشترين فى اليابان وأوروبا أشاروا بالفعل إلى أنهم يتطلعون إلى استبدال الإمدادات الروسية.

كما أدى النقص المستمر فى الغاز الطبيعى فى أوروبا إلى تفاقم المشكلة بعد رفع أسعار الكهرباء وجعلها أرخص نسبيًا لمنتجى الطاقة لتشغيل محطات الفحم التابعة لهم، ويقول خبراء، أن هذه الديناميكية قد تستمر لسنوات فى ظل نقص إمدادات الغاز، حسبما قالت صحيفة "الكوميرثيو" البيروفية

وأشار أميلكار أكوستا، وزير الطاقة الكولومبى السابق، إلى أن أوروبا ستعود إلى طلب قوى على الفحم وستضطر أيضًا إلى دفع أسعار أعلى مقابل هذا الوقود، وأوضح أنه "قبل الغزو الروسى لأوكرانيا، بعد أن كان سعر الطن 35 دولارًا أمريكيًا فى عام 2020، لأسباب أخرى، ارتفع إلى 180 دولارًا أمريكيًا فى أوائل فبراير".

 

 

وبالمثل، من وجهة نظره، يتعين على الاتحاد الأوروبى "تسريع انتقال الطاقة بالكامل لتقليل اعتماده على الغاز الطبيعى الروسى”، فى هذا السياق، يعتقد المتخصصون أن هذا السوق يمكن أن يمثل فرصة للدول المنتجة. فى كولومبيا، على سبيل المثال، يمثل هذا الوقود 60٪ من سلة طاقة التعدين وتبلغ صادراته السنوية حوالى 6 مليار دولار أمريكى.

وقال بيدرو بريكو، مدير شركة Minercondor الكولومبية، أنه "لا يزال من غير المعروف ما الذى يمكن أن يحدث مع جميع العقوبات التى فرضتها منظمة حلف شمال الأطلسى (الناتو)، ولكن من الواضح أن على أوروبا أن تنظر فى ما ستفعله". تفعل لتكون قادرة على توليد الطاقة "، مشيرا إلى أن "البديل الأكثر موثوقية ومتوفر فى العالم هو الفحم، يجب أن يستمروا فى توليد الطاقة بالفحم، لأنهم لم يقطعوها بالكامل. وأضاف أن هذا لن يكون خيارًا لهم بعد الآن، بل التزامًا.

وقالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية أن ألمانيا تعتبر من أولى الدول الأوروبية التى لجأت إلى الفحم، حيث مدد ألمانيا من استخدامها للفحم بينما تعيد الدولة التفكير فى خططها للطاقة فى أعقاب الغزو الروسى لأوكرانيا، وفقاً لوزير الاقتصاد روبيرت هابك.

قال الوزير الذى شغل فى السابق منصب الرئيس المشارك لـ"حزب الخضر"، إن محطات الفحم يمكن أن تعمل لفترة أطول، بل إنه قال إنه لا "يعارض أيديولوجياً" تمديد استخدام الطاقة النووية.

وكان أعلن المستشار الألمانى أولاف شولتز عن خطط لبناء محطتين جديدتين للغاز الطبيعى المسال لتوسيع خيارات الطاقة فى ألمانيا وتقليل اعتمادها على روسيا، أضاف هابك أن تمديد استخدام الفحم إلى ما بعد عام 2030 قد ينطوى على مخاطر، وعلى المدى الطويل، لا يوجد بديل للطاقة المتجددة فيما يتعلق بأمن الطاقة.

قال هابك: "الاستمرار هكذا لمدة أطول يعنى اعتماداً أطول على الفحم، وربما أيضاً على روسيا... أو نحصل عليه من مكان آخر... لكن ذلك شكل آخر من أشكال التبعية"

ومن ناحية أخرى، يخشى نشطاء المناخ من عودة استخدام الفحم مرة أخرى فى أوروبا، وذلك لأن ذلك سيساهم فى فشل ما تطمح فيه القارة بتقليل الانبعاثات الكربونية بحلول 2030، كما استنكر نشطاء المناخ عمليات سحب الاستثمارات التى تؤدى ببساطة إلى تحويل الانبعاثات لمكان آخر.

وقال رئيس البرنامج الأوروبى لدى مركز الأبحاث إمبر، تشارلز مور، أن من الواضح أن المرافق تكسب أموالًا جيدة فى الوقت الحالى من خلال محطات الفحم، مما يضر كثيرًا بالمناخ.

وانتقدت منظمة السلام الأخضر "جرينبيس" وأعضاء حزب الخضر السويدى، الذين كانوا فى ذلك الوقت جزءًا من الحكومة الائتلافية فى البلاد، صفقة لبيع أصول محطات الفحم التى نفذتها شركة فاتنفول.

كما انتقد الرئيس والمدير التنفيذى لشركة إدارة الأصول العملاقة بلاك روك، لارى فينك، شركات الطاقة، لبيع أصولها بدلًا من التخلص منها خلال قمة المناخ كوب 26 فى العام الماضى فى جلاسكو.

بعد عدة سنوات من إزالة الكربون الاستراتيجى لسوق الكهرباء الأوروبية، تشير الأرقام الأولية إلى زيادة الكهرباء التى تعمل بالفحم فى المنطقة العام الماضى للمرة الأولى منذ ما يقرب من عقد من الزمان، حيث ارتفعت بنسبة 18٪ من 470 تيراوات فى الساعة فى عام 2020 إلى 579 تيراوات فى الساعة. فى عام 2021، وفقًا لبحث أجرته شركة Rystad Energy. انخفض توليد الغاز والطاقة المائية وطاقة الرياح العام الماضى، مما زاد الضغط على مصادر الطاقة الأخرى، بما فى ذلك الفحم، لتلبية الطلب.

يتراجع توليد الكهرباء باستخدام الفحم بشكل مطرد فى أوروبا منذ عام 2012، لكن مخاوف القدرة على تحمل التكاليف بشأن الغاز ومخاوف التوافر التى تؤثر على توليد الطاقة النووية وطاقة الرياح والطاقة المائية يمكن أن تحافظ على زخم الفحم فى عام 2022 وما بعده.

وتعتبر روسيا هى خزينة الغاز للدول الأوروبية، وردا على الحصار الاقتصادى الذى تفرضه بسبب توغلها فى أوكرانيا، يمكن أن ترد بقطع الإمداد وترك أمن الطاقة فى القارة العجوز معلقًا، ووفقًا لمكتب الإحصاء الأوروبى (يوروستات)، فإن الاتحاد الأوروبى (EU) يستورد 40٪ من الغاز الذى يستهلكه من الأراضى الروسية ويقدر أنه فى غضون 25 عامًا تقريبًا سيصل الرقم إلى 80٪.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة