أكرم القصاص

مستقبل الصحافة فى عصر الموبايل.. سؤال منتدى الإعلام العربى

السبت، 08 أكتوبر 2022 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مستقبل الإعلام هو السؤال الرئيسى الذى طرحه منتدى الإعلام العربى، فى دبى، وجرت مناقشته على مدار يومين فى جلسات متعددة تناولت واقع الإعلام - بكل أشكاله - فى ظل التطور التكنولوجى المتسارع، وسط حضور مؤثر من كل الاتجاهات من الدول العربية والخارج، لطرح القضايا التى تفرض نفسها على الإعلام، المناقشات كشفت عن انشغالات وهموم واحدة لدى القائمين على الإعلام فى العالم العربى، بل لإن هناك ظلال لهذه التساؤلات فى العالم كله.
 
وقد شاركت وعدد من الإعلاميين، من مصر والعالم العربى، فى جلسات متعددة تناولت الإعلام المرئى، والصحافة فى العصر الرقمى، وقلت إنه فى كل الأحوال فإن ما شهدته صناعة الصحافة على مدار قرنين، يشير إلى أن الصحافة استفادت من التقدم التكنولوجى، فى الطباعة، بل وحتى بعد ظهور الإذاعة ثم التليفزيون، كانت عوامل تدعم انتشار الصحف وتتفاعل معها، ومع التطور التكنولوجى فى مجال الحاسب، استفادت الصحافة ووفرت الوقت والجهد فى الجمع والنشر والطباعة، بل وحتى الإنترنت ساهم فى سرعة نقل وترتيب وتبويب وتسريع عمليات النشر والطباعة، وقبل 30 عاما، لم تكن هناك صحف إلكترونية، لكن كانت هناك علامات على حجم التغير فى النشر والعرض والبث، بالشكل الذى أسهم فى تسهيل قيام الصحافة الرقمية بشكلها الحالى. 
 
بالطبع فإن مستقبل الإعلام يشغل كل العاملين فى المجال، خاصة فى ظل التداخل والتقاطع، بين الصحافة والإعلام كمنصات معروفة رقمية، وبين مواقع التواصل الاجتماعى، التى أصبحت طرفا فى المشهد، وتشترك فى أشياء مع الصحافة الإعلام، وتختلف فى أخرى، لكنها - فى الواقع - تؤثر وتتأثر بالصحافة والإعلام، لكن مواقع التواصل بالتأكيد لها أهدافها وسياقاتها، وتفرض الكثير من المظاهر على المجتمع، ومن هنا يخلط البعض بين الصحافة والإعلام عموما، وبين مواقع التواصل الاجتماعى، التى تحولت إلى جزء مساهم فى الأخبار، من خلال ما يتم نشره من المواقع الصحفية والمنصات، لكن هناك أخبارا أو معلومات أو حتى شائعات، تجد طريقها إلى مواقع التواصل من دون أن يكون لها أصل على المواقع الإخبارية أو الصحفية.
 
والواقع أن هناك نقاشا مستمرا بين صناع المحتوى فى المنصات الرقمية الصحفية والفضائية، وبين مواقع التواصل والشركات الكبرى، التى تسعى لفرض قواعدها وتدعم الأفراد أكثر من المؤسسات، وعلى سبيل المثال فإن جوجل يفرض أشكالا لصياغة الأخبار والمواد الصحفية الرقمية بطريقة ربما لا تتناسب مع القارئ، لكنها تتناسب مع خوارزميات البحث، وفيس بوك يستفيد مما تنشره الصحف الرقمية والمحتوى، بينما منتجو المحتوى أنفسهم لا يستفيدون بالقدر ذاته.
 
فى فبراير 2021 نشبت معركة بين «فيس بوك» والحكومة والناشرين فى أستراليا، بدأت بمطالب من الناشرين والحكومة لمنصات التواصل الاجتماعى، خاصة «فيس بوك» ومحرك البحث «جوجل»، بدفع مقابل للمحتوى الذى تنشره من منصات الأخبار، ورفض العملاقان فى البداية، ثم استجابت شركة «جوجل»، ووافقت على التفاوض، لكن شركة «فيس بوك» رفضت وصعدت إجراءاتها ومنعت نشر الأخبار من المؤسسات والأفراد، وحدث نوع من التفاوض لحل وسط، قبلها كان كبار صناع المحتوى فى أوروبا قد طالبوا بعوائد عما ينتجونه، كنسبة مما تحصله مواقع التواصل من عوائد إعلانية.
 
عربيا هناك مساع للتوصل إلى سياقات يمكن للمواقع والصحف الرقمية أن تحصل على عوائد، لكن الواقع أن منصات التواصل تدعم المحتوى الفردى، وتفكر فى استراتيجيات تمكنها من الاستغناء عن المحتوى الإخبارى. 
 
وقلت فى «جلسة مستقبل الصحافة الرقمية»، بمنتدى الإعلام العربى، إن المؤسسات الصحفية عليها أن تسعى إلى عمل جماعى محليا وإقليميا، مع دراسات وأبحاث للتعرف على ما يمكن تقديمه فى عصر لا يتوقف عن التحول، وإذا كانت الصحافة غيرت من أشكالها، وأصبحت تستفيد من التقنيات فى تدعيم المنتجات الإخبارية بالفيديو والصورة، وإذا كانت الصحف الورقية تتراجع، فإنها تصدر فى أشكال جديدة، رقمية أو على تطبيقات القراءة، بما يعنى أنها تستمر بأشكال جديدة، ثم إن هذا التحدى لا يتعلق فقط بالصحافة، لكنه يدخل فى الفضائيات والقنوات، حيث أصبح الموبايل هو النافذة الأهم، التى يذهب إليها المشاهد، ليتابع البرامج أو المواد الإخبارية أو حتى الدراما، وهو ما يجعل السؤال مطروحا على مدى أوسع.
p.8

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة