تزامنًا مع كأس العالم 2022، شهدت مبادرة كأس العالم لجائزة البوكر، التى أطلقتها الجائزة الشهيرة للرواية حول العالم، هزيمة ساحقة تلاقها للكاتبة النيوزيلندية كيري هولم، أمام الكاتب اليابانى كازوو إيشيجورو.
ففى المباراة الثانية، من الجولة الأولى من منافسة كأس العالم لجائزة البوكر، حددت المنافسة بين رواية "قوم العظم" للكاتبة كيرى هولم، من نيوزيلندا، أمام رواية "بقايا اليوم" للكاتب البريطانى اليابانى الفائز بجائزة نوبل للأدب، كازوو إيشيجورو، وانتهت المنافسة بتصويت جمهور الأدب، لصالح "إيشيغورو" بنسبة 81.4% مقابل 18.6% لصالح كيري هولم.
كيري هولم شاعرة وكاتبة، وهي أول نيوزيلندية تفوز بجائزة البوكر عام 1985، ولدت في كرايستشيرش عام 1947 لأم من أصول الماوري والاسكتلندي وأب من أصل إنجليزي ، وكانت الأكبر بين ستة أطفال، ورحلت عن عالمنا فى عام 2021.
كانت هوايتها هي الكتابة ومارستها في سن صغير واستهوتها موضوعات الهوية والعزلة، ووصفت روايتها "قوم العظم" بأنها مثال فريد من الواقعية السحرية، وقد استغرق إصدار هذا الكتاب 12 عاما من الكتابة الكتابة، لأن الناشرين النيوزيلنديين إما رفضوه تمامًا أو طالبوا بتعديلات كبيرة.
وصرحت هولمي بأنها تفضل الاحتفاظ بالكتاب بأخطاءه بدلاً من إعادة صياغته، وفي عام 1984، عرضت عليها مطبعة نسوية صغيرة طباعة إحدى أعمالها، وأعطتها مجموعة أولية مكونة من 2000 نسخة، وباعت منذ ذلك الحين أكثر من مليون نسخة وفازت بجائزة Pegasus للأدب بالإضافة إلى بوكر، وفي عام 1985 ، كانت هولم غير مقتنعة بفرصها في الفوز بجائزة بوكر لدرجة أنها لم تحضر حفل توزيع الجوائز في لندن. عندما تم إخطارها بفوزها عبر الهاتف أثناء البث الدولي، ردت: أنت تسحب قدمي، أليس كذلك.. اذهب إلى الجحيم- إنه أمر لا يصدق على الإطلاق.
وكان قد تحدث ابن شقيق هولمي ويدعى "ماثيو سالمونز" وقال إن عمته لم ترغب أبدًا في أن يُنظر إليها على أنها أديبة، ولم تكن الكتابة متعلقة بالشهرة بالنسبة لها ، فقد كانت دائمًا راوية للقصص فقط".
وتابع ماثيو: لقد منحتنا كأسرة أعظم هدية على الإطلاق ، والتي من شأنها إعادة الاتصال بنا مع واكابابا ماوري وإعادة إشعال هذا الشغف لتاريخنا ، شعبنا الذي فقد على مدى بضعة أجيال.
عاشت هولمي لسنوات عديدة في سكاريتو ، وهي مستوطنة على الساحل الغربي لنيوزيلندا ، حيث كرست حياتها لمتابعة الطيور ومواسم هجرتها والرسم والكتابة، وأنتجت مجموعات شعرية وقصص قصيرة ورواية.
تدور أحداث رواية "بقايا اليوم" في صيف عام 1956 حيث يذهب ستيفنز، رئيس الخدم في قصر اللورد دارلنغتون، لما يزيد عن ثلاثة عقود من الزمن، في رحلة بالسيارة تأخذه، ولأول مرة، إلى مدن وبلدات بعيدة في الريف الإنجليزي.
وفي أثناء الرحلة يستذكر مجريات السنوات السابقة لعمله، مكتشفًا نفسه وعالمه الداخلي وطبيعته المتحفظة وإنكاره لذاته، وما نذر نفسه له من أمور عظيمة، معرِّجًا على الكثير من الأحداث الهامة التي ألمَّت بإنجلترا في فترة ما بين الحربين العالميتين.
كازو إيشيجورو، ولد في 8 نوفمبر 1954، وهو روائي ياباني بريطاني. ولد في نجازاكي باليابان وانتقلت أسرته للعيش في إنجلترا عام 1960. إيشيجورو حصل على درجة الليسانس من جامعة كنت عام 1978 والماجستير من جامعة إيست أنجليا لدورة الكتابة الإبداعية عام 1980. وصار مواطنا بريطانيا عام 1982.
يعد إيشيجورو أشهر مؤلفي الأدب المعاصرين في العالم المتحدث بالإنجليزية وحصل على أربعة ترشيحات لجائزة بوكر الأدبية ونالها عام 1989 عن روايته بقايا اليوم. وفي عام 2008، صنفت صحيفة التايمز إيشوجورو المؤلف 32 في قائمتها لأعظم 50 مؤلف بريطاني منذ عام 1945.
