إعادة إحياء قطارات قديمة.. مشروع لإعادة رونق قطار "أورينت اكسبريس".. تحويل عربة إلى كافيه وتصبح مقصدا سياحيا بكمبوديا.. أمريكى وابنته يحولان عربة خردة لمنزل.. وعربات قطار عمرها 109 سنوات تتحول لفندق فى كندا

الإثنين، 21 نوفمبر 2022 08:00 م
إعادة إحياء قطارات قديمة.. مشروع لإعادة رونق قطار "أورينت اكسبريس".. تحويل عربة إلى كافيه وتصبح مقصدا سياحيا بكمبوديا.. أمريكى وابنته يحولان عربة خردة لمنزل.. وعربات قطار عمرها 109 سنوات تتحول لفندق فى كندا إعادة إحياء قطارات قديمة
كتبت ريهام عبد الله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما تخرج القطارات من الخدمة، فإن عربات القطارات عادة ما تتحول إلى خردة وقطع غيار فى أغلب الحالات، بينما السائد تركها مهملة فى مكان ما يعلوها الغبار ولا يكون لها أى منفعة خاصة القطارات القديمة، التى أزاحت من مكانتها القطارات الحديثة بعرباتها الفاخرة والفارهة، لكن هذه الفكرة لم تعد المسيطرة على جميع الحالات، فهناك قطارات محظوظة أعيدت إلى رونقها وتحولت لقطارات فارهة، والبعض تم تحويلها لفنادق فاخرة ومذهلة، ومطاعم فى بعض الحالات الأخرى.

 

قطار أورينت اكسبريس

فى هذا الصدد وبينما ظل قطار Orient Express وعرباته القديمة منسيّة لسنوات عديدة، فى محطة سكة حديد صغيرة اسمها ماواشيفيتشيه، على الحدود الفاصلة بين بولندا وبيلاروسيا، شاهد أحد عشاق السكك الحديدية، الفرنسى آرتور ميتّيتال، العربات الزرقاء المميزة فى مقطع فيديو على يوتيوب عام 2015، ما دفعه لاستهلال رحلة عبر أوروبا بهدف تعقّب القطارات المفقودة.

مجموعة الضيافة Accor، اشترت العربات المكتشفة مجددًا، واستعانت بالمهندس المعمارى الباريسى ماكسيم دانجاك، لترميمها بدقة متناهية كى تكون جاهزة للتشغيل على خط سكة حديد ينطلق من باريس ويقف فى محطته الأخير بإسطنبول، على أن يبدأ رحلاته من عام 2025، وفقا لما هو مقرر له.

 

تصميم القطار من الخارج
تصميم القطار من الخارج
 

تصاميم التجديد الداخلى لعربات القطار، توحى بأنها الهادفة إلى توفير تجربة سفر فاخرة تجمع بين سحر فن الآرت ديكو والرفاهية المعاصرة، وقطار Orient Express القديم، العابر لأوروبا، الذى خلّدته الروائية أجاثا كريستى التى اشتهرت برواياتها البوليسية لم يعد موجودًا، فإن الاسم بات مرادفًا للأناقة القديمة، وفقا لشبكة "سى إن إن" عربية.

وتشغل شركة السفر الفاخرة "بلموند" رحلات تكرّم قطار Orient Express بين المدن، ضمنًا لندن وأمستردام، وعلى نحو منفصل، تطلق "أكور"، التى وضعت تصورات مبهرة لعربات ماواشيفيتشيه المُعاد اكتشافها مجدّدًا، وتضيف خدمة Orient Express فى إيطاليا عام 2023.

ألقى الفرنسى ميتّيتال نظرة خاطفة على داخل كل من المقصورات المحفوظة داخل محطة ماواشيفيتشيه لأول مرة، وشعور بالذهول من حقيقة أنه "لم يلحق بها ضرر تقريبًا، فقط تآكل مرور الوقت"، رغم وقف استخدامها منذ عقد فى الحد الأدنى، وكان ميتيتال قال لـCNN، فى يوليو الماضى: "كانت جميع الزخارف سليمة وبدا الأمر وكأن الزمن توقّف هنا".

 

عربات اورينت اكسبريس من الداخل
عربات اورينت اكسبريس من الداخل
 

وشملت التصاميم الداخلية لوحات مطعّمة بالزخارف على طراز فن الآرت ديكو، لمصممى الديكور الإنجليز موريسون ونيلسون، بالإضافة إلى الألواح الزجاجية للحرفى الفرنسى رينيه لاليك، وفيما كانت العربات محفوظة بشكل جيد، كان من الواضح للفريق لدى "أكور" أن عملية الترميم الواعى ضرورية قبل عودة العربات إلى السكك الحديدية، وهنا يأتى دور دانجياك.

وقال المصمم دانجيا، إنّ الهدف كان الحفاظ على تاريخ القطار مع إضفاء لمسة مستقبلية عليه، وأشار إلى أنه "يجب أن نفكر تمامًا فى كيفية مواكبة هذا القطار بشكل يتماهى أكثر مع المستقبل، فنحن بحاجة للتأكد من أننا حافظنا على جذوره القوية"، وأضاف أنه فى حين أن العربات القديمة أصغر من نظيراتها الحديثة، فقد استمتع بالتحدى المتمثّل بـ"إيجاد أساليب لتحقيق أقصى درجات الراحة والرفاهية لاسيما فى المساحات الصغيرة".

 

اعادة احياء اورينت اكسبريس
اعادة احياء اورينت اكسبريس
 

وأصدرت "أكور" صورا توضح تصاميم داخلية فخمة، استُخدمت فيها ألواح خشبية داكنة اللون لإضفاء أجواء مريحة، تتخلّلها ومضات غنية بالألوان، مثل الأرائك المخملية خضراء اللون، وتعزّز فكرة الزجاج المتكرّر والمرايا الشعور بالانفتاح، حتى فى عربة الطعام التى تتمتع بسقف عاكس مذهل.

وأعرب دانجاك لـCNN عن شعوره بالفخر الكبير من النتيجة الأخيرة للأجنحة، حيث أوضح أنّ التصاميم تجسد "روح العشرينيات" وستكون مثيرة فى الليل والنهار على حد سواء، تشمل الأجنحة أسرّة تتحول إلى أرائك خلال النهار، وتحتوى أيضًا على طاولات ومرايا دائرية، صمّمها دانجياك لإضفاء "رقة وتوازن" على هيكل القطار والعربات المتسمة بالزوايا.

وقال آرتور ميتّيتال، الذى أعاد اكتشاف عربات ماواشيفيتشيه قبل سبع سنوات، ويعمل راهنًا كمدير للتراث والثقافة فى Accor Orient Express، إنه مسرور بإلقاء نظرة أولى على التصاميم الداخلية التى أعيد تصوّرها،  وأضاف أنه يعتقد أن دانجاك "التقط طابع وجو هذا القطار وتاريخه على الفور ووصله بالحداثة".

 

قطار اورينت اكسبريس
قطار اورينت اكسبريس
 

أمريكى وابنته يحولان عربة لمنزل صغير

وفى سياق آخر، اشترى جيم دوتزينرود وهو نجار متقاعد ويبلغ من العمر 65 عاماً، ويعيش فى ولاية آيوا الأمريكية، عربة قطار من ساحة خردة فى عام 2016، والتى يطلق عليها اسم " Caboose "رقم SOO 124  واشتراها مقابل 8000 دولار، ويعود تاريخها إلى عام 1973 ووزنها يصل إلى 52000 رطل، وقام بإعادة تجديد القطار القديم ونجح فى تحويله لمنزل صغير ليعرضه للإيجار على أحد المواقع المتخصصة لتأجير المنازل، وفقاً لما ذكره موقع " insider ".

ونقل جيم العربة إلى منزله بتكلفة 2000 دولار، وأقام العربة على قضبان قطار حقيقى، وبدأ فى تجديد العربة بتكلفة 4000 دولار، حيث بدأ بغسل العربة للتخلص من رائحة وقود الديزل واستخدم بعض معطر الجو للتخلص من الرائحة الكريهة، وأضاف داخل العربة سريرين أحدهما بطابقين يمكن أن يستوعب ما يصل إلى أربعة أشخاص، كما أضاف  حمام ومطبخ بداخله ميكروويف وثلاجة وصفيحة تسخين مزدوجة وأضاف مكيف هواء وخدمة واى فاى وتليفزيون.

 

عربة من الداخل قبل وبعد التجديد
عربة من الداخل قبل وبعد التجديد
 

وبنى جيم سلمًا خشبيًا جديدًا واستبدل المشغولات الحديدية الأصلية فى العربة بأخرى خشبية، حيث صنع درجًا جديدًا يدويًا من الخشب، وفى هذه الفترة كان جيم لا يزال يعمل فى وظيفته اليومية العادية وكان عليه أن يجد وقتًا أثناء الليل أو فى عطلات نهاية الأسبوع لإنجاز مشروعه.

واستمر مشروع التجديد بالكامل حوالى ستة أشهر قبل أن يكتمل فى نوفمبر 2016، بعد أن أمضى جيم حوالى 300 ساعة فى تجديد عربة القطار، واستعان جيم بإبنته دانييل التى صممت الأرضية حيث أضافت البلاط الأسود المحاط بخشب البلوط، كما أضاف الثنائى بعض قطع الأثاث والمدفأة الكهربائية.

وتحتوى عربة القطار على غرفتى حمام ومعيشة ونوم أيضاً، ويمكن للنزلاء الاستمتاع الجلوس فى شرفة خشبية مصنوعة يدويًا بالقرب من مراعى الخيول، كما يمكنهم إطعام الخيول والحيوانات الأليفة فى مكان الإقامة.

 

أمريكى يحول قطار لمنزل
أمريكى يحول قطار لمنزل

عربة قطار تتحول لمنزل
عربة قطار تتحول لمنزل
 

تحويل عربة قطار إلى كافيه فى كمبوديا

وفى تجربة أخرى، توقفت رحلات القطارات فى كمبوديا منذ بداية جائحة فيروس كورونا، لكن عشاق السكك الحديدية وجدوا المكان المناسب لإشباع تعطشهم للسفر، وهو عربة قطار حولت لمقهى فباتت أحدث موقع يستقطب الناس.

وأصبح التقاط صور السيلفى أمام عربة القطار وفى اليد الأخرى كوب القهوة أمرًا لابدّ منه فى العاصمة الكمبودية، والتى كان لشبكة السكك الحديد فيها تاريخ فوضوي، وفقا لــ"يورو نيوز".

أحدثت سنوات الحرب أضرارًا فى أجزاء طويلة من شبكة السكة الحديد التى تمتد مسافة 600 كيلومتر من الحدود التايلندية إلى جنوب كمبوديا، وتركت من دون صيانة تقريبًا، وأعادت كمبوديا بين عامى 2016 و2018 فتح خطين، أحدهما إلى سيهانوكفيل والآخر إلى تايلاند، لكنهما أغلقا فى مارس الماضى سعيًا إلى احتواء جائحة فيروس كورونا.

 

عربة قطار تتحول كافيه فى كمبوديا
عربة قطار تتحول كافيه فى كمبوديا
 

قطار قديم يتحول لفندق فى كندا

وفى سياق متصل، اعتاد المسافرون على الإقامة بأحد الفنادق التقليدية بهيئتها المعروفة بمختلف دول العالم، لكن الجديد هو فندق البوتيكى فى كندا، والذى يتكون من عربات قطار تعود للقرن الـ20 بعد تجديدها، يعود تاريخها تحديدًا إلى العام 1911، وتحتوى كل عربة سكة حديد على حمام خاص وتكييف وتليفزيون.

وتتسع العربات لما يصل إلى أربعة أشخاص، وفقًا لما ذكره تقرير منشور بموقع "إنسايدر" الأمريكى، وتتراوح أسعارها من 129.50 دولار إلى 189.50 دولار فى الليلة، و يمكن أيضًا أن تستوعب العربات مابين 4 إلى 7 حيوانات أليفة مقابل دفع رسوم إضافية قدرها 25 دولارًا فى الليلة، حيث يُسمح بحيوان أليف واحد فقط لكل عربة.

 

القطار الكندى
القطار الكندى
 

وجهزت عربات السكك الحديدية بالكامل بتكييف الهواء، وحمامات خاصة  وتلفزيون وتحتوى العربات على مطبخ صغير خاص أو سطح خاص ، مثالى للاستمتاع باحتساء فنجان قهوة فى الهواء الطلق، وتقدم عربة الطعام وجبات الغداء والعشاء يوميًا وتستضيف أيضًا فرق موسيقية، ويمكن للزوار أيضًا تناول وجبة الإفطار والمشروبات الساخنة والباردة والمخبوزات فى المقهى الخاص بالقطار، ويحتوى القطار أيضًا على محل لبيع الهدايا مع مجموعة كبيرة من التذكارات، من الأدوات المنزلية المستوحاة من القطار.

 

غرفة النوم داخل القطار
غرفة النوم داخل القطار
 
قطار يتحول فندق فى كندا
قطار يتحول فندق فى كندا
 

تحول محطة قطارات شهيرة فى إسبانيا من مكان تسكنه الأشباح إلى فندق فاخر

وبينما تعرف مدينة كانفرانك الإسبانية القريبه فى الحدود مع فرنسا، بأنها واحدة من أكثر المدن سحرًا فى العالم، ولسنوات طويلة ربطت محطة قطار كانفرانك إسبانيا وفرنسا على امتداد مذهل عبر جبال البيرينيه، ثم جاءت الأزمات والحروب وكارثة القطارات، وظلت المحطة ثابتة لعقود، ولكن الآن تتشبث بحياة جديدة فى شكل فندق فاخر.

ووفقًا لموقع العين، إذا ضل المرء الطريق فى بلدة كانفرانك الصغيرة فى جبال البرانس الإسبانية على الحدود مع فرنسا، فيمكنه أن يقوم برحلة رائعة إلى الماضى، رحلة تحكى عن روعة محطة سكة حديد قديمة كانت تربط فيما مضى بلدين عبر طريق فريد من نوعه، حيث كانت محطة كانفرانك ذات يوم، واحدة من أكبر وأروع محطات القطارات فى العالم، ثم أصبحت مكانا يسكنه الأشباح، ولم يعد هناك قطارات تمر بها منذ أكثر من 50 عاما.

ومن المقرر أن يكتمل التجديد، الذى تكلف 27 مليون يورو، بنهاية عام 2022، على أن يضم الموقع مركزا للمؤتمرات يتسع ل200 مقعد، ومتحفا للسكك الحديدية ومتاجر.

 

محطة القطارات الإسبانية
محطة القطارات الإسبانية
 

وفى المرة الأولى، عندما جرى افتتاح محطة السكة الحديد فى كانفرانك رسميًا فى عام 1928 بعد أكثر من 20 عامًا من البناء، كانت شهادة مذهلة لعصر جديد، فالمحطة العملاقة التى يبلغ طولها 241 مترا، وتتكون من 3 طوابق وأبواب لا حصر لها ونوافذ، كانت قلب طريق جديد فى ذلك الوقت بين إسبانيا وفرنسا.

وفى حفل الافتتاح كان من أبرز الضيوف البارزين آنذاك، ملك إسبانيا ألفونسو الثالث عشر، وكذلك الرئيس الفرنسى جاستون دومورج، وربطت محطة قطار كانفرانك، باو الفرنسية بسرقسطة الإسبانية، وكان مشروعًا ضخمًا على طريق يمر عبر أكثر من 80 جسرًا والعديد من الأنفاق كان أطولها يبلغ 8 كيلو مترات فى ذلك الوقت.

رغم ذلك، لم يكن المشروع محظوظا منذ البداية؛ ففى وقت مبكر من عام 1929، ضربت الأزمة الاقتصادية العالمية بلا هوادة، مما أدى إلى القضاء على عدد لا يحصى من سبل العيش فى جميع أنحاء العالم، وباتت المحطة غير مربحة.

 

محطة قطار كانفرانك
محطة قطار كانفرانك
 

وفى عام 1936 اندلعت الحرب الأهلية الإسبانية، ودمر جزء كبير من طريق السكك الحديدية المحيط بالمحطة، وخلال الحرب العالمية الثانية، مرت محطة قطار كانفرانك بوقت آخر مليء بالأحداث، إذ استخدم عدد لا يحصى من الناس طريق القطار من باو إلى سرقسطة للفرار من النازيين. واستخدم النازيون المحطة لشحن الذهب إلى إسبانيا والبرتغال، حيث حصلوا مقابل ذلك على المواد الخام الأساسية للحرب.

وعندما هزمت ألمانيا فى الحرب، فر عدد غير قليل من المسؤولين رفيعى المستوى فى النظام النازي، عبر محطة قطار كانفرانك هربا من العقاب، وبداية من عام 1948، استأنف الخط العمل، لكنه لم يكن مربحًا فى السنوات التالية لذلك، وجاءت النهاية فى 27 مارس 1970، عندما خرج قطار شحن محملاً بـ320 طنًا من الذرة عن القضبان فى الجزء الفرنسى من الخط.

وعلى الرغم من عدم إصابة أى شخص، استخدمت شركة السكك الحديدية الفرنسية "sncf" الحادث كذريعة لإغلاق الطريق أخيرًا، والذى كان بالفعل لا يحظى بشعبية لأنه كان غير مربح، وتحولت المحطة إلى مبنى منسى يرتبط به أساطير عن الأشباح.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة