شهد مهرجان البحر الاحمر السينمائي في دورته الثانية والذي أقيم في جدة بالسعودية عرض الفيلم العراقي للمخرج أحمد ياسين الدراجي "جنائن معلقة" الذي حصل علي جائزة اليُسر الذهبيّة لِأفضل فيلم طويل، وحصل أيضا على جائزة اليُسر لأفضل إنجاز سينمائي لمدير التصوير دريد منجم وهو الفيلم الذي تدور أحداثه حول أسعد البالغ من العمر 12 عاما والذي يتبنى دمية عثر عليها في مكب للنفايات ببغداد، حيث يجد أسعد، وهو جامع قمامة، نفسه في مرمى صراع يعتمد فيه أسعد على شجاعته ليس فقط لينجو، بل ليعيش.
الفيلم في مضمونة حالة مختلفة وجريئة فهو يغوض في الواقع العراقي الذي يعيش فيه هذا الشعب، بعد كل الظروف الصعبة التي مر بها وشكل المجتمع الذي تأثر بكل المعطيات التي دارت على أرضه وتسببت في كثير من الظواهر الإجتماعية والإنسانية.
اليوم السابع التقى المخرج أحمد ياسين الدراجي صاحب جائزة أفضل فيلم بمهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الثانية والذي وصف خلال لقاءه حصول الفيلم علي جائزة أفضل فيلم بأنه إنجاز كبير يقترب من حجم التحدي الذي خاضه فريق العمل لصنع هذا الفيلم بالشكل الذي ظهر عليه في عرضه بمهرجان البحر الأحمر السينمائي.
فيما علق المخرج أحمد ياسين الدراجي علي فوز الفيلم بجائزة أحسن انجاز سينمائي، بأنه وضع الفيلم في خطر كبير وهو أنه اقتصر في استخدام عدسات التصوير علي عدستين فقط حيث لم يستخدم في الفيلم أي أضاءة خارجية، معتمدا علي إضاءة المكان الطبيعية وهو عبء عليه كمخرج وعبء أيضا علي مدير التصوير دريد المنجم، وبالتالي فوز الفيلم بهذه الجائزة هو اعتراف بنجاح تلك المخاطرة، وهو أمر أسعده بشكل شخصي علي حد قوله خاصة وأن جائزة أفضل فيلم كانت بالنسبة له مفاجئة كبيرة، فهو توقع أن يحصل الفيلم علي جائزة أفضل ممثل وتكون من نصيب الطفل حسين محمد جليل والذي قدم دور أسعد ولكن كون الفيلم نال جائزة أفضل فيلم، فهي جائزة تعكس أفضلية الفيلم في كثير من النواحي سواء تمثيل أو تصوير أو مونتاج ومكساج وغيره وهي جائزة تدل علي نجاح الفيلم في الوصول للناس.
وأشار المخرج العراقي أحمد ياسين الدراجي أن نجاح الفيلم يعني أن فريق الفيلم نجح في توصيل الصورة بمصداقية، على مستوي المكان والقصة والشخصيات، موجها الشكر لمهرجان البحر الأحمر السينمائي من خلال صفحات اليوم السابع وذلك لمنحه هذه الثقة من خلال فوز الفيلم بالجائزتين .
واكمل المخرج العراقي أحمد ياسين الدراجي حديثه لليوم السابع بأن الفيلم شديد الجراءة وأن دلالة اسم الفيلم تعود لتراث بابل حيث قام ملك بابل بإحضار الملكة لتعيش علي أرض بابل ولكنها انزعجت بسبب طبيعة المكان وجغرافيته الصعبة فطلبت منه بناء الجنائن المعلقة وهو ما حدث في الفيلم ولكن علي يد الأحتلال الأمريكي الذي بنى جنائن معلقة من مكبات النفايات.
وأضاف المخرج العراقي أحمد ياسين الدراجي أن شخصية "أسعد" والتي يقدمها الطفل حسين تمثل جيل ما بعد عام 2003، وأن اختياره للطفل حسين ليجسد الشخصية لم يكن سهلا لأن هناك الكثير من الأطفال رفضوا المشاركة في الدور لأن الدور حساس والقصة جريئة، مؤكدا أن حسين من عائلة عاشت خارج العراق وهي عائلة منفتحة بشكل كبير ومنحته الثقة ، مضيفا أنه عمل مع حسين علي الشخصية قبل التصوير بحوالي شهرين، لأن حسين من طبقة متوسطة والشخصية التي يقدمها من طبقة مختلفة لطفل يعمل في مكب نفايات فكان لابد من العمل علي الشخصية بشكل كبير حتى يتحول إلى الطفل أسعد، واستطاع تحوليه للطبقة التي تحدث فيها أحداث الفيلم ، مؤكدا أن أول اختبار وضعه للطفل حسين هو أنه طلب منه أن ينبش في القمامة، موضحا أنه بمجرد أن شاهده وهو ينبش في القمامة اطمئن على أنه قادر علي تجسيد دور الطفل أسعد.
وأكمل المخرج أحمد ياسين الدراجي أن الفيلم به الكثير من الخطوط الدرامية الهامة والرموز ، أيضا وأن واحدة من الأسباب التي دفعته لتقديم الفيلم هو مشاهدته لفيلم American Sniper بطولة برادلي كوبر وكيف قدم الأمريكان القاتل الأمريكي علي أنه بطل رغم كونه قاتل يقتل العراقيين في شوارع بغداد، وهو ما دفعه لتقديم الفيلم وجعله حذر جدا من ألا يقع في الاستشراق وكان مصر أن يعبر الفيلم عن العراق بشكل حقيقي رغم أن معطيات الفيلم من الممكن أن تجعله أقرب للكوميديا ولكنه حافظ علي هذه الشعرة، وكان حريص علي عدم تحول الفيلم إلى فيلم تجاري يقدم ما يحبه المشاهد، ولكنه وضع مصداقية في العمل ليكن الفيلم منصب علي العراق وفقط.
وأقر المخرج أحمد ياسين الدراجي بأن اختيار طفل في مرحلة البلوغ ليقدم الشخصية الرئيسية في الفيلم هو جراءة وتحدي لكنه وضع خلفية لشخصية الطفل أسعد والذي ولد في فترة الاحتلال الأمريكي للعراق، وأكد المخرج الدراجي أنه من عائلة فقيرة وهو مؤمن بأن جمالية الاشياء وايجابيتها قد تكون في أبسط الأشياء، مشيرا إلى أنه حمل نفسه تحدي كبير باختياراته لتصوير الفيلم بهذا الشكل ومع هدى الكاظمي منتجة مؤمنة بالعمل لدرجة جعلتها ترهن منزلها من أجل انتاج الفيلم وبموسيقى تصويرية للتونسية سعاد بوشناق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة