سطر أهالي قرية محلة أبو على التابعة لمركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، ملحمة تؤكد على الترابط والمعدن الاصيل، والوقوف على قلب رجل واحد وقت الشدة، بعد أن ضربوا مثالا في الشهامة ووقفوا وقفة رجل واحد لاغاثة سيدة احترقت شقتها بالكامل بما فيها من جهاز نجلتها بعد أن أقدم الزوج على اشعال النيران في الشقة باستخدام بنزين انتقاما من زوجته وأتت النيران على جميع محتويات الشقة.
وفور علم مجموعة من شباب القرية، تسابقوا في مساعدة الأم ونجلتها وتواصلوا مع رجال الأعمال وأهل الخير وخلال 10 أيام قاموا بتوفير سكن بديل للأم مجهز بعفش كامل وشراء جهاز عروسة كامل لنجلتها .
يقول السيد أبو سلام من أهالي القرية وأحد المشاركين في جمع المساعدات للأم ونجلتها لـ"اليوم السابع"، أن هناك عادة في أهل قريتهم كأهل وهي في حالة حدوث حريق في شقة سكنية، يقومون بتشكيل لجنة لفحص الحالة بالتنسيق مع جيران الأسرة المتضررة من الحريق ، مشيرا أن اللجنة ضمت في عضويتها كلا من السيد أبو سلام ومحمد جمعة وعادل الفقي وحسام شبند، وتم التوجه لمكان الحادث وجمع معلومات عن المتضررين من الحريق وحجم الخسائر الناجمة عن الحريق تمهيدا للتواصل مع رجال الأعمال وتوفير مستلزمات بديلة للتي فقدوها في الحريق.
وأوضح أن صاحبة الشقة سيدة لديها 5 أطفال وزوجها متزوج من سيدة أخري ويعيش مع الزوجة الثانية في مدينة المحلة ، وتعمل الأم المتضررة ونجلتها في أحد المصانع، وتكافح من أجل تجهيز نجلتها للزفاف.
وأشار أن الزوج المتهم ذهب لهم وتناول معهم وجبة الغداء وتوجهت زوجته للعمل وطلب من ابنه شراء زجاجة بنزين وقام باشعال النيران في الشقة وأغلق الباب وانصرف من مكان الحريق، وأتت النيران على عفش الشقة وجهاز العروسة بالكامل، وـلقت المباحث القبض على المتهم.
وأضاف أن الظروف المادية للأسرة صعبة، حيث تعمل الأم ونجلتها عاملات تنظيف في مصنع بمقابل مادي بسيط، وتكافح لتجهيز نجلتها منذ سنوات طويلة.
وأوضح أنهم رصدوا الخسائر الناجمة عن الحريق على الطبيعة والتي نتج عنها تأكل العفش بالكامل وسقوط الخرسانة وكانت الأسرة تنام على الأرض في بير السلم، وتم التحرك سريعا لاستئجار شقة أخري لها ولأطفالها، وتم توفير غرفة نوم وغرفة نوم أطفال والمطبخ بالكامل من بوتجاز وأغراضه، وغسالة وفرش الشقة فرش كامل بحيث تكون جاهزة للاقامة فيها بفضل جهود أهل الخير ورجال الأعمال بالقرية.
وأشار أنه بعد الانتهاء من تجهيز شقة الأم تم البدء في تجهيز العروسة بالجهاز، وتسابق أهل الخير على المشاركة في تجهيز العروسة، حيث تكفل أهل الخير بشراء جهاز العروسة بالكامل والأجهزة الكهربائية من غسالة وشاشة وبوتجاز وثلاجة وأدوات منزلية بما يقرب 20 ألف جنيه وملابس العروسة وفرش ، مثلما نجهز به أي اخت لنا.
وأكد أن العروسة جاهزة للزفاف في أي وقت بفضل الله وبفضل تبرعات أهل الخير الذين وقفوا على قلب رجل واحد، واستقرت حياة الأسرة مرة أخرى وعادت الأم ونجلتها لعملهن بالمصنع مرة أخرى، وتخزين جهاز العروسة في مخزن بعيد عن الشقة لصغر مساحتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة