سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 9 فبراير 1937.. حسن البنا مرشد الإخوان يبايع الملك فاروق ويعتبره «حامى المصحف الذى اختاره الله لهذه الهداية العامة»

الأربعاء، 09 فبراير 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 9 فبراير 1937.. حسن البنا مرشد الإخوان يبايع الملك فاروق ويعتبره «حامى المصحف الذى اختاره الله لهذه الهداية العامة» الملك فاروق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«أثناء رحلة الملك فاروق إلى الصعيد، أخرج أحد الذين اصطحبهم فى رحلته فصا أثريا، وقال: إنه يجلب له الحظ، وأخرج آخر مفتاحا وكرر نفس المعنى، حينئذ أخرج الملك مصحفا وقال: إن هذا هو مفتاح كل خير عندى»..هكذا يكتب حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان ومرشدها العام عن الملك فاروق فى مقاله «حامى المصحف» المنشور بمجلة «الإخوان المسلمين»، عدد 9 فبراير، مثل هذا اليوم، 1937.
 
يعلق «البنا» على إخراج الملك للمصحف قائلا فى مقاله: «إذا كان قد ضم القرآن إلى قلبه ومزح به روحه، فإنه لا يخدم نفسه فى الدنيا والآخرة فحسب، ولكنه يريد أن يؤسس مصر على أفضل المناهج، ويسلك بها أقرب الطرق إلى كل خير، وهو بذلك يكسب ولاء أربعمائة مليون من المسلمين فى آفاق الأرض تشرئب أعناقهم، وتهفو أرواحهم إلى الملك الفاضل الذى يبايعهم على أن يكون حامى المصحف، فيبايعونه على أن يموتوا بين يديه جنودا للمصحف، وأن الله قد اختار لهذه الهداية العامة الفاروق، فعلى بركة الله يا جلالة الملك ومن ورائك أخلص الجنود».
 
جاء مقال «البنا» بعد ما يزيد على تسعة أشهر من جلوس «فاروق» على العرش فور وفاة والده الملك فؤاد، 28 إبريل 1936، وقالت «الجماعة» فى رثائه بعنوان «مات الملك يحيا الملك»: «فقدت مصر اليوم بدورها فى الليلة الظلماء، ولن نجد بعد اليوم النور الذى اعتادت ولن تجد الهدى على سناه، من للعامل والفلاح، ومن للفقير، يروى غلته ويشفى غليله، ومن للدين الحنيف يرد عنه البدع، ومن يعز شوكته ويعلى همته، ومن للشرق يؤسس وحدته ويرفع رايته».
 
كان فاروق وقت وفاة والده عمره 16 عاما وشهرين و11 يوما «مواليد 11 فبراير 1920»، أى أنه لم يبلغ سن الرشد الذى يؤهله دستوريا لأن يكون حاكما كامل الأهلية السياسية والشخصية، وطبقا لذلك تقرر تشكيل مجلس وصاية برئاسة ابن عمه الأمير محمد على، ابن الخديوى توفيق شقيق الملك فؤاد، لأنه كان أكبر الأمراء سنا فى عائلة محمد على، وضم هذا المجلس فى عضويته محمد شريف صبرى باشا، وعزيز عزت باشا، واستمرت مدة الوصاية ما يقرب من سنة وثلاثة شهور، وانتهت بفتوى حصلت عليها الملكة نازلى والدة فاروق من الإمام مصطفى المراغى شيخ الأزهر، بأن يحسب سن فاروق بالتقويم الهجرى بدلا من الميلادى، فأدى ذلك إلى تبكير تتويجه ملكا يوم 29 يوليو 1937.
 
فى هذه الظروف جاء مقال «البنا» الذى يعطى تأييدا بلا حدود للملك، وجاء قبل أن يصبح ملكا دستوريا، وحسب الكاتب المؤرخ والمفكر محمد عودة فى كتابه «فاروق بداية ونهاية»: «بينما كانت البلاد تستعد لمراسم تولية الملك الجديد وتعميده شعبيا ودستوريا، خرجت جماعة الإخوان وقررت ألا تباركه ملكا ولكن أن تبايعه خليفة على سنة الله ورسوله، ولدى عودته من الإسكندرية إلى العاصمة، توزعت تنظيماتها ولافتاتها على كل المحطات التى يقف عليها القطار تهتف وتعلن: «لنبايعك خليفة على سنة رسول الله ورسوله».. وتبارت صحفها ونشراتها فى تمجيد الأمير الصغير الذى لم يكمل سن الرشد ولم يتم تعليمه، ولقبته بلقب «حامى المصحف» و«أمير المؤمنين» و«حامى حمى الإسلام».. وفى القاهرة التفت منظمات الإخوان حول القصر لتكرر الهتاف الذى أصبح شعارا: «نبايعك خليفة على سنة رسول الله».
 
تذكر الدكتورة لطيفة سالم فى كتابها «فاروق وسقوط الملكية فى مصر»: «منذ البداية تولت جريدة الإخوان المسلمين مهمة تعبئة الرأى العام ولفت نظره إلى خطوات فاروق الدينية، فتبين كيف ملك قلوب رعيته بغيرته على الدين، وتصف استقبال الجماهير له وهو فى طريقه إلى مسجد أبى العلاء لتأدية الصلاة ودعواتهم له وهتافاتهم بحياته، وتنقل بعض اللقاءات وتأتى بالقصص التى تنم عن أن هناك الأبناء الفاسدين قد قوموا وعرفوا طريق المساجد وانصرفوا إليها، والسبب أنهم اتخذوا من الملك الأسوة الحسنة، وبالتالى اعتبرته المثل الأعلى لأمته».. تضيف سالم: «وصل الأمر بالصحيفة إلى التغنى بمكارمه والإشارة إلى تأثر رجال الوعظ والإرشاد به، وقولهم الشعر فيه رغم أنهم لا يصوغونه إلا لدافع قوى يتصل بمهتهم فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر».  
 
فى 29 يوليو 1937 تولى فاروق سلطاته الدستورية.. تذكر سالم: «بهذه المناسبة انهمر الإخوان إلى ساحة قصر عابدين، بعد أن أصدر المركز العام الأوامر إلى الفرقة العسكرية بالزحف، رافعين أعلامهم يهتفون «الله أكبر ولله الحمد، الإخوان المسلمون يبايعون الملك المعظم، نبايعك على كتاب الله وسنة رسوله».. تضيف: «نظرا للمصلحة المشتركة التى جمعتهم بالقصر، فقد انحازوا إلى جانبه فى أزماته مع الوفد، ما جعل فاروق يعتبرهم أداة لتحقيق ما يصبو إليه». 








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة