زكى القاضى يكتب.. الجمهورية الجديدة تنجح فى تمرير اختياراتها للعالم عبر قمة المناخ.. الابتعاد عن النظريات والذهاب لخطوات واقعية وتنفيذية.. المكاسب الواقعية من قمة المناخ تفرض على العالم التحرك بإيجابية

الأحد، 20 نوفمبر 2022 10:00 م
زكى القاضى يكتب.. الجمهورية الجديدة تنجح فى تمرير اختياراتها للعالم عبر قمة المناخ.. الابتعاد عن النظريات والذهاب لخطوات واقعية وتنفيذية.. المكاسب الواقعية من قمة المناخ تفرض على العالم التحرك بإيجابية قمة المناخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

ـ إصرار الدولة المصرية على تمرير المبادرات الحقيقية يجعل القمة الحالية الأفضل في تاريخ قمم المناخ

ـ "المتابعة سر النجاح".. الشعار الأشهر في طريقة إدارة الدولة المصرية لقمة المناخ

ـ نجاح شباب البرنامج الرئاسي والمتطوعين وقوة الأجهزة الأمنية في عملية التأمين.. أسس واضحة لنجاح القمة

ـ وسائل الاعلام المصرية تقدم وجبة حقيقية للواقع الجديد للدولة المصرية

ـ سامح شكرى.. نموذج حقيقي للمسئول المصري في الجمهورية الجديدة

 
 

لا يمكن بأى حال من الأحوال إغفال فكرة تمرير الاختيارات باعتبارها فنا وعلما عظيما للغاية، وهى تعتمد فى جوهرها الأساسى على الخبرات المتراكمة، ولو أن الشخص الراغب فى تمرير اختياراته لا يملك المرونة الحقيقية، والمواءمة الداخلية، لما استطاع أن يمرر اختياراته، خاصة لو كانت اختيارات ذات صبغة عامة، وتخدم الجمهور، وخير دليل على ذلك هو ما قامت به الدولة المصرية فى قمة المناخ كوب 27 والتى اختتمت أعمالها، ففى تلك القمة كانت مصر تسعى بكل جهد وفى كل لحظة أن تمرر اختياراتها وقناعتها حول ملف المناخ، وهى الاختيارات التى تعتمد بشكل أساسى على فكرة الواقعية.


 

مصر ترفض الانصياع للنظريات.. وتطبق الواقع بأسرع صورة ممكنة
 

لم ترتضِ مصر أن تكون قمتها مثل القمم السابقة أو التالية، بل أرادت لها أن تكون نقلة حقيقية وقفزة فى تاريخ قمم المناخ عموما، لذلك مدت مصر أعمال القمة يوما آخر، وجلست فى ساعات الفجر مع الحضور فى شكل يفرض على الجميع اتخاذ قرارات موضوعية تخدم قضية المناخ عالميا، ولا عجب أن تلك القرارات تتوافق مع كل كلمة قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكل صور الدولة المشاركة فى قمة المناخ، وهى ضرورة أن تكون القرارات حقيقية وتتجاوب مع متغيرات المشهد العالمى، وتخدم المتضررين من التغيرات المناخية، ولذلك خرجت أفكار عظيمة للنور، وتم إلزام الجميع بعدة آليات واضحة، لعلها تكون بداية العمل الحقيقى على ملف تغير المناخ.

سامح شكرى.. نموذج حقيقى للمسؤول المصرى فى الجمهورية الجديدة
 

وفن تمرير الاختيارات، هو فن عظيم للغاية، يتطلت دبلوماسية شديدة، ومرونة حقيقية، وتطويعا للأدوات واللغة المتاحة، حتى يمكن الوصول بها إلى قرارات موضوعية تعبر عن الزخم الكبير الذى تم فى الحدث نفسه، ودعنا نتذكر السيد محمد زكى السويدى، فى مؤتمر اتحاد الصناعات، حينما كان يمرر طلبات اتحاد الصناعات المصرية، فى شكل سلس للغاية، بحيث يضمن بتلك الاختيارات مصلحة الدولة العليا، وكذلك كسر الروتين، بعرض الأمر على السيد رئيس الجمهورية مباشرة فى المؤتمر، وهو الأمر الذى تجاوبت معه القيادة السياسية فى حينه، وكان قرار إصدار الرخصة الذهبية بشكل سريع وعاجل لكل من يطلبها، وهى خطوة عظيمة فى دفع مسار الاستثمار المباشر، وهو أيضا ما تم فى قمة المناخ وعلى مستوى أكبر، وذلك عبر السيد سامح شكرى، وزير خارجية مصر، ورئيس قمة المناخ، الذى أصر بكل اللغات الممكنة، وبدبلوماسية محترفة للغاية، ومرونة تتجاوب مع متغيرات الحضور والمستقبلين، بحيث استطاع الوصول لما يريده للصالح العام، وبشكل معلن أمام العالم، وهو الهدف الرئيسى من قمة المناخ باعتبارها قمة تنفيذ، وقام السيد سامح شكرى بمجهود خرافى يتناسب مع متطلبات وتوجهات الدولة المصرية، بضرورة الخروج بحل وأجندة واضحة ملزمة للدول، بحيث يمكن السير عليها مستقبلا.


 

لغة الدولة المصرية المتطورة.. مرونة وموضوعية
 

كما أن المشهد المصرى عامة فى الداخل والخارج، والذى تطورت لغته، وصارت لديه حرفية مرنة فى طرح الأفكار وتنفيذها، يستلزم بنا الإشارة إلى أن العمل على قمة المناخ لم يكن فقط فى الجزء الظاهر منها فى الورش والجلسات الرئيسية، بل كانت هناك مسارات محترمة للغاية للدولة المصرية، بكل أجهزتها الأمنية، ومؤسسات الدولة المعنية، والبرلمان، والكيانات السياسية والحزبية، والشخصيات العامة، وخلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر، قدمت مصر نموذجا عمليا وحقيقيا لما يمكن العمل عليه فى المؤتمرات الدولية، فخرجت صورة مصر بلسان أكبر وسائل الإعلام العالمية، صورة حقيقية ومعبرة عن ذلك المولود الجديد، والذى نسميه إعلاميا «الجمهورية الجديدة»، وتلك الجمهورية لها أدواتها التى تطوعها وتطورها باستمرار، وتغيير كل تروسها بين الحين والآخر، للوصول لأفضل صيغة ممكنة فى العمل، وبالتالى كانت قمة المناخ نموذجا لما يمكن أن تكون عليه الدولة المصرية الجديدة، التى بدأت مع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مسؤولية البلاد فى 2014.


 

النجاح الجماعى لقمة المناخ فى شرم الشيخ
 

ونجاح قمة المناخ ليس عملا فرديا، وإن كان سر نجاحه هو المتابعة الشخصية والمستمرة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، باعتباره المحرك الفعلى لكل مجريات العمل، والقفز على روتين العمل التقليدى، بل إن هناك عملا جماعيا أيضا تم فى منظومة التحرك الرسمى المصرى، حيث تمثل ذلك فى البداية بتجهيز مدينة شرم الشيخ بشكل مختلف للغاية، حتى أن بعض الوسائل الإعلامية أطلقت عليها اسم مدينة شرم الشيخ الجديدة، وهو اسم فعلى يعبر عن الواقع الحقيقى الذى تم فى المدينة، من تطوير شامل فى البنية التحتية، والتجهيز الفندقى، وكذلك وسائل الموصلات الخاصة والعامة، وكذلك التجهيزات التى تم إعدادها خصيصا لقمة المناخ فى المنطقتين الخضراء والزرقاء.


 

شباب البرنامج الرئاسى والمتطوعون
 

أيضا كان هناك أمر آخر فى غاية الأهمية فى نجاح قمة المناخ، وهم شباب البرنامج الرئاسى، والمتطوعون من الداخل والخارج، والذين استطاعوا تقديم نموذج عالمى فى غرف التنسيق الدولى، بحيث يمكننا إطلاق عليهم اسم كتائب المؤتمرات الدولية على أرض مصر، فهم بالفعل أشبه بكتائب الجيش الذى يعمل فى انتظام ودون خلل، وكل فرد له مسؤولية ونطاق مسؤولية يعمل عليها، وتحديد المسؤوليات، هو أمر يساعد دائما على تنفيذ المهام المطلوبة، مع ترك مساحة شخصية للإبداع والتميز، كما أن المتطوعين من المصريين والأجانب كان لهم دور بارز فى عمليات الاستضافة والاستقبال، وغيرها من الأمور الفنية المبدعة، والتى قدموها بأفضل وسيلة ممكنة.


 

دور مهم للأجهزة الأمنية والمعلوماتية فى تأمين قمة المناخ
 

كذلك كان دور الأجهزة الأمنية والمعلوماتية، مهم للغاية فى عملية تأمين المؤتمر بشكل مبهر للغاية، وكان لكل جهاز أمنى مسؤوليته ونطاق عمله، ما ساعد كثيرا فى خروج قمة المناخ على أفضل شكل ممكن، ويمكن القول بأن ذلك التنسيق المشترك بين الأجهزة الأمنية ومن فى دوائرها، هو أحد مكاسب المرحلة التاريخية التى نعيشها منذ 2014، بحيث يمكننا أن نشاهد تأمينا عاليا فى غاية الدقة، مع عدم إحساس بإشكالية الوجود الأمنى، حيث أدت كل الإدارات والجهات دورها بشكل مخلص للغاية، ومتعاون جدا، ويمكننا ملاحظة ذلك فى الحرس الجمهورى تحديدا، حيث كانت عمليات تأمين الضيوف، تمثل إحدى أدوات الإبهار منقطع النظير، وكذلك خروج الضيوف على مستوى الرؤساء فى حرية مطلقة فى مدينة شرم الشيخ، وهو أمر فى علوم الأمن صعب للغاية، لكن الدولة المصرية قدمت نموذجا حقيقيا فى كيفية العمل المبدع فى صمت تام.


 

استعداد مبكر للعمل على قمة المناخ
 

اعتماد الدولة المصرية، على نشر فكرة الاستعداد لقمة المناخ مبكرا، كان تطبيقا لفكرة الإحساس بالمسؤولية التى تنتظر مصر، لذلك كان هناك على مدار العام اجتماعات متواصلة من كل الجهات المعنية، وتلك الاجتماعات ظهرت وقت التنفيذ، وكأننا كنا نعد «مشروعا للسلام» على غرار مصطلح «مشروع الحرب» الذى تنفذه القوات المسلحة المصرية، ومشروع مصر للسلام فى قمة المناخ، كان واضح المعالم، وهو الذهاب إلى شرم الشيخ، بأجندة واضحة مفادها الرئيسى، هو فكرة التمويل، واستحداث آليات حقيقية، يمكنها مساعدة الفقراء من الدول، وتحريك الدول الغنية الكبرى، للقيام بمسؤوليتها، وكان ذلك شرطا أساسيا فى القمة، ونتيجة منطقية فى الوثيقة النهائية.


 

وسائل الإعلام المصرية.. صورة حقيقية للواقع الجديد
 

قدمت وسائل الإعلام المصرية أيضا بكل أشكالها، سواء صحف وقنوات ووسائل إذاعة وسوشيال ميديا، وجبة دسمة للغاية حول قمة المناخ، وعلى مدار تلك الفترة، كانت وسائل الإعلام المصرية معبرة عن حجم المسؤولية الملقاة على الدولة المصرية، وعبر آلاف الضيوف والرسائل اليومية، خرجت قمة المناخ، بشكل مؤثر للغاية فى الجمهور المتابع، وصارت الدولة المصرية بأكملها تتحدث عن قمة المناخ، ومكاسب الدولة والمواطن منها، وهى الرسالة التى تريدها أى وسيلة إعلامية فى أى مكان بالعالم.

p.2

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة