الفوضى الداخلية فى رواية آنى إرنو الثانية.. كيف عبرت عن عالم المراهقة؟

الأحد، 09 أكتوبر 2022 06:00 ص
الفوضى الداخلية فى رواية آنى إرنو الثانية.. كيف عبرت عن عالم المراهقة؟ آنى أرنو
كتب عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعد رواية Ce qu'ils disent ou rien أو "افعل ما يقولون أو لاشيء" التى نُشرت في الأصل عام 1977، الرواية الثانية للمؤلفة الفرنسية الشهيرة "آني إرنو" وتدور أحداث الرواية في بلدة صغيرة في نورماندي بفرنسا وتحكي قصة فتاة تبلغ من العمر خمسة عشر عامًا تدعى آن تعيش مع والديها من الطبقة العاملة.
 
وقد استخدمت الكاتبة الفرنسية الحائزة على جائزة نوبل فى الرواية التى ترجمت إلى الإنجليزية بعنوان "do what they say or else"، اسم "آن" للإشارة إلى أنها قصتها الشخصية أو أنها على الأقل معبرة عما اعتمل فى داخلها حين مرت بالمراهقة.
 
القصة، التي تدور أحداثها خلال صيف وخريف انتقال آن من المدرسة الإعدادية إلى المدرسة الثانوية ، يتم سردها بأسلوب تيار الوعي حيث تلتقط إرنو صوت فتاة تعيش المراهقة وتعبر من خلاله عن ملاحظاتها الشديدة بأسلوب عامي للغاية.
 
مع تقدم الرواية وتطور مشاعر آن تجاه والديها وتعليمها تنمو آن لتصبح شخصية أكثر نضجًا ولكن أيضًا أكثر تعارضًا وتعاسةً، تاركة وراءها براءة سنوات دراستها الإعدادية، حيث لا يتعين عليها فقط أن تتنقل في الإشارات المربكة التي تتلقاها من الأولاد، ولكنها تجد نفسها أيضًا تتحرك بعيدًا أكثر فأكثر عن والديها لأنها تتجاوز مستواهم التعليمي ونظرتهم للعالم.
 
تُروى هذه الرواية الثانية المضحكة في بعض الأحيان من منظور فتاة مراهقة بنبرة انتقامية واستنكار للذات تتراوح من العامية إلى المبتذلة الصريحة.
 
تقول آنى إرنو فى إحدى مقاطع الرواية لتصف حوارات العائلة مع البطلة آن: "قالت خالتي: هل فقدت لسانك يا آن؟ كنت أكثر ثرثرة من قبل. لقد فقدت لغتهم بالأحرى. كل شيء في داخلي فوضوي، ولا يتناسب مع ما يقولونه".
 
ما يلفت النظر فى الرواية هو أسلوب آنى ارنو الذي يصفه النقاد بالوثائقى إذ لا تتحرى الصنعة أبدا في أى مقطع أدبى، فضلا عن ذلك تستخدم العامية وتعبيرات الشارع  بما فى ذلك التعبيرات التى يصفها الناس بالمبتذلة كما تميل بالإضافة إلى ذلك لإظهار المشاعر الحقيقية مهما بدت استنكارية أو انتقامية أو غاضبة أو مخالفة لقواعد المجتمع، إنه ما يمكن القول عنه تعبير خام عن الذات، وكأنها أرادت القول إن هذا هو الأدب الحقيقي.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة