أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنيسكي، تصميم الأمم المتحدة على تعزيز المساعدة الإنسانية لشعب أوكرانيا.
وقال جوتيريش - في بيان صادر عن مكتب المتحدث باسمه، وزعه اليوم الأحد المركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة - "إن الأمم المتحدة ستطلق نداء بعد غد /الثلاثاء/ لتمويل عملياتها الإنسانية في البلاد".
وفي سياق متصل، أفاد مفوض الأمم المتحدة السامي لشئون اللاجئين فيليبو غراندي، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بعبور أكثر من 150 ألألف لاجئ أوكراني إلى البلدان المجاورة، نصفهم إلى بولندا، والكثير منهم إلى المجر ومولدوفا ورومانيا وخارجها.. مشيرا إلى تزايد النزوح في أوكرانيا أيضا، وصعوبة تقدير الأعداد وتقديم المساعدة نظرا للوضع العسكري.
وكان مارتن غريفيثس منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، والذي يشغل أيضا منصب وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، قد صرح قبل العملية العسكرية الروسية بأن 3 ملايين شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية، على جانبي خط التماس نتيجة للصراع المستمر منذ 8 سنوات في شرق أوكرانيا، لافتا إلى أن الأمم المتحدة ظلت تستجيب لهذه الحاجة مع شركائها على مدار هذه السنوات.
وأضاف: "خلال هذا العام وحده، على سبيل المثال، قامت الأمم المتحدة بتنسيق قوافل إنسانية بتسليم أكثر من 150 طنا من المساعدات إلى الأشخاص الأكثر ضعفا في المناطق التي لا تسيطر عليها الحكومة في دونباس".
يشار إلى أن أكثر الفئات حاجة للمساعدة هم النساء والأطفال وكبار السن وذوو الإعاقة، ومن يعيشون بالقرب من خط التماس، وأولئك الذين يعيشون في المناطق التي لا تسيطر عليها الحكومة.
ورسم مارتن غريفيثس صورة قاتمة بشأن القصف الذي تعرضت له مراكز حضرية في جميع أنحاء أوكرانيا، وورود تقارير غير مؤكدة عن إصابات بشرية وأضرار لحقت بالبنية التحتية السكنية، معربا عن قلقه الشديد من تأثير التصعيد المستمر.. مؤكدا ما قاله الأمين العام "إن العاملين في المجال الإنساني التابعين للأمم المتحدة ملتزمون بمواصلة وتعزيز وجودهم".
وشدد على أن الأمم المتحدة تكثف جهودها للمساعدة في تلبية احتياجات المتضررين، مشيرا إلى أن سلامة وأمن جميع موظفي الأمم المتحدة وعائلاتهم هي أولوية قصوى، موضحا أنه يتم حاليا تسهيل النقل المؤقت لموظفي الأمم المتحدة غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم داخل أوكرانيا.
وفي غضون ذلك، أنشأ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) مركز عمليات مشترك بين الوكالات في جنيف.
وسيسعى النداء الإنساني المزمع إطلاقه بعد غد إلى الجمع بين احتياجات المنطقة خارج أوكرانيا تحت قيادة المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، وكذلك احتياجات أولئك الموجودين داخل البلاد.
وقد أعلن الأمين العام للأمم المتحدة تخصيص 20 مليون دولار من الصندوق المركزي للطوارئ لزيادة الاستجابة الفورية.. فيما قال غريفيثس "في الأيام المقبلة، سنطلق نداءين طارئين استجابة للاحتياجات الإنسانية المتصاعدة في أوكرانيا، بما في ذلك زيادة النزوح الداخلي، واحتياجات الأشخاص الذين يلتمسون اللجوء في البلدان المجاورة لأوكرانيا"، مبينا أن هناك حاجة إلى الجهات المانحة لحشد الموارد المالية، والتي سيتم تحديدها في غضون أيام قليلة.
وتابع "الأمر الأكثر أهمية هو سلامة العاملين في المجال الإنساني الأمميين، وضرورة أن يتمتع الشركاء الإنسانيون بوصول آمن ودون عوائق إلى المناطق المتضررة من النزاع".. لافتا إلى أن 50% من القمح الذي يستخدمه برنامج الغذاء العالمي يأتي من أوكرانيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة