أحمد إبراهيم الشريف

على مبروك .. سنوات على الرحيل

السبت، 19 مارس 2022 01:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر هذه الأيام ذكرى رحيل المفكر المصرى وأستاذ الفلسفة على مبروك، الذى توفى فى مارس سنة 2016، وهو باحث مهم يجب ألا ننساه وأن نتكره دائما ونرشح كتبه للأجيال الجديدة لتقرأها وتناقشها وتكمل عليها.
 
وقد كتبت من قبل عن على مبروك فى سنة رحيله قلت "فى أول مرة رأيت فيها صورة للمفكر الكبير على مبروك كانت بالنسبة لى مفاجأة، لأن عهدى برجال الفكر فى عالمنا العربى هادئين، فهم يكتبون فى صمت ومستغرقين فى التأمل، فإذا بـ"على مبروك" يحمل ملامح جادة تشبه ملامح ثائر فى مظاهرة عنيفة أو رئيس حزب معارض فى بلاد بها صخب سياسى أو مناضل يؤمن بأن السياسة سوف تضيع قضيته، لذا يعتبر المعركة المباشرة على الأرض هى الحل، هذه كانت انطباعاتى الأولى على صورة على مبروك، وظلت حتى النهاية هى حقيقة المناضل الفكرى الكبير.
 
رحم الله على مبروك، مات ولم يقل كل شىء بعد، وكان يملك الكثير ليقوله وبموته وضعنا أمام حقيقة صعبة، مفادها ما أقل رجال الفكر فى مجتمعنا، وما أكثر المتعالمين والمدعين الذين يتشدقون بأنهم يحملون رسالات لكنهم لا يملكون سوى الفراغ، أو أنهم يخوضون فى الأمر، ويحومون حول القضايا ولا يقربونها، لكن على مبروك وقليل معه عرفوا أن مشكلة العالم الإسلامى تكمن فى "وعيه" وفى طريقة قراءته لماضيه، لذا حمل على نفسه همَّ التنوير الحقيقى، وعرف أن هناك رجالا من داخل الأمة يتربصون بها فيخلطون الدين بالسياسة، بحثا عن مصالح شخصية فعمد إلى أفكارهم يقرأها، ويبحث فى ماضيها ومستقبلها حتى أثبت للجميع أنهم مجموعة من الانتهازيين الباحثين عن مصالح ذاتية لا علاقة لها بدين ولا بأوطان.
 
مات على مبروك وبقيت أفكاره صامدة، تحتاج منا أكثر من البكاء عليه، تحتاج إلى أن تتولى وزارة الثقافة طباعة أعماله الكاملة فى الهيئة المصرية العامة للكتاب، وأن يبحث أهله وتلاميذه عن أبحاثه غير المنشورة أو المنشورة فى دوريات خارج مصر فيعاد نشرها من جديد فحاجتنا لمواجهة الظلام أصبحت أكثر ضرورة فى الأيام المقبلة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة