أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

فيلم رحلة يوسف.. الفرار على طريقة العائلة المقدسة

الإثنين، 21 نوفمبر 2022 10:25 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تركت الأزمة السورية صورا عديدة للمعاناة، واحدة منها يمكن أن نشاهدها فى مهرجان القاهرة السينمائى، فى دورته الـ 44 المقامة حاليا، هذه الصورة يقدمها فيلم "رحلة يوسف" للمخرج جو سعيد، بطولة الفنان السورى الكبير أيمن زيدان.

يحكى الفيلم عن الجد يوسف، رجل عجوز لكنه خبير بالحياة، رأى فيها الكثير، حتى استوى عنده كل شيء، يتذكر أنه ذات مرة مات ولده الوحيد، وكانا يعملان على "سيارة نقل" على طريق سريع، مات فى حاث، فحمله بيديه ودفنه، هذا الرحل العجوز القوى ليس له فى الدنيا سوى حفيد اسمه زياد، يعيش له ولأجله، لكن الحرب الدائرة تجبره على أشياء منها أن يخرج من قريته إلى أحد مخيمات اللاجئين، فعل ذلك بسبب القهر، ففى القرية أرادوا أن يسلبوا زياد حبيبته هاجر، فأخذ الجد زياد وهاجر وخالتها وخرجا من القرية فارين.

هذا هو الخط الذى يقود الفيلم، لكنه يعكس أشياء كثيرة، لأنه يقول لك هناك من يحاول أن يحمى الحب، وهناك من يسعى لتدميره، هناك من يستمتع بالضحكة وهناك من يسعى لوأدها، هناك من يرى الحلم وينميه، وهناك من يقضى عليه ويحطمه، هناك من يحلم للشباب، وهناك من يريد قتلهم.

لم يتحدث الفيلم بصورة مباشرة عن الصراع السياسى كيف بدأ ولماذا لم ينته، لكنه يتحدث عن الناس يقول لك، إن الحياة فى المخيمات ليست سهلة أبدا، فالفرحة قليلة والتربص كثير، والحلم بالغد يمكن أن ينتهى فى لحظة غادرة، وقد حدث ذلك كثيرا فى الفيلم، لن تشعر الأمان أبدا، لقد صنعت الحرب خللا فى كل شيء، والناس ليس لهم سوى حلم واحد أن يعودوا إلى بيوتهم.

لقد مثل زياد الحفيد حلما كان يمكن له أن يخرج العائلة من الجحيم الذى هى فيه، لكن النظرة الضيقة لم تقبل ذلك أبدا، ومن هنا يقدم الفيلم رؤية مهمة، مفادها أن العقلية قد فسدت بسبب الحرب، والعنف الخارجى أوجد عنفا مشابها فى طريقة التفكير، ولم يعد الناس يهتمون بالحب ولا يعجبون بالضحك.

جاءت نهاية الفيلم شجنية وحزينة تتفق مع الواقع، وإن كانت ألمت بنا -نحن المشاهدين - رغبة أن تنتصر الأحلام، لكن ذلك لم يحدث، ومن الملاحظ فى الفيلم جاء بناؤه بصورة جيدة، فقد تم تقسيمه إلى أربعة أقسام (الشتاء، الربيع، الصيف، الخريف) بما يعكس تغيرات وتنوعات، كما أن التصوير جاء بصورة ممتازة، أضف إلى ذلك أن الشخصيات جميعا مرسومة بصورة جيدة، خاصة شخصية يوسف وعائلته، ورحلتهم التى تذكرك برحلة العائلة المقدسة، حيث ينتهى الفيلم بيوسف يواصل رحلته بينما زوجته تحمل طفلها، وهو يمسك بالبغل الذى يجر خلفه عربه كارو.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة