أفريقيا وأوروبا.. مبادرات الاستثمار ترمم تاريخ الاستعمار.. التبادل التجاري يسجل 225 مليار دولار.. القمة الأولى فى 2000 بمبادرة القاهرة جددت دماء التعاون.. وماكرون يعد بصفقة مالية جديدة

الخميس، 17 فبراير 2022 09:21 م
أفريقيا وأوروبا.. مبادرات الاستثمار ترمم تاريخ الاستعمار.. التبادل التجاري يسجل 225 مليار دولار.. القمة الأولى فى 2000 بمبادرة القاهرة جددت دماء التعاون.. وماكرون يعد بصفقة مالية جديدة الرئيس السيسي خلال استقباله فى بلجيكا
كتبت: هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
قمة أفريقية أوروبية تنعقد للمرة السادسة، بمشاركة قادة وكبار مسؤولي حكومات أكثر مِن 50 دولة أعضاء في الاتحادَيْن الأوروبي والإفريقي، لتؤكد على عمق وقوة الشراكة بين الاتحادين، وإطلاق حزمة استثمار إفريقية أوروبية طموحة وبحث التحديات العالمية الراهنة.
 
وتعد شراكة الاتحاد الأوروبي مع إفريقيا، أولوية رئيسية للمفوضية الأوروبية، ليس فقط باعتبارها الجار الأقرب لأوروبا، فالقارة السمراء لا تشترك فقط في تاريخ ثري مع دول الاتحاد الأوروبي، ولكن أيضًا القيم والمصالح المشتركة، وتمثل شراكة متعددة الجهات الفاعلة تسترشد بها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي جنبًا إلى جنب مع العديد من المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والهيئات الشبابية والجهات الفاعلة الاقتصادية والاجتماعية والقطاع الخاص.
 
وتم توثيق العلاقات التجارية بين أوروبا وأفريقيا بشكل جيد، وتنفيذ الكثير من العمل لتسليط الضوء على الطرق التي تطور بها نطاق وتحديات وآفاق الروابط التجارية الأوروبية الأفريقية بمرور الوقت، ومن نواحٍ عديدة ، منذ عام 2000 ، بعد القمة الأوروبية الأفريقية الأولى التي عقدت في القاهرة ، دخلت العلاقات التجارية بين أوروبا وأفريقيا مرحلة جديدة.
 
 
ويعد الاتحاد الأوروبي هو أهم شريك لإفريقيا في جميع الموضوعات الممكنة: التجارة الاستثمارات والتنمية والتعاون والأمن،  وبلغة الأرقام، بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين إفريقيا وأوروبا في 2020 بواقع 225 مليار دولار، ومثل 114 مليار دولار، إجمالي حجم الواردات الأوروبية من الدول الإفريقية في 2020، و140 مليار دولار قيمة الصادرات الأوروبية إلى الدول الإفريقية في 2020.
 
وفي عام 2021، كانت 68٪ من السلع المصدرة من الاتحاد الأوروبي إلى إفريقيا عبارة عن سلع مصنعة، وكانت 65٪ من السلع المستوردة إلى الاتحاد الأوروبي من إفريقيا عبارة عن سلع أولية (طعام وشراب ، ومواد خام ، وطاقة).
 
ويرى الكثير أن إفريقيا ليست مصدرا للمشاكل والعوائق فقط، بل هي قارة الفرص الاقتصادية وسوق كبيرة. إذ يسكنها حوالي مليار و500 مليون نسمة وبحلول عام 2050، سيتضاعف هذا الرقم ليتعدى المليارين و500 مليون.
 
 
كما أن 60 % من الأراضي الصالحة للزراعة موجودة في هذه القارة الفتية مما يعني أن لها القدرة على إطعام سكان هذا الكوكب مستقبلا.
 
وتتكون الصادرات الأفريقية إلى أوروبا بشكل شبه حصري من المواد الخام وغير المصنعة إلى حد كبير، بما في ذلك الموارد المعدنية والسلع الزراعية، على العكس من ذلك ، في نفس الفترة، استوردوا معظم احتياجاتهم الغذائية والسلع الرأسمالية من أوروبا.  
 
وتسجل أفريقيا أعلى معدل من حيث زيادة استخدام الإنترنت من خلال الهاتف النقال كما أن عملية الرقمنة تتم بشكل كبير وسريع، لذا يجب تغيير طريقة التعامل مع هذا القارة لتخرج من محنها عبر طرح استراتيجيات برؤية مختلفة".

الأولويات الحالية للشراكة الافريقية الأوروبية 

وتسعى الشراكة جاهدة لتقريب إفريقيا وأوروبا من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي وتعزيز التنمية المستدامة ، حيث تتعايش كلتا القارتين في سلام وأمن وديمقراطية وازدهار وتضامن وكرامة الإنسان، و في ظل هذه الخلفية ، فإن الشريكين عازمان على العمل معًا على أساس استراتيجي طويل الأجل لتطوير رؤية مشتركة للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا في عالم تسوده العولمة.

 

وقد تم تحديد رؤية المفوضية الأوروبية وخدمة العمل الخارجي الأوروبي بشأن الشراكة المستقبلية بين إفريقيا والاتحاد الأوروبي في الاتصال المشترك " نحو استراتيجية شاملة مع إفريقيا " وبدعم من استنتاجات المجلس، وداخل كل شراكة ، ينصب التركيز على الإجراءات على المستوى القاري والإقليمي حيث يتمتع الاتحاد الأوروبي وأفريقيا بقدرة جماعية على التنفيذ.

تاريخ بدء الشراكة

 وتأسست الشراكة بين إفريقيا والاتحاد الأوروبي رسميًا في عام 2000 في أول قمة أفريقية - الاتحاد الأوروبي في القاهرة،  مسترشدة بالاستراتيجية المشتركة بين إفريقيا والاتحاد الأوروبي ، التي تم تبنيها في عام 2007، لمواجهة تحديات العصر وتحديد الأولويات السياسية ، ثم اجتمع الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي على مر السنين بصيغ مختلفة.

قمم رؤساء دول الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي

وتُعقد قمم رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي تقليديًا كل ثلاث سنوات ، بالتناوب بين إفريقيا وأوروبا، توفر هذه القمم التوجيه السياسي لمزيد من العمل، وتنعقد الاجتماعات الوزارية بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي على أساس مخصص لتبادل وجهات النظر وتقييم الالتزامات وتعزيز التعاون في مجالات معينة.

 

 كما يجتمع مفوضو كل من المفوضية الأوروبية ومفوضية الاتحاد الأفريقي سنويًا ، بالتناوب بين مدينتي بروكسل وأديس أبابا، ويرصد المشاركون التقدم المحرز بين القمتين ويناقشون كيفية تحسين التعاون بين المؤسستين.
 
ويجتمع البرلمان الأوروبي والبرلمان الأفريقي بانتظام لتقييم نقاط القوة وأوجه القصور في الشراكة القائمة. وكان الاجتماع البرلماني الأخير في 20 نوفمبر 2020، ومن المقرر عقد الاجتماع البرلماني القادم في فبراير 2022.

شراكة ليس محورها فقط القادة ولكن المجتمع المدنى والشباب

وتلعب الجهات الفاعلة غير الحكومية، مثل المجتمع المدني والسلطات المحلية وممثلي الشباب والقطاع الخاص دورًا نشطًا في الشراكة بين إفريقيا والاتحاد الأوروبي وعملية صنع القرار فيها،  في التحضير للاجتماعات المؤسسية ، تجتمع مجموعات أصحاب المصلحة المختلفة على أساس منتظم لطرح آرائهم وتوصياتهم على طاولة المفاوضات.
 
فالشباب هم المحرك الرئيسي للتغيير ويدعون إلى أن يكون لهم دور أكثر نشاطًا في القضايا العالمية، خاصة وإن هيئات صنع القرار في كلتا القارتين تفكر في هذه الدعوة ، وفي طرق التحرك نحو المشاركة الهادفة وتمكين شبابها ، كما يعد منتدى المجتمع المدني بين إفريقيا والاتحاد الأوروبي جزءًا لا يتجزأ من الإستراتيجية المشتركة بين إفريقيا والاتحاد الأوروبي ،ويجمع ممثلين عن منظمات المجتمع المدني الإفريقية والأوروبية (CSOs) ، بهدف تقديم آرائهم إلى القادة الأوروبيين والأفارقة حول القضايا الحاسمة.
 
كما أن هناك منتدى الأعمال بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا والذى يوفر مناسبة لا مثيل لها للحوار والتواصل رفيع المستوى، حيث يجمع قادة الأعمال الأفارقة والأوروبيين لمناقشة كيفية تحسين مناخ الأعمال والاستثمار، ومن بين هذه الشركات المتعددة الجنسيات والشركات الكبيرة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم والاتحادات القارية، وكذلك المؤسسات متعددة الأطراف والإقليمية.

مؤسسة إفريقيا وأوروبا

وفي ديسمبر 2020 ، تم إنشاء منصة جديدة لتمكين أصحاب المصلحة من كلتا القارتين من تبادل الأفكار وأفضل الممارسات وتقديم توصيات بشأن التحديات الرئيسية التي تؤثر على كل من إفريقيا وأوروبا.

وتلعب مجموعات إستراتيجية المؤسسة الأفريقية الأوروبية  في مجالات الصحة والرقمية والزراعة والنظم الغذائية المستدامة والطاقة المستدامة والنقل والاتصال "دورًا استشاريًا وفكريًا لجميع أولئك الملتزمين بالارتقاء بالعلاقات بين إفريقيا وأوروبا إلى المستوى التالي   و يجمعون بين خبرات ومهارات الأكاديميين ومراكز الفكر والمجتمع المدني والقطاعين العام والخاص تعمل المجموعات بالتنسيق مع مؤسسة إفريقيا - أوروبا المنشأة حديثًا بقيادة  مؤسسة أصدقاء أوروبا الفكرية، ومؤسسة  Mo Ibrahim ، بالشراكة مع ONE ومؤسسة جنوب إفريقيا للمناخ، وتستند المبادرة إلى فرق العمل القطاعية الأربعة المعنية بالرقمنة ، والنقل والتوصيلية ، وريف إفريقيا والطاقة، والتي تم إنشاؤها في عام 2018 في إطار التحالف الأفريقي الأوروبي من أجل الاستثمار المستدام والوظائف .

 
وتطورت العلاقات التجارية بين القارتين عبر التاريخ تحت تأثير الاستراتيجيات والسياسات التي فرضتها أوروبا في البداية على إفريقيا، ثم طورتها أوروبا من أجل إفريقيا ، والتي يتم إجراؤها الآن بالتعاون مع إفريقيا.
 
ويمكن تحديد فترتين رئيسيتين: واحدة تمتد من 1975 إلى 2000 والأخرى من 2000 إلى يومنا هذا، تميزت الأولى بالتوقيع على اتفاقية لومي وإدخال أفضليات تجارية غير متبادلة، و هذا الأخير ، الذي بدأ في عام 2000 بإبرام اتفاقية شراكة كوتونو ، يوفر إطارًا للتعاون التجاري الجديد الذي سيتم بناؤه حول اتفاقية الشراكة الاقتصادية  .

شمال افريقيا الشريك الأهم لأوروبا  

ويعتبر شمال إفريقيا هي أهم شريك للاتحاد الأوروبي في القارة الأفريقية، حيث يوفر ما يقرب من نصف التجارة بين أفريقيا وأوروبا، و تجارتها مع أوروبا تنمو بشكل مطرد، وقد  زادت الواردات من 60 مليار يورو إلى 78 مليار يورو بين عامي 2008 و 2018.
 
وبلغت الصادرات إلى أوروبا 73 مليار يورو في نفس الفترة، وتدعم هذه العلاقات التجارية الاتفاقية الأورومتوسطية والعديد من الاتفاقيات المحددة الأخرى بين الاتحاد الأوروبي والمغرب والجزائر وتونس ومصر.
 
من ناحية أخرى ، من خلال كونها أعضاء في الاتحاد الأفريقي ومن خلال المشاركة في المناقشات في إطار التعاون الأفريقي الأوروبي ، فإن دول شمال إفريقيا لديها إطار تعاون خاص بها مع أوروبا من خلال العديد من البلدان الأورو-متوسطية  .
 
 وتواجه أوروبا وأفريقيا تحديات مختلفة في مجال الابتكار،  وفيما يتعلق بالتجارة ، تعد منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية مبادرة طموحة من شأنها أن تساعد البلدان الأفريقية على تنويع قدراتها الإنتاجية والاندماج في سلاسل القيمة الإقليمية والعالمية. 
 

أولويات القمة السادسة 

وتسعى أوروبا وإفريقيا إلى التصدي لثلاثة تحديات كبرى هي الأمن والصحة والاستقرار من أجل تغيير وضع العلاقات بينهما خلال القمة السادسة للاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي التي تعقد الخميس والجمعة في بروكسل.
 
كما فرض التوتر مع روسيا بشأن أوكرانيا نفسه على القمة، عبر اجتماع يستغرق ساعة للدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الاوروبي حول "التطورات الأخيرة" قبل بدء اللقاء مع القادة الأفارقة.
 
وسيلتقي أربعون من قادة الدول ال55 الأعضاء في الاتحاد الإفريقي مع نظرائهم في الاتحاد الأوروبي لتحديد هذه الشراكة الجديدة.
 
وقال رئيس المجلس الأوروبي البلجيكي شارل ميشال ورئيس الاتحاد الأفريقي السنغالي ماكي سال في مقال مشترك إن "الشراكة تفترض التبادل والتقاسم".
 
وذكر منظمو القمة أن المناقشات ستجرى في سبع طاولات مستديرة لتجنب سلسلة الخطب خلال جلسة كاملة طويلة بلا نتائج"، موضحين أنهم يتوقعون "مناقشات تتسم بالحيوية.
 
وجعل ماكرون من هذه القمة حدثا كبيرا للرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي، وقالت مصادر في باريس "نريد قمة تغير الوضع"، لكن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أكد أن أوروبا لن تكون قادرة على مساعدة إفريقيا بينما يسود عدم الاستقرار وانعدام الأمن، وقال إن الانقلابات العسكرية والنزاعات والإرهاب والاتجار بالبشر والقرصنة تجتاح القارة وتؤثر على أوروبا.
 
وعلق الاتحاد الأفريقي عضوية مالي وبوركينا فاسو وغينيا والسودان بعد انقلابات، ولن يشارك القادة الجدد لهذه البلدان في قمة بروكسل التي ستنتهي ظهر الجمعة ببيان مشترك حول العلاقة الجديدة.
 
ويُتوقع صدور إعلان من الإليزية عن انسحاب القوات الفرنسية "برخان"، العملية المناهضة للجهاديين في منطقة الساحل، والتجمع الأوروبي للقوات الخاصة تاكوبا الذي أطلقته باريس في 2020، من مالي. وتجري دراسة إعادة انتشار في دولة أفريقية أخرى.
 
ومن المرجح أن يظل الاتحاد الأوروبي سوقًا مهمًا للصادرات الأفريقية، بما في ذلك المنتجات المتخصصة عالية القيمة مع إمكانية إضافة قيمة وتعزيز الاستدامة، وفي هذا السياق، سبق أن أعلن إيمانويل ماكرون في ديسمبر 2021 أنه يريد إبرام "صفقة مالية جديدة" بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي..
 
وعندما تولت فرنسا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في بداية عام 2022 ، أكد الرئيس الفرنسي رغبته في "مراجعة كاملة" للعلاقة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، وعلى وجه الخصوص "تعزيز الاستثمارات في السوق الأفريقية".
 
كما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، خلال الأيام القليلة السابقة عن أكثر من 150 مليار يورو لتزويد مشاريع البنية التحتية في إفريقيا بحلول عام 2027 في إطار مشروع "البوابة العالمية".
 
وسيخصص هذا المبلغ بشكل أساسي للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية والطاقات المتجددة والنقل والتعليم والوصول إلى الإنترنت،  كما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أن الاستثمار سيكون في قلب المناقشات بين زعماء القارتين في قمة بروكسل.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة