ويناقش العدد، الذي صدر تحت عنوان "الإرهاب الأبيض.... الوجه الغربي للتطرف العنيف" وشارك في كتابته نخبة من الخبراء من مصر ومن دول غربية، عددا من القضايا المتصلة بما يعرف بـ "الإرهاب المحلي" Domestic Terrorism أو الإرهاب الناشئ من الداخل Homegrown Terrorism، وهو القائم على التطرف اليميني واليساري، والذي بات مؤكدًا أنه أصبح الخطر الأكبر الذي يهدد أمن أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، أكثر من إرهاب الجماعات الإسلامية المتطرفة العنيفة لديهم أو المخاطر الأمنية المتوقعة من عودة المقاتلين الأجانب أو دخول أعداد كبيرة من اللاجئين من دول الصراع في الشرق الأوسط. يُعرف الإرهاب المحلي بكونه "إرهاب محلي النشأة يكون فيه المستهدف والجناة جميعهم من نفس البلد".

ويستعرض العدد، من خلال تقاريره، آليات التجنيد والحشد لأفكار اليمين المتطرف في الغرب وتفاصيل عن قوة الحشد على الإنترنت في ألمانيا تحديدًا التي كانت في الماضي مصدرًا للنازية التي قادت إلى الحرب العالمية ومآلاتها، ثم الآن مصدرًا لجماعات النازيين الجدد التي أصبحت منتشرة على ضفتي الأطلسي بين أوروبا وأمريكا. 

كما تناول العدد دور الحروب الروسية في أوكرانيا وشرق أوروبا في نشأة الميليشيات والكتائب اليمينية القومية المسلحة وأثر ذلك على الأمن الأوروبي، فضلا عن التطرق للموقف الراديكالي والعنيف لليمين المتطرف من التيار النسوي وحقوق المرأة بصورة عامة، ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الفرنسية وسيطرة أحزاب اليمين المتطرف على المشهد الانتخابي، يناقش العدد أيضًا الخطاب "العنصري" للمرشح الرئاسي أريك زمور، إلى جانب تحليل المشتركات بين تيارات التطرف الثلاث: الإسلامية واليمينية واليسارية. كما ناقش العدد النموذج الأمريكي لمواجهة الإرهاب اليميني خاصة بعد أحداث اقتحام الكونجرس في يناير 2021. 

وفي الختام، يقدم العدد ملحقًا مفاهيميًا وإحصائيًا، حول المفاهيم الأبرز ذات الصلة باليمين المتطرف، وخريطة معرفية حول أهم التيارات والتنظيمات والجماعات اليمينية المتطرفة، فضلًا عن إحصاءات وأرقام عن العمليات الإرهابية، وعرض لأهم الكتب التي تأصل لأفكار التطرف والعنف اليميني، وأخيرًا عدد من الأفلام الوثائقية والسينمائية التي تمثل علامات هامة تعبر عن حجم هذا الخطر الفكري والحركي الذي يهدد الأمن في الديمقراطيات الغربية.