قرأت لك.. "ماذا أنت فاعل بحياتك" أقوال مأثورة لـ جدو كريشنامورتى

السبت، 26 فبراير 2022 07:00 ص
قرأت لك.. "ماذا أنت فاعل بحياتك" أقوال مأثورة لـ جدو كريشنامورتى ماذا أنت فاعل بحياتك
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نلقى الضوء على كتاب "ماذا أنت فاعل بحياتك" لـ جدو كريشنامورتى، وهو مفكر من أصول هندية، معروف بأفكاره القادرة على التاثير، وينتمى الكتاب لـ كتب التنمية البشرية، يسمل الكتاب العديد من أقواله المأثورة ومنها " يبدو لي أنه دون فهم للطريقة التي تعمل أذهاننا بها لا يمكن للمرء أن يفهم مشكلات الحياة المعقدة للغاية ويحلَّها، هذا الفهم لا يمكن أن يتأتى بمعرفة الكتب. فالذهن في حدِّ ذاته مشكلة شديدة التعقيد. في سيرورة فهم المرء ذهنه، ربما أمكن للمرء أن يفهم الأزمة التي يواجهها كلُّ واحد منَّا في الحياة ويتخطَّاها.‬
 
يقول ديل كارلسون‬ محرر الكتاب فى مقدمته:‬
 
إن الطريقة التي يتصل بها كلٌّ منَّا، أنا وأنت، بدماغه، وبالآخر، وبممتلكاته، وبالمال، وبالعمل، وبالجنس… هذه الصلات المباشرة هي التي تخلق المجتمع. وعلاقة كلٍّ منَّا بنفسه وبالآخرين مضروبة بستة مليارات تخلق العالم. مجموع كلٍّ من تحيُّزاتنا، ومشاعر الوحشة التي نكابدها كلٌّ على حدة مجتمعةً، وكلّ طُموح جَشِع، وكلّ جوع جسدي أو عاطفي، وكلّ غضب وحزن في كلِّ واحد منَّا… نحن العالم.‬
 
ليس العالم بمختلف عنَّا؛ العالم هو نحن. وإذن، الأمر بسيط: إذا تغيَّرنا، إذا تغيَّر كلٌّ منَّا، غيَّرنا العالم. إذا تغيَّر حتى واحد منَّا، فإن لهذا تأثيراً تموُّجيّاً متوسعاً. الطِّيبة مُعْدِيَة.‬
 
في المدرسة، ننشأ على طاعة أولياء أمرنا ومدرِّسينا. على صعيد التكنولوجيا هذا منطقي. لكن الآلاف المؤلَّفة من الأجيال لم تتعلَّم بعد نفسيّاً كيف تضع حدّاً لشقائها وتكف عن إشقاء الآخرين. فالتطور النفسي لم يواكب التطور البيولوجي أو العلمي. في المدرسة بإمكاننا جميعاً أن نتعلَّم كيف نرتزق. أما فنُّ الحياة، فيجب على كلٍّ منَّا أن يتعلَّمه بمفرده.‬
 
الحياة تجرحنا جميعاً من جرَّاء الوحشة والبلبلة ومشاعر الإخفاق والقنوط. الحياة تجرح من جرَّاء الفقر، زمن العياء العاطفي، زمن العنف في الشوارع أو المنزل. يعلِّموننا أموراً كثيرة لكنهم قلَّما يعلِّموننا كيفية مواجهة صدمات جروح الحياة. وهذا لسبب أوحد: لا يعلِّموننا أن علَّة الألم ليست الحياة، بل ردود فعلنا على ما يحدث لنا. إن خوفنا، المتأصل في حماية الذات، هو ما يسبِّب الألم. إن حماية الجسم أمر طبيعي. ولكن هل من الطبيعي حماية ما نسميه ”ذاتنا“؟ ما هي هذه الذات التي هي أصل المشكلة وأصل الألم النفسي الذي نشعر به عندما نحاول حمايتها؟ إذا اكتفيتَ بالتهرُّب من الألم الذهني والبلبلة بواسطة العقاقير والترفيه والجنس والانهماك في المشاغل، فإن المشكلة المؤلمة قائمة، مضافاً إليها الإنهاك والإدمان. إن الانتباه إلى أحابيل الذات، وفهم أن الخوف والرغبة والغضب ظواهر طبيعية، إنما لستَ مضطرّاً إلى الانقياد لها أو الحصول على كلِّ ما تريد… هذا التبصُّر يذيب الكَرَب الذهني دون أن يضيف عليه.‬
 
لا بدَّ لنا من تعلُّم فهم الذات لنفهم أنها منبع مشكلاتنا. لا بمعنى الغرق في ذواتنا، بل إيلاء انتباهنا إلى خواطر الذات ومشاعرها وأنشطتها، وإلى إشراطاتها البيولوجية والشخصية والجندرية والثقافية؛ هذا هو التأمُّل.‬
 
هذه الأحاديث والكتابات من إبداع إنسان عاش على غرار كبار المغتربين عن المجتمع: المتمرِّد، الشاعر الجوَّال، الفيلسوف الديني، الحكيم محطِّم الأيقونات، العلماء والنفسانيون الثوريون، المعلِّمون المسافرون من جميع الأزمنة. طوال خمس وستين سنة، تكلَّم كريشنامورتي على الحرية النفسية مخاطباً كلَّ مَن قَبِلَ الإصغاء إلى رسالته. أسَّس مدارس للأطفال واليافعين والراشدين الشباب، حيث يمكن للشباب دراسة جميع المواد المعتادة، وأنفسهم أيضاً، في المدارس، كما الحال في جميع الأحاديث والكتابات، يلفت النظر إلى أن حروبنا، الداخلية والخارجية، ليست هي التي ستحرِّرنا، بل الحقيقة عن أنفسنا.‬
 
ما من طريق، ولا من مرجعيَّة، ولا من معلِّم ينبغي اتِّباعه؛ لديك المقدرة في نفسك على كشف ما أنت، وما أنت فاعل بحياتك وبعلاقاتك وبعملك. يجب عليك أن تختبر ما يقال في هذا الكتاب. فحقيقة شخص آخر تبدو كأنها مجرَّد رأي فحسب، حتى تجرِّبها بنفسك. يجب عليك أن تنظر عبر المُجهِر بنفسك، وإلا فلن يكون نصيبك سوى غبار الكلمات، وليس الإدراك الفعلي للحياة.‬
 
يعلِّموننا عادةً ما نفكر فيه، لكنْ ليس كيفية التفكير. نتعلَّم كيفية التهرُّب من الوحشة والشقاء الذهني، وليس كيفية وضع حدٍّ لهما.‬
جميع المقتطفات الواردة في هذا المجلَّد مأخوذة من كتب كريشنامورتي، وحواراته المنقولة والمسجلة، وأحاديثه العامة. جرِّب اختبار قراءة هذا الكتاب، وانظر بنفسك ما يحدث.‬
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة