أصبح اسم الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني الأكثر تداولا بين جماهير الأهلي عقب الإنجاز التاريخي الذي حققه الفريق أمس بالفوز على الهلال برباعية نظيفة، والتي قادت الفريق لمنصة التتويج والعودة من الإمارات ببرونزية كأس العالم للأندية للمرة الثالثة في تاريخ الأهلي.
وكالعادة دخل موسيماني في مقارنة مع مدرب الأهلي التاريخي مانويل جوزيه الذى قاد جيلا ذهبيًا للسيطرة على بطولة دوري أبطال أفريقيا وتحقيق أول برونزية في تاريخ الفريق بالمونديال في 2006، ورغم التواضع الكبير من جانب المدرب الجنوب أفريقي عند مقارنته بالبرتغالي، إلا أن بيتسو يسير في الطريق الصحيح للتفوق على الثعلب العجوز.
مانويل جوزيه يمتلك تاريخًا حافلا مع الأهلي بجيل استثنائي طُبخ على نار هادئة بعد تراجع كبير في مستوى الفريق محليًا وقاريًا عقب رحيل حسام حسن إلى الزمالك عام 2000، واستطاع المارد الأحمر استعادة قواه وتكوين فريق قوي بنهاية 2004 ليسطر الفريق تاريخًا استثنائيًا في القارة السمراء منذ ذلك التاريخ ويضاعف كل أرقامه وبطولاته التي حققها قبل هذا التاريخ، وبالتأكيد يمتلك جوزيه جزءًا كبيرًا فيما وصل إليه الفريق مع أحد أجياله الذهبية.
وأعتقد أن المقارنة ظالمة بين مدرب أشرف على تدريب الأهلي في 3 ولايات مختلفة على مدار 8 سنوات، وآخر يبدأ مشواره مع الفريق ولم يكمل عامه الثاني حتى الآن.
ولكن إذا عقدنا مقارنة بين الرجلين بعيدًا عن الأهلي فنجد أن موسيماني يتفوق على جوزيه بعدما حقق 11 بطولة في مسيرته كمدرب مع صن داونز قبل الوصول إلى الأهلي، في حين لم يحقق جوزيه سوى بطولتين خارج الأهلي مع بوافيستا البرتغالي في التسعينات على الرغم من قيادة أسماء كبيرة مثل اتحاد جدة السعودي وبيرسبوليس الإيراني وبنفيكا وسبورتنج لشبونة في البرتغال.
رجل آخر دخل في مقارنة مع موسيماني وهو رينيه فايلر الذي بدأ رحلة الثلاثية التاريخية 2020 ورحل قبل أن ينهيها مكتفيًا بلقب الدوري فقط، ولم يتعرض لاختبارات عديدة في أفريقيا لكنه نجح في إقصاء صن داونز وموسيماني من الدور ربع النهائي وغادر قبل مواجهة الوداد في نصف النهائي.
وعلى الرغم من الكرة المميزة التي كان يقدمها الأهلي مع فايلر في بداية مهمته، إلا أن رحيله جاء بعد فترة تراجع في الأداء وهو الذي تحدث عنه في مؤتمر صحفي قبل رحيله، وقال طبيعي ان يكون هناك تراجع بسبب توقف كورونا ومن يريد الفوز بأداء مميز باستمرار يتجه لممارسة لعبة البلايستيشن وليس كرة القدم، وفي كل الأحوال من غير المنطقي أن تتم مقارنة موسيماني بفايلر مع الأهلي خاصة وأن الأخير غادر سريعًا رغم البداية المميزة.
في النهاية، أجبر موسيماني الجميع على احترامه وبدأ في السير على خطى جوزيه كأحد أهم مدربي الأهلي عبر تاريخه كما تفوق على البرتغالي بعيدًا عن نادي القرن، وتفوق على فايلر الذي خرج من المنافسة لعدم استمراره لأكثر من موسم وحيد، وستكون قصة موسيماني مع الأهلي جديرة بالمتابعة في السنوات القادمة، بعدما رفع سقف طموحات الجماهير والإدارة للتتويج بالبطولة الغائبة عن دولاب البطولات وهي كأس العالم للأندية بعدما أصبح المركز الثالث غير مقنع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة