لأول مرة فى مصر مصنع للطوب البيئى.. شاب يؤسس مشروعا لإنتاج الطوبة البيئية فى النوبة.. تخلو من الأسمنت والحديد من نفس التربة.. تساعد على خفض درجات الحرارة لـ13 درجة مئوية وتوفر 25% من تكاليف البناء العادى.. صور

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2022 03:30 م
لأول مرة فى مصر مصنع للطوب البيئى.. شاب يؤسس مشروعا لإنتاج الطوبة البيئية فى النوبة.. تخلو من الأسمنت والحديد من نفس التربة.. تساعد على خفض درجات الحرارة لـ13 درجة مئوية وتوفر 25% من تكاليف البناء العادى.. صور مصنع للطوب البيئى
أسوان – عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتجه مصر حاليًا للاعتماد على البيئة وتقليل ملوثات الطاقة فى شتى الاستخدامات المختلفة، بعد إطلاق العديد من المبادرات ومنها "اتحضر للأخضر"، وذلك على هامش استضافة مصر قمة المناخ العالمى Cop22.

وفى هذا الإطار، سعى شاب نوبى من محافظة أسوان إلى تحويل صناعة طوب البناء الحرارى إلى فكرة طوب ملائم للبيئة يساعد على خفض درجات الحرارة ويوفر اقتصاديًا للمواطنين، وذلك من خلال تأسيس مصنع مخصص فى إنتاج هذا النوع من الطوب البيئى.

إسلام أحمد راشد، شاب يبلغ من العمر 34 سنة، من محافظة أسوان، يحكى عن تجربته الشخصية فى هذا المصنع قائلًا: بدأت الفكرة عندما تذكرت اعتماد أهالى النوبة على مساعدة بعضهم البعض فى البناء ومنها البيوت، التى تبنى من الطوب اللبن "الطين"، ويراعى فى تصميماتها شكل "القبب" التى تحمى من الحر، نظرًا لطبيعة الطقس فى الجنوب شديد الحرارة، مستشهدًا بأن المهندس حسن فتحى طبق هذا النظام فى قرى القرنة بالأقصر.

وأضاف الشاب الأسوانى، أن الفكرة فى البداية كانت قاصرة على بناء منزل صغير بنفس النظام النوبى القديم وبالطوب اللبن، ولكن أثناء التواصل مع أحد المهندسين المقربين أشار له بنظام البناء المتبع فى الهند، وهذا النظام له كود فى مصر واسمه CEB "البناء بوحدات التربة المضغوطة"، وهى طوبة تعتمد فى تصنيعها على الطفلة المحجرية المأخوذة من الجنوب فى أسوان مع نسبة تقدر بنحو 6 : 10 % أسمنت مع رملة، وهى تغنى عن استخدام الحديد والأسمنت حتى الأساسات لأن طبيعة التربة فى أسوان معظمها صخرية، لافتًا إلى أنه بحسب الكود المصرى للبناء يمكن بناء دور أرضى وثلاثة علويين بهذه الطوبة، وفى الهند يتم بها بناء 12 طابق على نفس المادة وهى بديلة عن الخرسانة.

وتابع قائلًا: بعدما أعجبت بالفكرة وأخذت فى دراستها قرابة 7 أشهر متواصلة، وصلت إلى إنشاء مشروع متخصص فى إنتاج هذه الطوبة البيئية بدلًا من استخدامها الشخصى فى بناء منزل لى فقط، وأطلقت على المشروع اسم "أركنوج" وهو مشروع مصنع متخصص فى أساليب ومواد البناء المستدامة المعتمدة بشكل أساسى على نظريات البناء بالتربة، ومتخصصة فى المبانى الخضراء والبديلة، وهى مبان مصممة بحيث تقدم أساليب وحلول البناء الصديقة للبيئة، وذلك بمعالجة بسيطة لمكونات طبيعية متوفرة تقريبًا فى كل مكان والذى يجعلها منخفضة التكاليف نسبيًا، والمصنع موجود فى قرية قسطل النوبية بمحافظة أسوان.

وأشار إلى أنه بدأ التجارب فى المصنع خلال شهر أغسطس سنة 2020، وتوصل إلى خلطة جيدة لصناعة الطوبة فى أسوان، وأصبح المصنع هو خط الإنتاج الوحيد لهذه الطوبة على مستوى الجمهورية، ونجح فى إسناد بعض المشروعات بعد تغذيتها بهذه الطوبة البيئية، التى توفر اقتصاديًا ما يقرب من 25 % مقارنة بالبناء بالطوب الأسمتنى العادى.

وأكمل، بأن فكرة المصنع قائمة على تعديل الطوبة الطينية التى كانت تستخدم قديمًا، نظرًا لقيمتها البيئية والاقتصادية وملائمتها لدرجات الحرارة العالية فى الجنوب، ويساعد البناء بهذه النوعية من الطوب على تقليل درجات الحرارة إلى نحو 8:13 درجة مئوية تقريبًا، وبالتالى يقلل من استهلاك الكهرباء بنسبة تصل لنحو 30 %، على عكس البناء الأسمنتى الذى يختزن الحرارة داخل المنزل ويساعد على رفع درجات الحرارة مقارنة بالخارج، ويكون ملاط الطوبة البيئية من نفس المادة المصنعة منها ولا يستخدم الأسمنت فيها، وهى تساعد على توفير النفقات للشخص القائم بالبناء، بالإضافة إلى أن الموضوع صحى وبيئى أكثر.

وأوضح إسلام راشد، بأنه يمكن صناعة بيت كامل من بدايته حتى آخر مراحل البناء والتشطيب بالإضافة إلى أعمال الحفر واستغلال الأكاسيد فى تلوين المنزل وتجميله، وفى حالة حدوث انهيار يمكن جمع الطوب المنهار وإعادة تدويره فى المصنع مرة أخرى، مشيرًا إلى أن المصنع ينتج فى اليوم حاليًا من 5 إلى 8 آلاف طوبة ويأمل بعد تطوير المصنع أن يصل بإنتاجه إلى 35 ألف طوبة فى اليوم الواحد، وهذا يكفى لبناء منزل مساحته تقدر بـ200 متر "طابق واحد".

وأكد الشاب النوبى، أن مشروع "أركنوج"، هو المصنع الوحيد على مستوى الجمهورية فى إنتاج هذه الطوبة آليًا، وهناك بعض خطوط الإنتاج اليدوية التى تعتمد على إنتاج هذه الطوبة يدويًا ولكن إنتاجها لا يتخطى الألف طوبة يوميًا، مؤكدًا أنه يسعى لتحديث معدات الإنتاج حتى يتمكن من زيادة المنتج وتحسينه وفتح مجالات أكبر داخل السوق المصرى، ويسعى أيضًا فى التوسع لهذا المصنع بمنتجات أخرى منها استغلال مخلفات النخيل فى إنتاج الأخشاب وغير ذلك.

ولفت إلى إتاحة فكرة تدريب عامل البناء على استخدام هذه الطوبة فى حالة عدم قيام عمال المصنع بالبناء، وفى المصنع يتوفر المهندسين المصممين والمشرفين على البناء بجانب توفير العمالة التى تقوم بالبناء، وتصل العمالة فى المصنع إلى 25 منتظمين، أما غير المنتظمين فالأعداد تتزايد بحسب الاحتياج.

وعلق قائلًا: "بقالنا سنتين بنجرب ووصلنا إلى مستوى طيب، ونسعى حاليًا لاستكمال إجراءات التراخيص، ونتمنى أن تعمم الفكرة خاصة فى أسوان وصعيد مصر".

 


أثناء الإنشاء

أثناء الإنشاء

أثناء البناء
أثناء البناء

أثناء بناء الغرف
أثناء بناء الغرف

أثناء تصنيع الطوبة
أثناء تصنيع الطوبة

الطوب البيئى_1
الطوب البيئى_1

الطوب
الطوب

الطوبة البيئية
الطوبة البيئية

الطوبة بعد التصنيع
الطوبة بعد التصنيع

الطوبة
الطوبة

الغرف بعد إنهائها
الغرف بعد إنهائها

القبب من الداخل
القبب من الداخل

المبان أثناء البناء
المبان أثناء البناء

المبان من الطوب البيئى
المبان من الطوب البيئى

المبان_1
المبان_1

جانب من الإنتاج
جانب من الإنتاج


 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة