وذكرت الوكالة - في سياق تقرير نشرته قبل قليل - أن الدمار الذى خلفه "إيان"، أدى إلى تفاقم معاناة الأشخاص الذين كانوا يعانون بالفعل من ندرة ونقص الإمدادات في السنوات الأخيرة. فيما ظهرت صور لجنود يصلحون أسقف المنازل المدمرة في العاصمة هافانا ويرفعون أعمدة الكهرباء تحت أشعة الشمس الحارقة، بينما يقوم المعلمون بإخراج الكتب المدرسية المبتلة ويطبخ السكان فوق حرائق الخشب في لا كولوما، وهي مدينة صيد وصناعة على الساحل الكوبي تعرضت للجزء الأكبر من الإعصار.


وأفادت الوكالة بأن 15% فقط من سكان مقاطعة بينار ديل ريو الغربية لديهم كهرباء، بينما اختفت الأضواء بشكل شبه كامل في لا كولوما، وهي بلدة يبلغ عدد سكانها حوالي 7000 نسمة وتقع على بعد 125 ميلا (200 كيلومتر) جنوب غرب هافانا، وأضافت "أن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر عن شبكة الكهرباء الهشة بالفعل في كوبا كان من بين أسباب أكبر الاحتجاجات الاجتماعية التي اندلعت في الجزيرة منذ عقود، وكان ذلك في يوليو 2021؛ حيث سئم الآلاف من الناس من انقطاع التيار الكهربائي ونقص السلع التي تفاقمت بسبب وباء كورونا والعقوبات الأمريكية، في جميع أنحاء البلاد.

وقد أدى وصول إيان مؤخرا إلى مقتل ثلاثة أشخاص، وتدمير ما يقرب من 63 ألف منزل في مقاطعة بينار ديل ريو، بعدما ضرب الإعصار البلاد الواقعة في منطقة البحر الكاريبي برياح بلغت سرعتها أكثر من 125 ميلا في الساعة (200 كم / ساعة) في 27 سبتمبر الماضي. الأمر الذي لم يؤثر فقط على بينار دي ريو، ولكن أيضا على مقاطعات أرتيميسا ومايابيك وهافانا؛ حيث تم إجلاء أكثر من 30 ألف شخص قبل وصول الإعصار.


وإلى جانب الأضرار التي لحقت بالمنازل والبنية التحتية للطاقة والصناعة، قدرت وزارة الزراعة الكوبية أن إيان أتلف 8.583 هكتار (21.210 فدان) من المحاصيل في المقاطعات الثلاث، خاصة محاصيل الموز والكسافا والبطاطا الحلوة والذرة والأرز والطماطم. وأخيرا، أبرزت "أسوشيتيد برس" أن الناتج المحلي الإجمالي لكوبا انخفض بنسبة 11% في عام 2020 بسبب تداعيات الوباء وارتفع بنسبة 2% فقط في عام 2021. ولم تتعاف السياحة من شلل قيود السفر المرتبطة بمكافحة كوفيد-19 فيما استمرت العقوبات الأمريكية التي تضغط من أجل التغيير السياسي في الجزيرة في الضغط على اقتصادها.