لا يستطيع الإنسان أن يعيش بمفرده في الحياة، لذلك يبحث طوال الوقت عن أحد يؤنس وحدته ويدعمه طوال الوقت، ويسانده في أوقات الشدة والضيق، ويكون بمثابة أخ لم تلده أمه، ليستحق أن يطلق عليه لقب الصديق الصدوق، أو كما يطلق عليه مصطلح باللغة الإنجليزية" best friend "، وبالبحث في مجتمعنا المصرى نجد الكثير من الأشخاص الذين ضربوا أروع الأمثلة في علاقات الصداقة، وأخلاقنا الجميلة التي نشأنا عليها في مجتمعنا، وهؤلاء قابلناهم على أرض الواقع ونتعرف عليهم في هذا التقرير.
فاطمة وراوية علاقة صداقة فرقتها المحافظات "40 سنة" وجمعهم "الفيس بوك"
تفاجئنا الدنيا بأحداثها ومشاكلها لتلهينا بعض الوقت لكنها لا تستطيع أن تنسينا أعز الناس في حياتنا، وهذا ما حدث مع فاطمة زاهر البالغة من العمر 64 عاماً وحاصلة على دبلوم تجارة، التي برغم مرور السنوات ومشاكل الحياة اليومية، إلا إنها لم تنسى يوماً صديقة مرحلة الصبا راوية طه، التي تعرفت عليها أثناء دراستها في المدرسة الثانوية التجارية بحى العباسية، ونشأت بينهما العديد من الذكريات الجميلة، التي لم تستطيع أن تنساها، لذلك دفعها الحنين لها بحث نجلة شقيقتها في البحث عن صديقتها عبر مواقع التواصل الإجتماعى، من خلال نشر صورتها وبعض المعلومات التي تتذكرها عنها، ويشاء القدر أن يجتمعان معاً مرة أخرى بعد غياب.
الصديقتان
البوست المنتشر
وتحدثت فاطمة زاهر، لـ" اليوم السابع"، عن صديقتها راوية قائلة :" أنا و راوية كنا بنروح المدرسة سوا ونروح سوا، وكنا صحاب أوى لدرجة لو روحت المدرسة وألاقيها غايبة أروح، وكذلك لما أروح الدرس الخصوصى وماتروحش أروح برضه، لأننا كنا مع بعض طول الوقت، وأفتكر كمان أجمل وقت كنا بنقضيه مع بعض في الجنينة اللى جانب المدرسة، اللى كنا بنقعد نتكلم فيها عن مشاكلنا وحياتنا، وكنت بروح أزورها في البيت وأذاكر معاها وهى كذلك".
راوية
تتذكر فاطمة كيف أفترقت عن صديقتها، حيث قالت :" أتجوزت في المنصورة وهى أتجوزت في الشرابية، واتقابنا مرة واحدة بس بعد ما أتجوزت وبعدها بقالنا 40 سنة ماشوفناش بعض، بسبب مشاغل الحياة والمسافة ووحشتنى أوى لدرجة إنى نفسى أقابلها وأخدها في حضنى ونتكلم عن ذكرياتنا الجميلة وأيام المدرسة".
صورة أخرى
والمفارقة في قصة الصديقتان هي إنهما أنجبا ولد وبنت وأطلقوا عليهم نفس الأسم وهو وائل وولاء ورغم إنهما لم يحلمان أو يتفقان على أسامى محددة لأطفالهم، وتابعت فاطمة حديثها قائلة :" معرفتش أتواصل معاها طوال الـ40 سنة وحاولت أوصلها بأى طريقة كل ما أنزل القاهرة لكن معرفتش لحد ما فكرت أقول لبنت أختى تنشر صورتها يمكن أعرف ألاقيها، وفعلاً نزلنا بوست وبنت أخت راوية شافته وتواصلنا معاها، وناويين نتقابل قريب وأتكلمت معاها فيديو كول كتير وتليفونات ".
الشات الذى بين نجلة شقيقة راوية ونجلة شقيقة فاطمة
صورة أخرى من المحادثة
عم صبرى وسيد صداقة عمرها 60 سنة ولسه الود موصول والجوابات بينهم مش بتنقطع
وليست فاطمة وراوية استطعنا أن يضربان مثلاً في الصداقة، فالحاج سيد أمين والحاج صبرى فوزى علاقة صداقتهما عمرها، 60 عامًا، ومستمرة حتى الأن، وبدأت علاقتهما بجيران بإحدى قرى محافظة أسيوط، وتعرف على بعضهما منذ طفولتهما، والتحقا سوياً بنفس المدرسة الابتدائية، وفرقتهما الأيام بعد ذلك، حيث اضطر سيد للانتقال من أسيوط والتوجه إلى الإسكندرية، بسبب ظروف عمله، لكن بعد المسافات لم يؤثر على صداقتهما، حيث كان يحرص صبرى الذى كان يعمل سائقا نقل لإحدى شركات الزيوت بخط إسكندرية بأسيوط على زيارة صديقه سيد أسبوعيًا و مراسلته وكذلك التواجد معه فى المناسبات.
عم صبرى وسيد
وعن سبب قوة علاقة الصداقة بينهما قال سيد لـ"اليوم السابع": "الإخلاص والاحترام هما سبب قوة الصداقة بينا واستمرارها ".
شجن وأصدقاؤها يوزعون وجبات الطعام على المحتاجين والمرضى
لم تجتمع شجن التي تعمل معلمة بأصدقائها فقط في المناسبات المختلفة والأماكن الترفيهية، بل أجتمعت معهم أيضاً في حب الخير، حيث تشارك الفقراء والمحتاجين والمرضى الفقراء خاصة مرضى كورونا، ويجمعون الأموال لشراء الأطعمة لهم وطهيها وتوزيعها عليهم.
توزيع الطعام على المحتاجين
وتحدثت شجن زين، خريجة تربية بيولوجى عين شمس، وتعيش بمحافظة الجيزة، عن نشاطها الخيرى هي وأصدقائها، حيث قالت لـ"اليوم السابع": " عملت مطبخ خيرى من بيتى وبطلع وجبات مجانية للمحتاجين ونفذت فكرتى من خلال جروب على "الواتس أب"، وجمعت فيه أصحابى وكل واحد منهم بيتبرع باللى يقدر عليه وبنوزع الأكل علي الحالات المحتاجة بمنطقتى ".
حنان وداليا صديقتان يصممان حقائب صديقة للبيئة
ولأن العالم يعانى من أثار التلوث ويتوجه إلى تطبيق منهج الاستدامة، قررت حنان رشوان وصديقتها داليا فتاح، تصميم حقائب صديقة للبيئة ليشاركوا في الحفاظ عليها.
حقيبة من تصميم حنان وصديقتها
تحدثت حنان رشوان، خريجة كلية التجارة جامعة عين شمس، عن مشروعها هي وصديقتها، حيث قالت لـ" اليوم السابع": "كنت بشتغل في شرم الشيخ في شركة سياحية و رجعت القاهرة ولفت نظرى وجود كميات كبيرة من الأكياس البلاستيك في الشوارع ملقاة في القمامة، وعملت سيرش عن الأكياس البلاستيك وأضرارها وفكرت في بديل للكيس البلاستيك وهو شنطة قماش ونفذت الفكرة أنا و داليا صاحبتي واستخدمنا كل أنواع القماش وقدرنا نعمل شنطة شيك ومتينه جداً و بتشيل أي كمية من المشتريات وبتتغسل في الغسالة ".
حقيبة أخرى من تصميم حنان وصديقتها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة