ست بـ100 راجل.. "أم دنيا" تقود "تروسيكل" لبيع منتجات الخوص فى الشرقية.. بدأت حياتها بصناعة العيش الفلاحى لسيدات قريتها.. وتؤكد: "الشغل مش عيب وهكافح علشان أربى بناتى أحسن تربية".. صور

المرأة الريفية تثبت يوما بعد يوم أنها قادرة على تحدى العادات والتقاليد المجتمعية، والقيام بأعمال ومهام شاقة خاصة بالرجال ومن بينها مهنة قيادة " تروسيكل" وذلك سعيا على أكل العيش والإنفاق على الأبناء بدلا من أن تمد يدها للتسول.

وفى قرى الشرقية سيدة قاربت على الخمسينات ترتدى جلبابا قرويا أسود اللون منعا للفت الانظار اليها كعادة سيدات الريف، ولكنها لفتت الأنظار بشىء آخر تحملت من أجله صعوبات ومخاطر وقررت أن تعمل فى مهنة القيادة من أجل تحصيل قوت يومها، حيث عاشت حياتها فى معاناة وقهر والم تحارب الظروف وتصنع الأمل حتى رسمت بسطور من ذهب قصة كفاح طويلة، كادت أن تكسرها قسوة الحياة والوحدة فتحملت المسؤولية وتسلحت بالشجاعة والارادة وقهرت المتسحل لتثبت لنا ان وراء كل امراة عظيمة نفسها.

" دنيا"و" شهد" الدافع الأساسي وراء قصة كفاح " ماجدة عبد الحميد محمد" ابنة الـ 47 عاما المقيمة بقرية حفنا مركز بلبيس بمحافظة الشرقية، بعد انفصال زوجها عنها منذ 11 عاما بعد 40 يوما من ولادة طفلتها الثانية" شهد" فقررت تتكبد أعباء الحياة من أجلهما.

تحكى" ماجدة" قصتها لـ"اليوم السابع": طلقنى زوجي منذ 11 عاما ورزقني الله منه بوردتين هما " دنيا" 15 عاما بالصف الثالث الاعدادي، و"شهد" 11 عاما طلقنى والدهما بعد 40 يوما من " شهد"، وتوفى والدى ووالدتى وكنت ابنة وحيدة لهما، فقررت تغير حياتى من أجل لقمة العيش، بخبز العيش الفلاحى وبيعه لسيدات القرية، وشراء  منتجات الخوص من أسبتة ومشنات من قرية غيتة وبيعها بسوق قريتنا، ومن رزق الخبيز ربنا قدرنى على شراء" تروسيكل" بقسط شهرى وسلمته لشاب لقيادته بمقابل مادى، وبعد ذلك قررت قيادته بنفسى للحفاظ عليه وعلى مالى.

تستطرد قائلة:أخذت الخطوة بعد تردد لكونى سيدة وبعيش فى مجتمع ريفي له عاداته وتقاليده،  وكنت أشاهد قصص كفاح لسيدات فى التلفزيون تسوق سيارات وتروسيكلات وسط إشادة وترحيب من المجتمع للمراة العاملة المكافحة، فتعلمت قيادة التروسكيل فى أسبوع، وبدأت أطلع بيه على الطريق السريعة لشراء  منتجات الخوص وبيعها بالقرى المجاورة وسوق قريتنا، إضافة على تحميل الخضروات والفاكهة من سوق الخضار بمدينة بلبيس، لعدد من بائعات الخضار بمقابل مادى، ونظمت حياتى  على جدول أيام لشراء الخوص وأيام خبيز العيش.

وتستكمل " أم دنيا" كما يلقبها سيدات قريتها قصتها قائلة: تعرضت لمخاطر كبيرة أثناء القيادة فضلا عن مضايقات بعض الصبية على الطرق وكنت لا أبالى بكلام أحد، لكون قيادة سيدة ريفية غير متعلمة تروسيكل شيء مختلف وغريب على مجتمعنا الريفي، لكن مع مرور الوقت الجميع بدأ يعرف حكايتى وكفاحي على الطرقات من أجل تربية بناتى وتوفير نفقات الدراسة لهما وخاصة أن والدهما لا يرسل لهما أى شىء، فبدأ الرجال يحترمونى و يوجهون لي التحية والإشادة أثناء القيادة.

مخاطر عديدة تتعرض لها  الست" أم دنيا" أثناء قيادتها التروسيكل على الطرق السريعة حيث كثيرا ما تتعرض لانفجار إطار الكاوتش، وتقوم هى بإصلاحه واستبداله حيث تعلمت كل ما يخص أمور القيادة مع مرور الوقت، لكونها تقضي ساعات طويلة فى الشارع لتوصيل البضائع للزبائن  أو شراء  منتجات الخوص لبيعه بالقري، وتكتفى  بقضاء يومين فى الأسبوع  بمنزلها للقيام بعملية خبيز العيش الفلاحى لسيدات القرية داخل فرن بلدى صغير ملاصق لمنزلها البسيط.

الست" فرنسا" بميت رجل، هكذا تحدث عدد من السائقين بموقف قرية شبرا النخلة على السيدة " ماجدة" لتشابه حالتها مع قصة  فيلم "خالتى فرنسا" لكونها كثيرا تقف مع السائقين الرجال على الموقف بالتروسيكل لنقل البضائع والجميع يحترمها.

كل المعاناة التى تتعرض لها " ماجدة" طوال النهار من قيادة تروسيكل والتحول بالقرى لبيع منتجات الخوص، يهون بالعودة لمنزلها ومشاهدتها الابتسامة على وجهى نجلتيها الصغيرتين، كما أن كل أحلام " فرنسا" تنحصر فى بناء منزلها القديم وفرشه بأساس ادامى وتربية نجلتيها واكمال دراستهما حتى الجامعة وتوفير متطلباتها الأساسية، وقهر المستحيل حتى أخر نفس في حياتها من أجل نجلتيها.

أم-دنيا-وبناتها

خلال-حديثها-لليوم-السابع-(1)

خلال-حديثها-لليوم-السابع-(2)

خلال-حديثها-لليوم-السابع-(3)

خلال-لقاءها-باليوم-السابع-(1)

خلال-لقاءها-باليوم-السابع-(2)

خلال-لقاءها-باليوم-السابع-(3)

يلقبوها-السائقون-الرجال-بفرنسا-(1)

يلقبوها-السائقون-الرجال-بفرنسا-(2)