محمد الخضر حسين.. تونسى يصبح شيخًا للأزهر الشريف

الإثنين، 28 فبراير 2022 04:30 م
محمد الخضر حسين.. تونسى يصبح شيخًا للأزهر الشريف محمد الخضر حسين
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ64 على رحيل الشيخ محمد الخضر حسين، شيخ الأزهر الأسبق، إذ رحل عن عالمنا فى 28 فبراير عام 1958، وهو فقيه، وعالم لغوي، ومصلح ديني، ورائد من رواد الوسطية والتجديد في القرن الرابع عشر الهجري، وأحد كبار شيوخ الجامع الأزهر.
 
في 16 أغسطس 1876م الموافق 26 رجب 1293هـ بمدينة “نفطة” التونسية، ولد الإمام الأكبر فضيلة الشيخ محمد الخضر حسين رحمه الله في بيئة علمية محافظة تنتهج الصوفية الإيجابية مذهبا، لكن أصول الشيخ تعود لأسرة جزائرية، فأبوه من عائلة "العمري" من قرية “طولقة” بمدينة “بسكرة” الجزائرية، وأمه من “وادي سوف” بالجزائر.
 
وعائلة "الحسين" التي ينتسب إليها الشيخ الخضر عائلة ماجدة في حسبها ونسبها، وأفرادها “نجوم” في سماء العلم والمعرفة فالخضر وشقيقاه “المكي” و”زين العابدين” من أكابر العلماء، وأثروا المكتبة العربية بمؤلفاتهم. كما أن أمه تنتمي إلى أسرة فاضلة مشهورة بالعلم والتقوى والصلاح، فهي كريمة الشيخ “مصطفى بن عزوز”، من أهل العلم والفضل، وأبو جده لأمه العالم الصالح “محمد بن عزوز”، وخاله السيد “محمد المكي بن عزوز” من كبار العلماء المصلحين، وهو الذي تأثر به الشيخ محمد الخضر حسين تأثرا كبيرا، وكان موضع الإجلال والتقدير من رجال الدولة العثمانية في عهد السلطان “عبد الحميد”، وقضى الشطر الأخير من حياته في “الآستانة” تلبية لرغبة السلطان.
 
لما سقطت الشام في أيدي الفرنسيين (1339هـ/1920م) لم يسع شيخنا المقام فيها، فقد حكم عليه الفرنسيون غيابيا بالإعدام لاتهامه بالمشاركة في تحريض المغاربة بألمانيا وتركيا على الثورة ضدهم في شمال إفريقيا، فهرب إلى مصر، وبقي فيها إلى نهاية حياته المباركة. عمل في مصر مصححًا بدار الكتب المصرية بشفاعة “أحمد تيمور” باشا الذي عرف قدره، وكان يلقي المحاضرات والدروس في مساجدها، ويكتب المقالات المتنوعة الكثيرة. كما تعرف إلى طائفة من أعلام علمائها النابهين، مثل: الشيخ طاهر الجزائري والشيخ رشيد رضا والسيد محب الدين الخطيب. 
 
أنشأ في القاهرة  عدة جمعيات دينية وثقافية مثل “جمعية تعاون جاليات إفريقيا الشمالية” التي تهتم بالمغاربة من الناحيتين الثقافية والاجتماعية، و”جمعية الهداية الإسلامية” مع بعض المشايخ منهم شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغي، لمحاربة الفساد والإلحاد، والتعريف بالإسلام، والسعي لتمتين الصلات بين الشعوب الإسلامية والسعي لإصلاح شأن اللغة العربية وإحياء آدابها، كما أصدر مجلة “الهداية الإسلامية” لتكون لسان حال الجمعية. اختير الشيخ الخضر للتدريس في قسم التخصص بالأزهر، وهذا دال على مدى علمه، إذ لا يدرس في الأزهر آنذاك إلا كبار العلماء. كما تولى رئاسة تحرير مجلة الأزهر 4 سنوات، ورئاسة تحرير مجلة “لواء الإسلام”، واختير عضوا بـ”مجمع اللغة العربية الملكي” عند إنشائه في القاهرة سنة (1351هـ/1932م). وأيضا عضوا لهيئة كبار العلماء سنة (1370هـ/1950م)، ثم  شيخا للأزهر.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة