"تغير المناخ" شبح يهدد الطرق والأرصفة فى أمريكا اللاتينية.. دراسة: الحرارة الشديدة أدت لتصدع الطرق وتأثر الخرسانات.. والقارة هى الأكثر تعرضا للفيضانات والانهيارات الأرضية.. وزيادة الغطاء الشجرى أحد الحلول

يعتبر "تغير المناخ " من ابرز الأسباب التي أدت إلى تهالك الطرق وتآكل الأرصفة الخرسانية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى  ، كما أن القارة اللاتينية الأكثر تعرضا للكوارث الطبيعية من الفيضانات التي تؤدى للانهيارات الأرضية.

ووفقا لدراسة أجرتها جامعة بيتسبرج، ببنسيلفانيا، فإن تغير المناخ أكثر الأسباب التي تؤثر على طرق وارصفة أمريكا اللاتينية، مشيرة إلى أن أزمة الطرق في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ، تفاقمت في عام 2016 ، وتم تصنفها أنها ثاني منطقة تعرضت لانتكاسة أكبر مقارنة بالنتائج التي تم الحصول عليها في عام 2014، حسبما قالت صحيفة "اكسبانثيون" المكسيكية.

تدهور حال الطرق فى امريكا اللاتينية

وفقًا للدراسة ، فإن الزيادة في درجات الحرارة القصوى الناتجة عن تغير المناخ تؤثر على جودة وعمر الإنتاج للخرسانة المستخدمة في الطرق.

وقال لسوشوبان سين ، الباحث في قسم الهندسة المدنية والبيئية بجامعة بيتسبرغ والمؤلف الرئيسي للدراسة ، إنه على الرغم من الأهمية الاقتصادية للطرق ، هناك عدة دراسات تمت حول تأثيرات تغير المناخ على الرصف الخرساني.

طرق متأثرة بتغير المناخ

ويرى الخبير أن "عدد الطرق الخرسانية في أمريكا اللاتينية أقل بكثير من الطرق الاسفلتية ، وهى التي تتأثر بشكل واضح بارتفاع درجات الحرارة والامطار والعديد من الظواهر الأخرى الناتجة عن تغير المناخ.

انهيار الطرق فى تشيلى

وأضاف الخبير أن أحد الناتج التي تم التوصل اليها هو أن الاسفلت ليس فقط ما يتأثر بتغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة بل أيضا الطرق الخرسانية التي كانت من المفترض أنها لا تتأثر بأى مظهر من تغير المناخ، ولكن اصبح المناخ يزداد سخونة وأيضا يزداد برودة ، وهما متطرفان مما يؤدى الى تصدع الطرق بشكل أسرع".

وأشارت الصحيفة إلى أنه اثناء الدراسة ، قام الخبراء باختبار الرصف الخرسانى، من خلال تعرضها للحرارة المتوسطة ، وكانت النتيجة أنها لم تتأثر ، ثم قام الخبراء بعد ذلك بتعرض الخرسانة لحرارة مرتفعة جدا ثم منخفضة ، مما أجدى الى نتيجة واضحة وهو تدهور الخرسانة بشكل واضح، حيث أُجهدت المادة الخرسانية وبالتالي يقل من عمرها.

طرق امريكا اللاتينية تتأثر بتغير المناخ

بالنسبة للبلدان النامية ، يرى الخبير أن هناك أيضا نقطة ضعف إضافية تواجه أمريكا اللاتينية وهى الافتقار إلى القدرة على التعافي بسبب نقص الموارد.

وأوضحت الصحيفة أنه حتى عام 2016 ، كانت بنما الدولة ذات أعلى مستويات الجودة في البنية التحتية للنقل في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ، واحتلت تلك الدولة المرتبة 30 عالميًا. تلتها المكسيك في المركز 34 وتشيلي في المرتبة 46 والإكوادور في المركز 48.

حلول

وأشار عدد من الخبراء إلى أن هناك عدد من الحلول التي من الممكن اتباعها للحد من تأثير تغير المناخ على طرق أمريكا اللاتينية ، منها وضع طبقة فاتحة أعلى المباني حتى تعكس الشمس بشكل أفضل ، كما أنه لابد من زيادة الغطاء الشجرى من أجل وجود ظل الطرق.

الانهيارات الأرضية بسبب الفيضانات  

وفى الوقت نفسه، تتعرض الطرق للتصدع والتشقق والانهيارات الأرضية ، وذلك بسبب الفيضانات التي تسبب بها تغير المناخ ، ففي الأشهر الماضية تعرضت القارة لاعصارات وفيضانات عارمة أدت الى العديد من الانهيارات الأرضية.

الفيضانات فى فنزويلا

ففى فنزويلا ، اعلنت السلطات الحداد الوطنى ثلاثة أيام ، خلال أكتوبر الماضى،  وارتفع عدد ضحايا الفيضانات التى اجتاحت الى 35 شخصا، ، بعد هطول امطار غزيرة فى بلدة لاس تيجرياس فى فنزويلا، حسبما أكد ريميجيو سيبالو، نائب رئيس أمن المواطنين.

وأشارت قناة تيلى سور الفنزويلى، إلى أن الأمطار الغزيرة أدت إلى تدفق 5 مجارى وأنهار صغيرة فى منطقة لاس تيخيراس فى ولاية اراجوا، ما أدى إلى فيضانات عارمة وانهيارات أرضية، وغمرت الشوارع بالمياه.

تغير المناخ يؤثر على طرق امريكا اللاتينية

وأوضحت القناة على موقعها الإلكترونى، أن سكان المنطقة فى فنزويلا، يعانون من عدم وجود كهرباء أو اتصالات، ونشر رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، صورًا للكارثة على تويتر وأعلن كارثة طبيعية ، بالإضافة إلى الإعلان عن  حداد وطني لمدة ثلاثة أيام .    

وتسببت الأمطار الغزيرة في سبتمبر الماضى ،  في مقتل أكثر من 40 شخصًا في مناطق مختلفة من فنزويلا ، وفقًا للوكالات الوطنية.

كما تعرضت بنما في أكتوبر الماضى أيضا ، إلى فيضانات وانهيارات أرضية تسبب في اضرار لأكثر من 260 شخص ووفاة امرأة ، وذلك بعد أت

وقال مدير النظام الوطني للحماية المدنية (سينابروك) إن الوفاة الوحيدة التي تم تسجيلها حتى الآن دفنت في منزله بسبب انهيار أرضي مسجل في قطاع فيلا دي لوس أنجليس كريستوبال دي كولون.

وتظل بنما فى حالة تأهب برتقالى منذ 7 أكتوبر بسبب نزوح العاصفة الاستوائية جوليا عبر منطقة البحر الكاريبى ، مما يزيد من هطول الامطار فى الدولة الواقعة فى امريكا الوسطى والتى تمر الآن بأقوى مرحلة من موسم الامطار الذى يمتد الى مايو.

وفى جواتيمالا لقى  13 شخصا على الأقل مصرعهم بعدما ضربت العاصفة الاستوائية "جوليا" جواتيمالا، وقال رئيس جواتيمالا "أليخاندرو جياماتي" حث المواطنين المقيمين بالقرب من الأنهار بالانتقال إلى أماكن مرتفعة، مشيرة إلى أن العاصفة ضربت أيضا بعض الدول الواقعة في أمريكا الوسطى حيث تسببت في انقطاع الكهرباء عن ملايين الأشخاص، كما تسببت في حدوث فيضانات في هندوراس فقد غمرت مياه الأمطار الغزيرة الشوارع.

المكسيك والطرق

وفى المكسيك ، يرى الخبراء أن البنية التحتية في المكسيكية تحتاج إلى العديد من الاستثمارات من أجل البنية التحتية للطرق المتعرضة للهلاك بسبب تغير المناخ، خاصة والت تمثلت الخسائر 520 مليار دولار.

كما تسببت الأمطار الغزيرة في البلاد في حدوث بعض الفيضانات، حيث دمرت الفيضانات بشدة الطرق في تاكسيسكو، على الرغم من عدم الإبلاغ عن أي وفيات.