أكرم القصاص - علا الشافعي

اكتشافات أثرية في الأردن تعود للعصر الحجرى الحديث.. صور

الجمعة، 25 فبراير 2022 05:20 م
اكتشافات أثرية في الأردن تعود للعصر الحجرى الحديث.. صور الاكتشافات الأثرية في الأردن
كتب محمد أسعد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اكتشف فريق علمي أردني- فرنسي مشترك من علماء الآثار في منطقة البادية الأردنية جنوب شرق، منشأة طقسية فريدة مخصصة للصيد الجماعي للغزلان، تعود للعصر الحجري الحديث، تستخدمُ المصائد الحجرية العملاقة (مصائد الطائرات الورقيّة الصحراوية)، وتعدّ هذه المصائد أقدم المباني الضخمة في جميع أنحاء العالم.
 
وتم اكتشاف مصائد الصيد الجماعي التي تعود إلى العصر الحجري الحديث في مشروع البادية الجنوبيّة الشرقيّة للمرة الأولى عام 2013 في منطقة نائية من البادية الأردنية الجنوبية الشرقية إلى الشرق من قاع الجفر في منطقة جبال الخشابية، وتعرف هذه المصائد الحجرية باسم (الطائرات الورقية الصحراوية)، وتنتشر هذه المباني على نطاق واسع عبر مناطق الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا الأكثر جفافا (بشكل رئيسي من وسط المملكة العربية السعودية، عبر الأردن وسوريا وأرمينيا وتركيا وحتى كازاخستان، وهذه المصائد المذهلة تتكون من جدارين طويلين أو أكثر يتقاربان كلما اتجهت نحو السياج أو الغرفة الكبيرة في نهاية المصيدة، ويمكن أن يصل طول هذه الهياكل الضخمة إلى عدة كيلومترات، ويتم تنظيمها أحيانًا في سلاسل من الهياكل المتجاورة دون انقطاع، مما يزيد من فرص صيد الطرائد البرية. 
 
بينما  معظم الأبحاث الحديثة حول هذه الهياكل تميل إلى نسبتها إلى الألف الرابع والألف الثالث قبل الميلاد، إلا إن مشروع البادية الجنوبية الشرقية  تمكّن من تأريخ هذه المصائد الى وقت أبكر من ذلك، تحديدًَا فترة العصر الحجريّ الحديث 7000 قبل الميلاد (العصر الحجري الحديث ما قبل الفخار الفترة ب، باستخدام تقنيات الكربون 14 والتهيج الضوئي OSL)، مما أدى إلى إرجاع أصل هذه الظاهرة إلى وقت أبكر بكثير مما كان عليه في السابق، والمصائد الحجرية في جبال الخشابيّة هي في الواقع أقدم الهياكل البشريّة الضخمة المعروفة حتى الآن في جميع أنحاء العالم، ولعبت هذه النتائج دوراً كبيراً في فهمنا للتطورات البشريّة في هذه المناطق، لأنّها تشهد على ظهور استراتيجيات صيد جماعيّ معقدة للغاية، غير متوقعة في مثل هذا الإطار الزمنيّ المبكر وتتطلب تنظيماً تعاونياً للمجموعات البشريّة، وتدلّ على استغلال الموارد الحيوانيّة بما يتجاوز أغراض الكفاف، وهذا يعني التبادل مع المجموعات البشريّة في المناطق المجاورة.
 
لكن النتيجة الأكثر أهمية في السنوات الأخيرة من البحث الميدانيّ لمشروع البادية الجنوبيّة الشرقيّة تتمثل في اكتشاف مواقع مخيمات الصيادين، لأول مرة على الإطلاق في الشرق الأوسط، والتي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالصيادين الذين يستخدمون المصائد الحجرية في البادية. في حين أنّ علاقة المخيمات بالمصائد الحجرية تؤكدها مجموعة من الأدلة (قرب مواقع المخيمات من المصائد الحجرية، والتأريخ المعاصر لكلا النوعين من المواقع، وبقايا المواد بما في ذلك الكميات الضخمة من عظام الغزلان الناتجة عن أنشطة المعالجة ذات الصلة بالصيد الجماعيّ)، ويقدم لنا التنقيب في هذه المخيمات معلومات مهمة وغير مسبوقة حول الخلفيّة الاجتماعيّة والاقتصاديّة والتكنولوجيّة والثقافيّة للمجموعات البشرية المشاركة في استراتيجيات الصيد هذه، وتتألف هذه المخيمات من أكواخ شبه دائريّة كوحدات سكنيّة اكتشف فيها خلال الحفريات مادة حضاريّة غنيّة ومتنوعة تشمل صناعة صوانيّة جديدة ومتميزة، وهذا أدى بالفريق إلى تعريف هذا المخيمات على أنّها كيانٌ ثقافيٌّ محدد سمي "الثقافة الغسانية" (في إشارة إلى أحد الأسماء الجغرافيّة المحليّة)، وفي الوقت ذاته كانت مجتمعات القرويين المستقرة في المناطق المجاورة من "الهلال الخصيب" تعمل في الزراعة والرعي، ويبدو واضحًا من هذه الاكتشافات أنّ "الغسانيين" كانوا صيادين متخصصين بالصيد الجماعيّ للغزلان باستخدام المصائد الحجريّة، وكانت المصائد في قلب حياتهم الثقافيّة والاقتصاديّة وحتى الرمزيّة في هذه المناطق النائية.
 
وخلال موسم 2021 من مشروع البادية الجنوبية الشرقية، اكتشف علماء الآثار منشأة طقسيّة معقدة في حالة حفظ استثنائيّة، داخل أحد مخيمات الصيادين، وهذه المنشأة معاصرة للمصائد الحجريّة التي أرّخت للعصر الحجري الحديث حوالي 7000 ق.م.
 
وتتكون المنشأة من حجرين منصوبين يحويان تمثيلات مجسّمة بشرية، أطولها (بارتفاع 1،12 مترًا) ويحمل رسما لمصيدة حجرية ممزوجة بوجه بشري، ويعرض الحجر الثاني (ارتفاعه 70 سم) شكل رأس إنسان بتفاصيل منحوتة بدقة، وخلف هذين الحجرين تمّ اكتشاف الكثير من اللُقى الأثريّة، وهذه اللقى تتألف من 149 متحجرة بحريّة، تمّ ترتيب العديد منها بعناية ووضعها عمودياً واتباع اتجاه معين، إلى جانب مجموعة متنوعة من الأحجار ذات الأشكال الطبيعيّة غير العاديّة، بالإضافة إلى عدد من الأدوات المصنّعة غير الشائعة، بما في ذلك الدمى الحيوانيّة والأدوات الصوانيّة الاستثنائيّة، وتمّ ترتيب جميع هذه اللُقى الأثريّة بالإضافة إلى مذبح طقسيّ حجريّ مع موقد مرافق له داخل نموذج معماريّ مصغّر لمصيدة "طائرة ورقية" بُني وسط موقع المخيم.
 
 
اكتشافات الأردن الجديدة
اكتشافات الأردن الجديدة

الاكتشافات الأثرية في الأردن
الاكتشافات الأثرية في الأردن

اكتشافات أثرية في الأردن تعود للعصر الحجري الحديث
اكتشافات أثرية في الأردن تعود للعصر الحجري الحديث

اكتشافات أثرية في الأردن
اكتشافات أثرية في الأردن

حجر أثري
حجر أثري
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة