الوليد بن عبد الملك.. تعرف على أشهر أعماله المعمارية.. الجامع الأموى الأبرز

الأربعاء، 23 فبراير 2022 08:00 م
الوليد بن عبد الملك.. تعرف على أشهر أعماله المعمارية.. الجامع الأموى الأبرز الجامع الأموى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ 1307 على رحيل الخليفة الأموى الوليد بن عبد الملك، أو الوليد الخليفة، أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي، الدمشقى الذى أنشأ جامع بنى أمية. بويع بعهد من أبيه.
 
يلقب عصر الوليد الأول العصر الذهبى للدولة الأموية كان عصره فى قمة ازدهار الدولة الأموية وجه القادة من دمشق لفتح البلاد فى مختلف الاتجاهات حيث وصل الإسلام إلى الصين شرقا وإلى الأندلس (إسبانيا) غربا، وكان من رجاله محمد بن القاسم الذى فتح بلاد السند وقتيبة بن مسلم وإلى خراسان.
 
وبحسب كتاب " عصر الاتساق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الرابع) " للمؤلف محمد أسعد طلس، كان الوليد مغرمًا بالعمران وإشادة المساجد والأماكن العامة؛ ففى سنة ٨٨ بعث الوليد إلى عامله على المدينة عمر بن عبد العزيز، يأمره بإدخال حجر أزواج الرسول فى المسجد، وأن يشترى ما فى نواحيه حتى يكون مائتى ذراع فى مائتين، ويقول له: أن قدِّم القبلة إن قدرت، وأنت تقدر لمكان أخوالك، وأنهم لا يخألفونك، فمن أبى منهم فقوِّموا ملكه قيمة عدل، واهدم عليهم، وادفع الأثمان إليهم، فإن لك فى عمر وعثمان أسوة حسنة. فأحضرهم عمر، وأقرأهم الكتاب فأجابوه إلى الثمن، فأعطاهم إياه.
 
وبعث ملك الروم إلى الوليد من الفسيفساء أربعين حملًا وعمالًا وذهبًا، فبعث الوليد بذلك إلى عمر بن عبد العزيز. روى الطبرى عن محمد بن عمر، عن موسى بن يعقوب، عن عمه قال: رأيت عمر بن عبد العزيز يهدم المسجد ومعه وجوه الناس: القاسم، وسالم، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وخارجة بن زيد، وعبد الله بن عبد الله بن عمر يُرونه أعلامًا فى المسجد ويقدرونه، فأسسوا أساسه، وأول ما هدموا بيوت أزواج النبى فى صفر سنة ٨٨ حتى قدم الفعلة الذين بعث بهم الوليد، وبعث الوليد إلى ملك الروم يُعلمه أنه أمر بهدم مسجد رسول الله، وأن يعينه فيه، فبعث إليه بمائة ألف مثقال ذهب، وبعث إليه بمائة عامل، وبعث إليه من ألفسيفساء بأربعين حملًا، وأمر أن يتتبع الفسيفساء فى المدائن التى خربت، فبعث بها إلى الوليد، وأرسلها إلى المدينة.
 
فى سنة ٩١ قَدِم الوليد إلى الحجاز فحجَّ بالناس، ثم قصد مسجد النبى ﷺ فأخرج الناس منه، وبقى سعيد بن المسيب ما يجترئ أحد من الحرس أن يُخرجه، وما عليه إلَّا ريطتان ما تساويان إلَّا خمسة دراهم فى مصلاه، فقيل له: لو قمت! قال: والله لا أقوم حتى يأتى الوقت الذى كنت أقوم فيه. قيل: فلو سلَّمت على أمير المؤمنين؟ قال: والله لا أقوم إليه.
 
كما تولَّى الوليد وجامع دمشق الأعظم مجأور للكتدرائية العظمى، فعزم الوليد على توسيع الجامع، فطلب من النصارى إعطاءه نصف الكنيسة الذى بأيديهم على أن يبنى لهم كنيسة حيث شاءوا، فأبوا ذلك ثم رضوا فهدمها، وبدأ الهدم بنفسه فى سنة ٨٦، وشرع فى البناء سنة ٨٧، وأقام فيما بنى سبع سنين، فمات الوليد ولم يتم فأتمه سليمان.١٠ قال ابن عساكر: لما أراد الوليد بناء مسجد دمشق احتاج إلى صُنَّاع كثيرين، فكتب إلى الطاغية أن وجِّه إليَّ بمائة صانع من صناع الروم، فإنى أريد أن ابنى مسجدًا لم يَبنِ من مضى قبلي، ولا يكون بعدي، مثله، فإن أنت لم تفعل غزوتك بالجيوش، وخربت الكنائس التى فى بلدي، وكنيسة بيت المقدس، وكنيسة الرها وسائر آثار الروم، فكتب إليه: والله لئن كان أبوك فهمها فأغفل عنها فإنها لوصمة عليك، ولئن كنت فهمتها وغابت عن أبيك فإنها لوصمة عليك، وأنا موجه لك بما سألت. فأراد أن يعمل له جوابًا، فجلس له عقلاء الرجال فى حظيرة الرجال يفكرون، فدخل عليهم ألفرزدق فقال: ما بال الناس؟ فقيل له: السبب كيت وكيت. فقال: أنا أجيبه من كتاب الله؛ قال الله تعإلى: فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا، فسُرِّى عنهم. وفى ذلك قال ألفرزدق:
 
كان الوليد عند أهل الشام أفضل خلفائهم، بنى المساجد: مسجد دمشق ومسجد المدينة والمسجد الأقصى، ووضع المنابر، وأعطى الناس وأعطى المجذومين وقال: لا تسألوا الناس. وأعطى كل مقعد خادمًا وكل ضرير قائدًا.
 
قال الأستإذ كرد علي: وكانت أيامه من أبرك أيام بنى أمية، عمَّر الجوامع، وكتب إلى جميع البلاد بهدم المساجد والزيادة فيها، وتسهيل الطرق، وبث فى الأمة روح العمران، فكان الناس إذا التقوا فى زمأنه يسأل بعضهم بعضًا عن الأبنية والعمارات فى كلِّ مكان، وكان أول من عمل أعمالًا جسيمة ابتدعها فى الصدقات والقربات. هذا مع أن الخراج انكسر فى أيامه، فلم يُحمل كثير شيء من العراق وغيره، فاضطر إلى إحصاء أهل الديوان، وألقى منهم بشرًا كثيرًا بلغت عدتهم عشرين ألفًا، والحق أنه كان شديد الاهتمام بالعمران والقيام بمصالح الأمة، وتفقُّد أحوال العجزة والمساكين. وهو أول من شاد البيمارستان فى الإسلام وبنى دور المرضى للمجذومين، وأجرى الأرزاق على العميان والمرضى، والقُرَّاء وألفقهاء وقُوَّام المساجد، وأقام طعمة رمضان، وغير ذلك من أعمال الخير والبر.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة