أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: جنود معلومون ومجهولون وراء نجاح تنظيم قمة المناخ

الأربعاء، 09 نوفمبر 2022 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- كلمة الرئيس السيسى قدمت رسائل لإنقاذ الأرض من التغيرات المناخية والحرب.. التنظيم المحترف للقمة وراءه جهد أكثر من عام

شباب البرنامج الرئاسى قدموا نجاحا جديدا يضاف إلى تنظيم عشرات الفعاليات المحلية والدولية


شهادة على قدرة الدولة بدءا من مؤسسة الرئاسة والمؤسسات الدبلوماسية على التنظيم اللوجستى فى ظل المشاركة الكثيفة لرؤساء ووفود ومنظمات

 

 
 
النجاح الكبير لتنظيم قمة المناخ COP 27 بمدينة شرم الشيخ نتاج عمل فترة طويلة جدا بالدولة المصرية، والمؤسسات التى تعمل بكامل قوتها منذ عام كامل وأكثر، بدأت منذ ما قبل القمة الماضية، بفضل الجهد الذى قدمه الرئيس عبدالفتاح السيسى، والدبلوماسية المصرية، لوضع قضية التغير المناخى وحقوق القارة الأفريقية موضع الاهتمام، رفعت مصر صوت أفريقيا بشكل كبير جدا، وتم التوصل إلى اتفاق للدول النامية والأفريقية، ولعبت مصر دورا مهما فى القمة السابقة فى توضيح تهديد أزمة التغير المناخى ليطال الناتج المحلى للدول الأفريقية الأكثر عرضة لتداعيات الأزمة، وتواجه ظاهرتا الجفاف والتصحر مخاطر بسبب تآكل السواحل وارتفاع مستوى سطح البحر، وفازت بتنظيم القمة بناءً على التصورات الواقعية والتحركات الواسعة والمبادرات التى تم تنفيذها فى الداخل ضمن استراتيجيات، وفى الخارج على مستوى الدول والرؤساء، والحضور الكثيف للمنظمات الدولية والمناخية والأحزاب والتيارات المختلفة ومؤسسات التمويل.
 
كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، تضمنت الكثير من الرسائل المهمة لإنقاذ الأرض من الحرب والتلوث، وأن الكرة الأرضية تواجه خطرا حقيقيا فى ظل التغيرات المناخية والحرب، مع ضرورة الانتقال من الوعود والكلام إلى الفعل وتحميل الدول الكبرى مسؤولية التعاون لمواجهة تغيرات المناخ فى ضوء مهمة إنقاذ الأرض، والدولة المصرية طرحت بدائل للحلول المطروحة فى قمة المناخ لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية، وهى مبادرات مصرية خالصة تتضمن كثيرا من البدائل بالنسبة للتمويلات والحلول، ومبادرة حياة كريمة أفريقيا، وتحميل الدول مسؤولياتها والتحرك فى هذا الأمر بطريقة مرنة، وهذه سياسة خارجية مصرية أثبتت نجاحها على مدى سنوات، وأنشطة الطاقة المتجددة والتحضر إلى الأخضر لا تساهم فقط فى تخفيض الانبعاثات الحرارية، ولكن ترفع أيضا من قيمة الجزء الإيجابى فى هذا الأمر.

التنظيم المحترف

 

كان التنظيم المحترف للقمة الحالية كاشفا عن الجهود التى تقف وراء هذا التنظيم، وأيضا القضايا والمبادرات التى تم طرحها بصورة تمكن من التوصل إلى توصيات متوازنة ومرنة قابلة للتطبيق، فضلا عن طرح بدائل، من خلال تقديم الخيارات المتنوعة أمام دول العالم ومؤسسات التمويل، وتم تقديم تصور يوسع من القدرة على الاستفادة العالمية من تمويلات المناخ التى تتجاوز دعم التكيف بالنسبة للدول التى تمارس أنشطة ملوثة، إلى دعم أنشطة التخفيف من تأثيرات التغير المناخى، ومنها مصر التى تستثمر منذ سنوات فى الأنشطة الصديقة للبيئة فى مجالات النقل والطاقة المتجددة وتنقية المياه من خلال استراتيجية المناخ 2050 التى تنقسم إلى قطاعات النقل النظيف وتحلية المياه وتوليد الكهرباء من الرياح والشمس، والطاقة الخضراء، المشروعات لديها فجوة تمويلية يفترض توفيرها، وتأتى منصة «نُوَفِّى» التى تتضمن طرق توفير منح وتمويلات ميسرة ودعما فنيا للمشروعات، وهى متاحة للقطاع الخاص، وتتضمن مبادلة ديون من بين دورها.
 
تم إطلاق منصة «نُوَفِّى» كبديل لمنصة مجموعة السبع، باعتبار أن المشروعات التى تم تنفيذها فى مصر مثل بحر البقر والمحسمة وبنبان ومحطة الرياح فى السويس، تدخل ضمن مشروعات التخفيف وتنطبق عليها كل المعايير الدولية مثل الحوكمة والمناقصات والمعايير البيئية كلها موجودة.

القضية والبدائل

 

نجاح القمة فى طرح القضية والبدائل، وتنفيذ التعهدات، يكشف عن الجدية والإخلاص، وأن الدولة جادة فى مواجهة التغيرات المناخية وتحمل قضية أفريقيا والعالم النامى، وهو ما تحقق بدرجة كبيرة وانعكس فى كلمات القادة والمنظمات الكبرى وأمين عام الأمم المتحدة فى افتتاح القمة، ويترجم فى اتفاقات وتعهدات.
 
وبقدر ما يقدم هذا النجاح فى تنظيم القمة شهادة عملية على قدرة الدولة بمؤسساتها المختلفة على تنظيم القمة، مؤسسة الرئاسة، والمؤسسات الدبلوماسية، فضلا عن التنظيم اللوجستى والأمنى، فى ظل المشاركة الكثيفة لرؤساء ووفود ومنظمات المناخ والتمويل والمنظمات الأهلية، يقف خلف التنظيم المبهر، عشرات من شباب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة والتى بدأت من 7 سنوات، كجزء من الاستثمار فى الشباب، والثقة فى قدراتهم، والدفع بهم فى صدارة المشهد.
 
أثبت شباب البرنامج الرئاسى قدرة على التخطيط وتنظيم الأحداث، وإدارة عدد كبير من الأحداث المحلية والدولية، راكموا فيها خبرات ومهارات، حيث ينتشر أعضاء الفريق فى أكثر من 100 فندق داخل المدينة، والإدارة والإشراف على تنفيذ الفعاليات داخل المنطقة الخضراء من خلال خطة وضعها الشباب فور توليهم مسؤولية تفعيل غرفة العمليات المركزية، لإعادة تأهيل حديقة السلام لتجعل من تجربة ضيوف القمة تجربة فريدة ومميزة فى طريقهم إلى منطقة المعارض الملاصقة لها داخل المنطقة الخضراء، والتى تتم إدارة كل فعالياتها من خلال شباب البرنامج الرئاسى بالتنسيق مع وزارة البيئة وغيرها من الوزارات والجهات المعنية، وتولى مسؤولية معاونة سكرتارية الأمم المتحدة فى إدارة وتنظيم المنطقة الزرقاء «مركز المؤتمرات الدولى»، وتخصيص فريق عمل مسؤول عن التعامل مع الشخصيات المهمة من الحضور وتفعيل غرفة عمليات فرعية متخصصة فى إدارة أية أزمات طارئة أثناء تنفيذ الحدث، ومتابعة مغادرة ضيوف المؤتمر بسلام إلى بلادهم.

قدرات شباب البرنامج الرئاسى

 

ظهرت قدرات شباب البرنامج الرئاسى فى تنظيم إدارة قمة المناخ، ومسؤولية إدارة لوجستيات وتنظيم فعاليات مؤتمر قمة المناخ من خلال غرفة العمليات المركزية، والفرق الميدانية المتنوعة والمنتشرة فى نطاق مدينة شرم الشيخ ومركز المؤتمرات الدولى والمنطقة الخضراء، من خلال 2000 منظم منهم شباب البرنامج الرئاسى وشباب جامعات ومتطوعون مصريون وأجانب.
 
نجح شباب البرنامج الرئاسى بشهادة المشاركين فى الربط والتنسيق بين وزارات الخارجية، والتضامن، والبيئة، والنقل، والكهرباء والتعاون الدولى وغيرها، بالإضافة إلى الشركات المنفذة للأعمال الإنشائية واللوجستية، وإدارة منظومة الاستقبال والانتقالات من وإلى مطار شرم الشيخ والقاهرة، بداية من وصول الضيوف وتسهيل إجراءات استلام الحقائب والتسجيل انتهاءً بتوفير وسائل انتقال مجانية إلى مختلف الفنادق داخل مدينة شرم الشيخ، الموجود بها ضيوف القمة، لتسهيل الإجراءات والعمل على حل أى تحديات تواجه المشاركين فى زمن قياسى.
 
شباب البرنامج الرئاسى نحو 1800 شباب وفتاة من 22 إلى 37 عاما، يمثلون 42 تخصصا أكاديميا متنوعا، وغالبيتهم من حملة الدراسات العليا، ويتواصلون بأكثر من 13 لغة، منها «الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية والبرتغالية والتركية والصينية والروسية والإسبانية والإيطالية والعبرية والمجرية والتشيكية والكورية»، ويمتلكون خبرات تنظيمية محلية ودولية، ونجحوا فى تنظيم أكثر من 25 مؤتمرا واحتفالية، مثل «المؤتمرات الوطنية للشباب، إفطار الأسرة المصرية، احتفالية حياة كريمة باستاد القاهرة، الزيارات الرئاسية لقرى حياة كريمة، المؤتمر الاقتصادى 2022، ملتقى ومعرض الصناعات الدولى الأول 2022»، وأكثر من 15 حدثا دوليا داخل مصر وخارجها، كما نجحوا فى تصميم منظومة متابعة إلكترونية لتسهيل عملية الإدارة اللوجستية، مما يضمن عملية استقرار المتابعة والتوجيه والتدخل السريع فى الأزمات.

نجاح فى وقت استثنائى

 

فى يناير الماضى وبعد عامين من التوقف بسبب تداعيات فيروس كورونا عاد منتدى شباب العالم فى نسخته الرابعة للانعقاد فى شرم الشيخ، بحضور ورعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، بمشاركات من ممثلى قارات العالم، وسط إجراءات احترازية فى كل مراحل السفر والانعقاد، بينما كان العالم كله ما يزال فى حالة إغلاق، وهو نجاح إضافى لشباب استطاعوا على مدى الدورات السابقة تنظيم فعالية دولية شارك فيها شباب وقادة من كل قارات العالم، وهذه الدورة تمت بمشاركة ممثلين من أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا والشرق الأوسط بمجالات الريادة والمناخ، ويطرح قضايا تفرض نفسها على العالم وعلى قاراتنا وبلادنا، المنتدى فى نسخته الرابعة تأكيد على نجاح تجربة سجلت نقاطا إيجابية لحجم التفاعل والإقبال على حضور المنتدى، ودليلا على إنجاز جديد للدولة وللعديد من الكوادر التى شاركت فى التجهيز والتنظيم لفعالية دولية بهذا الحجم وهذه الأهمية.
 
تنظيم المنتدى، فى ظل إجراءات احترازية، يعد نجاحا لكل من فكر ونظم، بل هو نجاح شباب البرنامج الرئاسى الذى خرّج كوادر قادرة على تنظيم فعاليات بهذه القوة فى ظروف استثنائية.
 
كل هذه التفاصيل تشير إلى أن الاعتماد على القوة البشرية المدربة والمتعلمة من الشباب، تدخل ضمن استثمار الطاقات البشرية، والتشبيك والتعاون والشراكة بين كل عناصر العمل، من خلال فريق متناغم، محترف يوظف التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة، وينضم هؤلاء الشباب إلى منظومة متكاملة من العمل الجاد ظهر فى نجاح القمة، عمليا وتنظيميا.

p










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة