لم تكتفِ مصر بكونها دولة مستضيفة لقمة المناخ السابعة والعشرين بشرم الشيخ ، بل استبقت ذلك باتخاذ العديد من الخطوات الفعلية ، متمثلة فى مشروعات التحول للاقتصاد الأخضر وبحث طرق بديلة نظيفة لإنتاج الطاقة ، وأيضا إنتاج الهيدروجين الأخضر كأحد أهم تلك الحلول، وهى بذلك تعطى دفعة لغيرها من البلدان النامية.
هذا ما أوضحه جون بول آدم، مدير قسم التكنولوجيا وتغير المناخ وإدارة الموارد الطبيعية بلجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، فى حديث ل"اليوم السابع"، على هامش مشاركته فى فعاليات قمة المناخ ، مشيرا إلى إن قمة المناخ تحتل أهمية كبيرة خاصةكونها تنعقد فى ظروف استثنائية فقد تضاعفت التحديات المناخية ، مع وجود أزمات فى تمويل مشروعات مجابهة تلك التحديات، من هنا تأتى أهمية cop27 الذى يطرح للمرة الأولى حلولا لكيفية توفير مصادرتمويل مشروعات لمكافحة التغير المناخى، أيضا الحلول التكنولوجية .
أضاف آدم ، مصر تساعد على تقديم حلول فى الاتجاه الصحيح ، فمصر تقود مبادرات عدة فى مجال المناخ ، خاصة إيجاد مصادر التمويل ، ومصرقدمت نماذج فى تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة والتحول للاقتصاد الأخضر ، أيضا حلولا تمويلية لتلك المشروعات .
أضاف آدم، فى تصريحاته لليوم السابع خلال مشاركته فى فعاليات قمة المناخ المنعقدة بشرم الشيخ، من الموضوعات المهمة التى طرحت خلال الفعاليات حث مؤسسات التمويل الدولية مثل البنك الدولى على توفير دعم عاجل للدول الأفريقية فى ظل التحديات التى تواجهها.
وأضاف آدم، فى حديثه ل"اليوم السابع"، نحن نرى أن هناك إرادة دولية لمواجهة تغيرات المناخ، وهذا كان واضحا فى مشاركة حوالى 120 رئيس دولة هنا فى مفاوضات شرم الشيخ، وكان تجاوب الدول هذه القمة مذهل، وهذا يعكس قوة مصر فى القيادة وحشد العالم لمجابهة تغير المناخ، فمصر تلعب الدور الرئيسى فى ذلك خاصة أنها الدولة النامية الأولى فى مجال الاستثمار فى الطاقة المتجددة ولديها الكثير من الخطط فى هذا الصدد، كما أن الموضوعات التى طرحت على أجندة المؤتمر يتم طرحها للمرة الأولى وهذا يعكس قوة الدولة المصرية وجديتها فى طرح قضية المناخ ، هذا يجعلنا متفائلون بقدرة مصر على جمع التمويل اللازم للتكيف المناخى ، ويجعلنا متفائلون بإمكانية إيقاف الأضرار والخسائر خاصة تلك التى تلحق بالدول الأفريقية.
واختتم قائلا: "الأمم المتحدة لديها ثقة كبيرة فىقدرات الدولة المصرية خلال رئاستها لأعمال المناخ ، وما سوف تحققه من نتائج لم نحققها من قبل بشأن تلك القضية التى أصبحت محوية لحياة الإنسان".
وتستضيف مصر قمة المناخ cop27 بشرم الشيخ في الفترة بين 6 إلى 18 نوفمبر الجارى، والتي تعتبر أكبر وأهم قمة على مستوى العالم، لمناقشة مصير كوكب الأرض وإنقاذه من التدهور والانهيار، ليعود دور مصر الرائد والتاريخى فى تنظيم مؤتمرا يعول عليه العالم كثيرا في إنقاذ البشرية من آثار التغير المناخى المدمرة،والمساهمة في إنقاذ البشرية.
ويشهد مؤتمر الأطراف cop27 مشاركة دولية واسعة من مختلف أنحاء العالم، حيث يشارك أكثر من 120 من قادة الدول ، وبحضور ممثلين من نحو 197 دولة، بما يقارب 40 ألف مشارك من أنحاء العالم ،وعشرات المنظمات الدولية والإقليمية، للمشاركة فى المفاوضات السنوية بشأن تغير المناخ، بهدف مناقشة المضى قدما فى الحد من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية والتكيف مع تداعياتها، كما تحظى القمة بتغطية إعلامية عالمية مكثفة بتواجد أكثر من 3000 إعلامى يتابعون فعاليات القمة بكل لغات العالم.
وتسعى مصر، التي عززت خلال السنوات الماضية خططها نحو التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ باعتباره يشكل تهديدا وجوديا، على تهيئة الأجواء لحث جميع الأطراف على تعزيز الثقة المتبادلة والتي يمكن من خلالها تحقيق النتائج التي تتطلع إليها الشعوب فيما يتعلق بمواجهة أزمة تغير المناخ وتفادي كوارثها المدمرة.
ويهتم مؤتمر cop27 بتعزيز البعدين الإقليمى والمحلى للعمل المُناخى من خلال مبادرتين غير مسبوقتين، وهى مبادرة المنتديات الإقليمية الخمسة التى تمت بالتنسيق مع الأمم المتحدة وأسفرت عن نحو 400 مشروع إقليمى على مستوى العالم، حيث سيتم عرض 60 منها خلال مؤتمر شرم الشيخ لبدء التنفيذ الفعلى لها، ومبادرة المشروعات الخضراء الذكية التى أطلقتها الحكومة المصرية، وسيتم عرض نتائجها خلال المؤتمر كنموذج لتوطين العمل التنموى والمُناخي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة