كانت نجمات الزمن الجميل يتمتعن بلباقة وثقافة واسعة، ويستطعن تمثيل مصر أمام الدول التى يسافرن إليها فى رحلات فنية أو أمام الأجانب من السينمائيين وغيرهم الذين يأتون لمصر بصورة مشرفة.
وفى عام 1953 كانت الصحف الأوروبية والأمريكية تهتم اهتماما كبيرا بما حدث فى مصر بعد قيام ثورة يوليو من تغييرات سواء سياسية أو فنية، ولذلك كان مندوبو هذه الصحف يأتون إلى مصر لنقل صورة ما حدث فيها من تغيرات إلى صحفهم، وحرص الكثيرون منهم على زيارة نجوم الفن والتحدث معهم عن أحوال الفن فى ظل التغيرات التى تشهدها البلاد.
وذات مرة زار مندوبو إحدى الصحف الألمانية عددا من نجمات الفن فى منازلهن، وكان من بين هؤلاء النجمات سمراء النيل مديحة يسرى، حيث استقبلت صحفيا ألمانيا اسمه فيدلير مع زوجته الصحفية التى كانت تعمل بنفس الصحيفة ومعهما مندوب إحدى المجلات المصرية.
وكانت مديحة يسرى وقتها متزوجة من الفنان والموسيقار المبدع محمد فوزى الذى استقبل الصحفيون واصطحبهم إلى غرفة الرسم الخاصة بزوجته، حيث كانت سمراء النيل تهوى الرسم طوال حياتها، ونهضت الفنانة الكبيرة التى كانت عكفت على رسم لوحة لفتاة تشبه شقيقتها الصغرى، ولكن الصحفى طلب منها ان تبقى فى مكانها حتى يسجل هذه اللقطة بالكاميرا، وبعدها سألها أين تعلمت فن الرسم؟
وأجابت سمراء النيل بأنها منذ صغرها كانت تهوى الرسم وشجعها أحد أساتذتها فى المدرسة على الاستمرار فيها، ثم اشتغلت بالسينما، ولكن ذلك لم يُنسِها حبها للرسم وممارسته.
وسأل الصحفيون مديحة يسرى عن نوع الرسم الذى تحبه فأجابت بأنها تفضل رسم الأشخاص والمناظر الطبيعية وخاصة الزهور.
وتحدثت النجمة الجميلة عن بداية عملها فى السينما عام 1942 عندما ظهرت لأول مرة فى فيلم مع محمد عبد الوهاب فى دور صغير أثناء غنائه أغنية بلاش تبوسنى فى عينيَّ، عندما تم تصوير عينيها مع الأغنية، فاكتشف المخرجون أن لعينيها قدرة تعبيرية كبيرة فاستعانوا بها فى الأفلام وتوالت عليها الأدوار.
وأكدت مديحة يسرى أنها تفضل تمثيل الروايات الرومانسية والعاطفية لأنها تجيد التعبير عنها.
وفى نهاية اللقاء سأل الصحفى الألمانى سمراء النيل عن عمرها، فأجابت ضاحكة: اسأل فوزى.
وقال فوزى على الفور: "أنا شخصيا ما حاولتش أسألها السؤال ده قبل كده"، وهنا انفعلت سمراء النيل وقالت: "ليه أنت فاكرنى عجوزة، ياسيدى أنا عمرى 29 سنة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة