زكى القاضى

ولادنا و رمضان بعد 15 سنة

السبت، 19 مارس 2022 09:32 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت أتفقد ذلك المحل الذي يعج بعشرات الأشكال من فوانيس رمضان، حتى أختار من بينها فانوسا لابنتي نورين، صاحبة العامين ونصف، فسألت البائعة البشوشة بطبيعة الحال عن فانوس يغني أغنية "وحوى يا وحوى"، وهي الاغنية التى يقارب عمرها 85 عاما، من غناء المطرب احمد عبد القادر، فتفقدت السيدة عدة ألعاب تردد معظمهما أغاني رمضان، فأخبرتها بأنى أرغب في الشكل التقليدي للفانوس الرمضاني، حتي أصنع تلك الصورة الذهنية في عقل ابنتى حول رمضان و شكل الفوانيس فيه، و أجعلها ترتبط بمناسبة دينية و اجتماعية عظيمة للغاية، و تلك المناسبة تمثل مرحلة انتقالية بين الخطأ والصواب، ففى شهر رمضان يمكن لأي شخص قرر و أراد و عقد النية، أن يخرج منه إلى مرحلة جديدة من الطمأنينة و السلام و صحيح الدين الذى يرغب فيه، و تفهمت البائعة و توصلنا للشكل الذى أريده.
 
ثم سألت نفسى هل هذا الجيل يستطيع أن يقول بعد 10  أو 15 عام بأنه يحن إلى الكارتون الفلاني أو المسلسل الفلانى، وهل هذا الجيل لديه منتج رمضانى يشعره بالشجن والنوستالجيا، وهل لديه بوجي و طمطم و بكار، وهل ترتبط مخيلته بين موسيقى الشعراوى و موعد الفطار، وهل يعرف هذا الجيل من هو الشيخ محمد رفعت، وهل ذلك الجيل لديه مسلسل يعتبره أيقونة و علامة، وهل يعرف معني فوازير رمضان، و هل يستوعب فكرة الراديو و برامج الراديو الرمضانية، و هل ذلك الجيل يعرف ابتهالات القراء في صالة التراويح و يستمع لمشايخ معينة وهم يدعون في قيام الليل، وهل يعرف فضل الاعتكاف و العشر الأواخر، وهل ذلك الجيل سيظل محافظا على إقامة موائد الرحمن و اقامة الشوادر للفقراء، و هل يطربه اللون الأخضر في مقامات آل البيت، وهل يعرف طعم الجلوس على قهوة وقت السحور وهو يستمع صوت الشيخ ياسين التهامي أو أغاني رمضان، عشرات الأسئلة التي يجب أن نجاوب عنها، لأننا مسئولين عن تعزيز الصورة الذهنية لدى أبنائنا وفي محيطنا، و مسئولين عن صناعة منتج رمضاني مستمر.
 
ولذلك قررت وفق تفكيري البسيط، بأن أضع كل أغاني رمضان على " فلاشة" حتي تعرفها ابنتي و حتي يرتبط لديها الشهر الكريم بطقوس معينة، و قررت أيضا أن أضع لها بوجي و طمطم و بكار و الشيخ الشعراوى على فيديوهات لعلها تحب ما فيها، بالإضافة بالطبع لصلاة التراويح و غيرها من الأمور الدينية، في حين قررت زوجتى العزيزة داليا أن تشتري لابنتي " إسدال للصلاة، لعلنا نخلق لديها ما نريده في ظل ذلك التطور الرهيب و غير النمطى والذى يستهدف عقولنا.
 
و أخيرا أتمني أن نقوم جميعا كل حسب طاقته و فكره بدعم شكل و مضمون شهر رمضان في أسرتنا و في شارعنا و في العمارة والبيت  الذى نسكن فيه.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة