تمر اليوم الذكرى الـ77 على توقيع رؤساء الولايات المتحدة فرانكلين روزفلت والاتحاد السوفيتى جوزيف ستالين ورئيس وزراء المملكة المتحدة ونستون تشرشل اتفاق يالطا الذى وضع أساس مجلس الأمن الدولى.
مؤتمر يالطا (اتفاقية يالطا) هي الاتفاقية الموقعة بين الاتحاد السوفيتي بزعامة ستالين وبين بريطانيا بزعامة تشرتشل والولايات المتحدة بزعامة روزفلت، وقعت هذه الاتفاقية في مدينة يالطا السوفياتية الواقعة على سواحل البحر الأسود من 4 إلى 11 فبراير عام 1945، ولقد ناقش المؤتمر كيفية تقسيم ألمانيا وكيفية محاكمة أعضاء الحزب النازى وتقديمهم كمجرمى حرب، بالإضافة إلى كيفية تقسيم ألمانيا هل إلى أربع كما رغبت بريطانيا والولايات المتحدة أي بزيادة فرنسا أم إلى ثلاث كما رغب الاتحاد السوفيتى، وأيضًا تقسم مدينة برلين بنفس الطريقة التي قسمت بها ألمانيا.
وبنهاية أكثر الصراعات التي شهدها العالم دموية، أراد الحلفاء منع تكرار ما حدث من دمار، مرة أخرى، ولكن الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي أرادا التعاون بشروطهما، فرغم إبرام اتفاقية يالطا قبل أشهر قليلة باتت الساحة مهيأة للحرب الباردة بين القوتين العظميين الجديدتين اللتين قسمتا العالم إلى معسكرين أيديولوجيين لعقود.
ورغم أن الحرب الباردة اندلعت بعد عامين من مؤتمر يالطا، إلا أن اتفاق يالطا استطاع الحفاظ على السلام والاستقرار العالمي لأكثر من 70 عاماً، حيث كان من أبرز نتائج يالطا القرن الماضى إنشاء منظمة الأمم المتحدة التي يشكك الكثيرون اليوم في قدرتها على الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
لا شك أن القواعد التي حكمت العالم منذ عام 1945 تغيرت، وبات الصراع محتدماً بعد انسحاب الولايات المتحدة وروسيا من اتفاقية الحد من نشر الصواريخ النووية قصيرة ومتوسطة المدى فى 2 أغسطس الماضى، وعدم اليقين في تجديد "اتفاقية ستارت 3" التي تنتهي فاعليتها في فبراير المقبل.
واستعداد روسيا والولايات المتحدة للدخول في «حرب نووية صغيرة» بعد التدريبات الأمريكية الأخيرة على استخدام القنابل النووية الاستراتيجية في ولاية نبرسكا الأمريكية في 20 فبراير الماضي، ونشر الولايات المتحدة 150 قنبلة نووية في أوروبا العام الماضي، وتزامن كل ذلك مع الزيادة غير المسبوقة في ميزانيات السلاح الصينية والروسية، وهو ما دفع البعض لتوقع «حرب ليست باردة»، بل وبالسلاح النووي بواسطة القنابل الصغيرة التي طورتها موسكو وواشنطن خلال الأعوام الثلاثة الماضية.