الترشح العربى لنوبل.. معارك المثقفين على السوشيال ميديا

السبت، 08 أكتوبر 2022 06:00 م
الترشح العربى لنوبل.. معارك المثقفين على السوشيال ميديا نوبل
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع كل إعلان للفائز بجائزة نوبل في الأدب من كل عام، تثار موجة كبيرة من الجدل حول استحقاق أدباء مصريين أو عرب للجائزة الأرفع عالميا، وعن سبب تجاهل الجائزة لكل إبداعات الناطقين بلغة "الضاد" بعد فوز الأديب العالمى نجيب محفوظ بالجائزة منذ 34 عاما.
 
لكن يبدو أن الجدل هذا العام تحول إلى خلاف على وسائل السوشيال ميديا، حيث رشح البعض شاعرا كبيرا مثل الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى، باعتباره أحد الذين يستحقون جائزة نوبل، وقابله آخرون بخلاف إذ رأوا أن الشاعر والمفكر السورى الكبير أدونيس هو أكثر عربى يستحق الجائزة.
 
الجانب الآخر كان هناك خلاف من نوع آخر، حول مدى معرفة الغرب ولجان الجائزة بالمبدعين العرب من الأساس، وهل الكتاب الذين يحصلون على الجائزة ولا يعرفهم أغلب الجمهور العربي، هم مجهولون بالفعل، أم عدم وصول إبداعتهم إلى المنطقة العربية جعلهم غير معروفين لنا على الأقل؟
 
عبد المجيد
 
الأديب الكبير إبراهيم عبد المجيد، كتب على حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "المفارقة أو النكتة مش مشكلة في جائزة نوبل كل سنة أن أصدقائنا من الكتاب العرب يتباكون أو يتحدثون بدون بكاء عن جدارة بعض الأسماء العربية بنوبل، والكتاب المصريون يتحدثون عن جدارة أسماء أجنبية غير عربية بنوبل ولا أحد من الجميع يذكر اسم كاتب مصري واحد جدير بجائزة نوبل، وأحب أضيف أن كلامي مش عنصري ولا حاجة فأنا أحب الجميع ولا أقصد نفسي أبدا لأن فيه أكثر من كاتب أو شاعر يستحقها وبشكر كل اللي علق وقال أني استحقها لكنها ملحوظة مكررة في السنوات السابقة بتخليني اسأل هي مصر دي مافيش حد بيسأل عليها لا من برة ولا من جوة. طيب اللي برة ممكن يكون معذور لأنه شايف اللي حواليه أكثر لكن ليه اللي جوه مش شايف، عموما شكلي حاكتب مقال عن الظاهرة دي وعن المصريين اللي يستحقوا الجايزة، مع احترامي للجميع".
 
 
شعبان يوسف
 
بينما قال الناقد الكبير شعبان يوسف: "تظل ظاهرة استبعاد الأدباء العرب من جائزة نوبل، ظاهرة محيرة، وظالمة بشكل واضح ومتعسف، لأن مش معقول منذ فوز محفوظ بها، لا يوجد أديب عربى يستحقها، رغم استحقاق إنى آرنو هذا العام".
 
جمال بدومة
 
أما الشاعر المغربى جمال بدومة، فكتب قائلا: "بين الحظّ والعبقرية!.. إذا فزت بالجائزة أنت واحد من ثلاثة: عبقري أو محظوظ أو وصولي، لكن اسمك لن يخلّد في تاريخ الأدب، لحسن الحظ، حتى لو ربحت كل جوائز عصرك، ماعدا في الحالة الاولى: اذا كنت عبقريا. آني إيرنو روائية كبيرة، لكنها ليست الأهم بين الكتّاب الأحياء بكل تأكيد، يمكن أن نحشرها في خانة المحظوظين، لأنها استفادت من التوجه الجديد لنوبل، كما فرضته موجة "مي تو"، في أعقاب فضيحة التحرش التي هزت الأكاديمية وأدّت إلى تعليق الجائزة عام 2018.  كما أسعفها الحظ الذي أدار ظهره لآخرين.
 
وأضاف "بدومة": "لقد هبت رياح  العصر على نوبل للآداب وبات همها الأول، في زمن المناصفة، هو تدارك الفجوة بين الكتاب والكاتبات في سجل الفائزين (99 رجلا مقابل 17 امرأة)، هكذا توّجت ثلاث نساء في الأربع سنوات الأخيرة: الروائية البولندية أولغا توكارتشوك عام 2019 والشاعرة الامريكية لويز غلوك عام 2020 وأني إيرنو عام 2022…الجوائز تخضع للحسابات الظرفية، وتتبع الموضة والمواضعات، بينما الإبداع سباحة عكس التيار، لذلك نادرا ما يتوّج العباقرة، لأنهم مزعجون، ويكتبون بالمكانس والمطارق، في وقت يسعى فيه منظمو الجوائز إلى تحقيق أهداف سياسية أو تجارية أو دعائية..معظم العباقرة يمرّون من الشوارع الخلفية لعصرهم، ويحتاجون الى وفاة مزدوجة كي يحظوا بالاعتراف: موتهم الشخصي وموت العصر الذي عاشوا فيه".
 
الطيب
 
فيما قال الروائى الكبير طارق الطيب: "نحن في عالمنا العربي لا نعرف على الأقل 90% من كُتّاب العالم الواسع (90.000 كاتب مثلا). نسبة ال 10% (10.000 كاتب مثلا) التي نسمع عنها أو نعرفها بكل اللغات، مترجم منها إلى العربية أقل من 1% (100 كاتب مثلا سنويا، بمنتهى التفاؤل). هذا العدد (100 كاتب) هي التي نعرفها من كل هذا الإبداع العالمي. يعني ستكون معرفتنا لكتاب العالم، تقريبا 100 كاتب سنويا من مجموع 100.000 كاتب، ومع ذلك هناك في مجتماعاتنا العربية من يشتم ويسب ويلعن في اسم كل كاتب لا يعرفه أو كاتبة (من ال 99.900)، فاز أو فازت بجائزة غربية، ليس لنا فيها ناقة ولا كلب!".
 
المتيم
 
وردا على الخلاف الدائر حول أحقية كلا من الشاعرين الكبير أحمد عبد المعطى حجازى وأدونيس، قال الشاعر محمد المتيم: "بكل صراحة، وإذا أردنا للآخر أن يحترمنا، ككتاب عرب تجاه العالم، وكمصريين تجاه الأشقاء العرب، لا بد أن نوقف المد الشوفوني البغيض والجاهل في الوقت نفسه. شهدتُ قبل سنين مناكفات بين مصريين وعراقيين حول ثنائية أمل دنقل والسياب، وأنا نفسي أرى شعر دنقل أجود من السيّاب، وللسياي فضل في الريادة لا يُنكر، وحول ثنائية شوقي والجواهري، وأنا نفسي أرى علو كعب شوقي على الجواهري، وكنت أندهش ألا يُقر العراقيون بذلك!
 
وأضاف "المتيم": "ومع هذا، جرى في النهر ماء كثير، سكنتُ معه إلى ارتفاع الشعر فوق الشعراء، وأن كل شاعر كيان مستقل بذاته وتجربته، وأن روافد الشعر العربي متعددة تريد الثنائيات في غفلة منا اختزالها في تجارب بعينها... إلخ. لكن عندما يدور الحديث حول المنجز العام لا النصوص الشعرية وحدها، فلا أحد -عربياً- اليوم يناطح جبلاً اسمه أدونيس، ومحاولة تدشين الأستاذ عبد المعطي حجازي كأيقونة العرب الشعرية فقط لأن الصوت المصري هو الصوت الأعلى فهذا لغط... تذكروا أنه عندما أنجز أدونيس مشروعه "الثابت والمتحول" عام 1972، كان الأستاذ حجازي بالكاد يخط ديوانه الرابع "مرثية العمر الجميل".
 
الأمر ليس فقط على مستوى غزارة الإنتاج، بل على مستوى الكم والكيف والتنظير والارتباط بالتراث وخوض غماره، وحرث الأرض ليزرع القادمون، والحضور العالمي بشرعية البحث الجاد لا المقالات العابرة... كل هذا لا الأستاذ حجازي ولا غيره يمكن أن يباري فيه أدونيس، ومحاولة المقارنة بين الاثنين عند الحديث عن نوبل أو غيرها، هو بمثابة أن تضع صحفي مثقف في مواجهة دائرة معارف متحركة.
 
إذا لم تتوقف نعرة الشوفونية هذه فلا قرأنا ولا تعلمنا ولا قدمنا ما نحترمه ولا قدمنا ما نُحترم لأجله، وأستغفر الله لي وحدي






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة