سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 20 مارس 1970.. الاتحاد السوفيتى يقدم لمصر نظاما جديدا للدفاع الجوى من صواريخ «سام 3» ووصول 1500 خبير سوفيتى لتشغيله

الأحد، 20 مارس 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 20 مارس 1970.. الاتحاد السوفيتى يقدم لمصر نظاما جديدا للدفاع الجوى من صواريخ «سام 3» ووصول 1500 خبير سوفيتى لتشغيله جمال عبدالناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
زار الرئيس جمال عبدالناصر الاتحاد السوفيتى سرا يوم 22 يناير 1970، لبحث احتياجات مصر من السلاح السوفيتى لمواجهة إسرائيل، وكان الفريق أول محمد فوزى وزير الحربية ضمن الوفد المرافق له، وفقا لمذكراته «حرب الثلاث سنوات  1967-1970»، كاشفا: «تعمد الرئيس عبدالناصر تصعيد المباحثات وتوتيرها لدرجة أنه هدد أمام القادة السوفيت بترك الحكم لزميل آخر يمكنه التفاهم مع أمريكا، إذ أن الشعب فى مصر يمر الآن بمرحلة حرجة، فإما أن نسلم بطلبات إسرائيل أو نستمر فى القتال، وأن دفاعنا الجوى فى الوقت الحاضر لا يتمكن من منع غارات إسرائيل على العمق المصرى، وطلب عبدالناصر وحدات كاملة من الصواريخ سام 3 بأفرادها السوفيت، وأسرابا كاملة من الميج 21 المعدلة بطيارين سوفيت، وأجهزة رادار متطورة للإنذار والتتبع بأطقم سوفيتية».
 
يكشف «فوزى» أن الرئيس عبدالناصر برر طلبه بأن الزمن ليس فى صالحنا، لأن تدريب الأطقم المصرية والطيارين المصريين على الأسلحة الجديدة سيستغرق وقتا طويلا، كما كرر طلب قاذفة لردع إسرائيل، حيث إن مدى عمل الطائرات القاذفة المقاتلة الموجودة لدينا لا يمكنها من الوصول إلى عمق إسرائيل، مثل طائرات سكاى هوك، والفانتوم التى تضرب عمق مصر حاليا.. يذكر «فوزى»: «وعد الرئيس بريجنيف بالعمل على سرعة الإجابة، وفى نهاية اليوم التالى لهذا اللقاء المتوتر، دُعى الوفد المصرى لجلسة مباحثات، حيث قرر بريجنيف أمام الحاضرين موافقة اللجنة المركزية ومجلس السوفيت على طلب الرئيس عبدالناصر، وأكد أنها أول مرة يخرج فيها جندى سوفيتى إلى دولة صديقة منذ الحرب العالمية الثانية».
 
يؤكد الفريق «فوزى»، أن الدعم السوفيتى وأفراده وصل إلى ميناء الإسكندرية تحت حماية الأسطول السوفيتى يوم 25 فبراير 1970، وكشفت «الأهرام» فى 20 مارس، مثل هذا اليوم، 1970 عن هذه الخطوة، وذكرت فى تقريرها الرئيسى بالصفحة الأولى: «الاتحاد السوفيتى قدم لمصر نظاما جديدا للدفاع الجوى من صواريخ سام 3، وقالت، إنها تنشر تقريرها مع جريدة نيويورك تايمز الأمريكية، باتفاق خاص مع الأهرام، وتكشف فى التفاصيل نقلا عن مصادر دبلوماسية موثقة فى القاهرة، أن أعددا كبيرة من أحدث الصواريخ المضادة للطائرات سام - 3 وصلت إلى القاهرة فى الأسبوع الماضى ومعها أطقم فنية سوفيتية للتشغيل الأرضى والتدريب»، تضيف: «هذه الصواريخ صممت للتعامل مع طائرات العدو التى تعمل على ارتفاعات منخفضة، ويجرى العمل الآن بسرعة لوضعها فى مواقع قرب ميناء الإسكندرية، وفى قاعدة جوية غربى القاهرة، وفى أماكن أخرى داخل مصر، وأن أفرادا سوفيت شوهدوا وهم يقودون جرارات تحمل القذائف على الطريق الصحراوى الذى يربط الإسكندرية بالقاهرة، وظل هذا الطريق مغلقا أمام الأجانب لفترات طويلة خلال الأسبوع الماضى، وترددت أنباء بأنه ربما يغلق نهائيا أمام الأجانب فى مصر».
 
تضيف «الأهرام»: «يقدر عدد الخبراء السوفيت الذين وصلوا إلى مصر مع هذه القذائف بما لا يقل عن 1500، ويعنى هذا العدد أن الخبراء السوفيت سوف يتولون تشغيل الصواريخ وأجهزة الرادار التى تم تركيبها فعلا»، وتذكر: «ثارت تكهنات حول رد الفعل السوفيتى إذا هاجمت الطائرات الإسرائيلية مواقع القذائف الجديدة وقتلت أو أصابت عاملين سوفيت عليها، وقيل ردا على ذلك، أن الاتحاد السوفيتى ربما يضطر فى هذه الحالة إلى إرسال أسراب من المقاتلات لحماية تلك المواقع».
 
توضح «الأهرام» أن الصاروخ «سام 2» هو الموجود فى مصر منذ وقت، وأنه فعال ضد الطيران العالى فقط، ويستطيع أن يصيب الطائرات على ارتفاع 60 ألف قدم 20 كيلو مترا، وهو الذى أسقط به الاتحاد السوفيتى طائرة التجسس الأمريكية «يو2» التى كان يقودها «فرانسيس جارى باورز» فى أول مايو 1960 قرب «سفير دلوفسك» بمنطقة «الأورال»، وتعلم الطيارون الأمريكيون فى فيتنام كيف يتجنبونه بالقيام بهجمات على ارتفاعات منخفضة، وباستخدام أجهزة اليكترونية تخدع الصاروخ، ونقل الطيارون الإسرائيليون فى غاراتهم على مصر نفس التكنيك الأمريكى فى فيتنام.
 
استطاع السوفيت التوصل إلى «سام 3» كسلاح جديد لمواجهة «الطيران المنخفض»، وتؤكد «الأهرام»، أنه بوصوله إلى مصر، أصبح سلاح الطيران الإسرائيلى يواجه خطر ارتفاع خسائره إذا استمرت غاراته، مشيرة إلى أن أغلب طائراته التى سقطت كانت بالمدافع المضادة للطائرات باستثناء حالات قليلة اسقطت فيها بقذائف «سام - 2»، وقالت «الأهرام»، إن المسؤولين الأمريكيين فى واشنطن قالوا إن منشآت سام 3، وأطقم تشغيلها بدأت فى الوصول إلى مصر من 25 فبراير 1970، وفى رأيهم أن تقدير عدد الخبراء الذين وصلوا معها بألف وخمسمائة يقترب من الصح، على الرغم من أن التدفق لا يزال مستمرا، وبالتالى فإن الرقم الحقيقى لا يمكن تحديده. 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة