أفلام مهرجان أيام قرطاج.. التونسى " تحت الشجرة" تشريح للمجتمع بفئاته العمرية وطبقاته المجتمعية.. والجزائرى "الحياة ما بعد" يرصد كيف تواجه المرأة مجتمع لا يراها سوى فريسة أما السوري "الطريق" فلسفة العلاج بالحب

الخميس، 03 نوفمبر 2022 03:35 م
أفلام مهرجان أيام قرطاج.. التونسى " تحت الشجرة" تشريح للمجتمع بفئاته العمرية وطبقاته المجتمعية.. والجزائرى "الحياة ما بعد" يرصد كيف تواجه المرأة مجتمع لا يراها سوى فريسة أما السوري "الطريق" فلسفة العلاج بالحب الفيلم الجزائري الحياة ما بعد
قرطاج- علي الكشوطي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهدت الدورة الـ 33 من مهرجان أيام قرطاج السينمائية، عرض فيلم "تحت الشجرة" لأريج السحيري وهو الفيلم الذي حصل على إشادات نقدية من أهم وسائل الإعلام العالمية بعد مشاركته في المسابقة الرسمية لمهرجان ملبورن السينمائي ومسابقة سيني فيجين حيث حصل على عرضه الأول في مهرجان ميونخ السينمائي، وكذلك عروضه في مهرجان كان، كما لاقى إشادات بين جمهور مهرجان قرطاج السينمائية، حيث يدور الفيلم خلال يوم واحد أثناء موسم الحصاد الصيفي بين الأشجار، حيث يعمل مراهقون مع العمال الأكبر سنا، وهو أول فيلم روائي للمخرجة أريج السحيري التي سبق لها إخراج الفيلم الوثائقي الطويل الفائز بالعديد من الجوائز عالسكة.

الحياة ما بعد
الحياة ما بعد

 

تحت الشجرة
تحت الشجرة

 

اختارت المخرجة أريج السحيري أبطال الفيلم بعناية، حيث قدمت مجموعة متنوعة تمثل شرائح مختلفة من الشباب والفتيات ما بين أصحاب الخبرات في الحياة رغم صغر العمر، أو الشباب البسيط في مستوى تفكيره أو حتى هؤلاء الأشقياء ممكن يسرقون صناديق التين أثناء جمهم للثمار في الفيلم.

 يعكس كل شاب وفتاة من المشاركين في الفيلم أحلامه وأحلام جيل كامل، طموحات وآمال وتوقعات وخيبات أمل وربما نجاحات محدودة، جنبا إلى جنب مع كبار السن ممن يجتمعون سويا تحت الشجرة يلتقطان ثمار التين يختلسون وقتا يستطيعون تذوق واحدة من تلك الثمار التي يجمعوها.

استطاعت أريج أن تشرح المتجمع التونسي وتجمعه تحت شجرة واحدة فكل منهم يمثل شريحة عمرية ومجتمعية مختلفة، ببراعة أريج نجحت بأنها اختارت فكرة تستطيع أن تجمع فيها كل هؤلاء بشكل مبرر، فعمالة جمع ثمار الفواكه تجمع بين كثير من أطياف المجتمع ربما من طبقات اجتماعية متقاربة لكن ربما لكل منها مشاكلها وصراعتها وهمومها المختلفة.

فيلم الطريق
فيلم الطريق

 

فيلم الطريق
فيلم الطريق

 

فيلم الطريق
فيلم الطريق

 

براح الخضرة والشجر ومساحة الغيطان المفتوحة منحت أريح السحيري فرصة، للتعبير عن هذا الكون الفسيح الذي يضيق على هؤلاء البسطاء ويربط حول أعناقهم هموما ومسئوليات لا يجدون شيء لمواجهتها سوى العمل في مثل هذه النوعية من الأشغال المهلكة للكبار والصغار.

شهد المهرجان عرض فيلم المخرج الجزائري أنيس جعاد ، "الحياة ما بعد"، وهو الفيلم الذي نال اشادات أيضا، على كثير من المستويات، سواء الأداء التمثيلي لأبطال الفيلم أو الموسيقي التصويرية والتصوير، حيث اجاد المخرج أنيس جعاد تلك التفاصيل مقدما عملا متماسكا إلى حد كبير، حيث تدور أحداث الفيلم في الجزائر بقرية صغيرة حيث تنتشر شائعة عن عاملة النظافة هاجر، فتضطر إلى الهروب من القرية برفقة ابنها واسمه جميل.

وتبدأ قصة من الشقاء للبقاء على قيد الحياة إذ تحارب هاجر لحماية نفسها وابنها من المجرمين الذي يسكنون المدينة.

الفيلم من تأليف وإخراج أنيس جعاد، وبطولة ليديا لعريني وأحمد بلمومن وجمال بارك وسمير الحكيم.

الفيلم يرصد ما آلت إليه الأمور في بعض القري البسيطة، حالة الاستغلال الذي تتعرض له النساء في القري والحواري، والعشوائيات مدي قدرة تحول الشائعة، خاصة لو ارتبطت بامرأة، إلى حقيقة رغم بعدها كل البعد عن الحقيقة، الفيلم يرصد كيف يتم استغلال النساء ممن ليس لهن رجل يعولهن فيتحولن إلى لقمة مستساغة.

أجواء الفيلم تعكس ضحالة المجتمعات الفقيرة وضحالة فكرهم، واستغلالهم للآخرين، فما بين امرأة بلا عمل ورجل بلا كرامة يعيش عالة وطفل في سن المراهقة يحاول الوصول لمرحلة نضج ويتأرجح ما بين الطفولة والرجولة فلا يجد أمامه سوى الطريق الصعب أو ربما الأصعب وهو الهجرة عبر البحر.

صناع فيلم تحت الشجرة
صناع فيلم تحت الشجرة

 

صناع فيلم تحت الشجرة
صناع فيلم تحت الشجرة

 

صناع فيلم تحت الشجرة
 فيلم تحت الشجرة
 
صناع فيلم تحت الشجرة
 فيلم تحت الشجرة

كما شهد المهرجان عرض فيلم "الطريق" للمخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد وهو فيلم روائي طويل من بطولة موفق الأحمد وغيث ضاهر ومأمون الخطيب ومحمد شما وأحمد كنعان، ورغم أن الفيلم يقدم رسالة فلسفية مباشرة إلا أن المخرج عبد اللطيف عبد الحميد، استطاع أن يضعها في اطار مقبول وممتع على المستوى التمثيلي والبصري، ليقدم شريط سنيمائي جيد لكيفية العلاج بالوهم أو ربما الأوقع أن نسميه العلاج بالحب، حيث يتناول الفيلم قصة جد، يتلقى رسالة من المدرسة التي يتعلم بها حفيده تخبره أنه غير قادر على التعلم، نفسها القصة التي تشبه قصة العالم توماس اديسون وتصرف والدته معه عندما أخبرها المعملين بنفس الأمر، ليحاول الجد تعليم حفيده في المنزل بفتح فصل يشبه فصول المدرسة ويحرص علي تعليمه من قبل مدرسين في كافة المجالات إلى أن استطاع أن يحقق الحفيد نجاح على مستوى الوعي والفهم، حيث استخدم الجد الحب كأداة لحماية ذلك الطفل من أحكام المجتمع ويصبح أحد الأطباء في واحد من أصعب مجالات الطب ويصبح مثالا للفخر في القرية التي خرج منها ليكمل تعليمه في الخارج.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة