دينا شرف الدين

"قصة محارب تمنى الشهادة"

الخميس، 06 أكتوبر 2022 07:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بما أننا بأيام احتفالات ذكري عيد نصر أكتوبر 1973 المجيدة، وكما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته بالندوة التثقيفية لحرب أكتوبر، أنه علينا جميعاً الاحتفاء بكل الأبطال الذين شاركوا في هذه الملحمة العظيمة التي ستظل تتصدر صفحات تاريخنا، ليتعلم منها جيل بعد جيل معنى الانتماء والوفاء و الفداء للوطن.

 

سأروى لحضراتكم قصة محارب تمنى الشهادة في كل لحظة، لكن شاء المولى عز وجل أن يطيل بعمره، ليروى لنا قصة من أهم قصص البطولات التي سجلتها القوات المسلحة المصرية بحرب أكتوبر، والتى سأنقلها عنه وروايته الشخصية:

 

قصة تنظيم كمين ضد رتل مدرع للعدو الإسرائيلي، شرق بورفؤاد، يوم 15 أكتوبر 1973.

بطل القصة: فرد من أفراد القوات المسلحة المصرية.

- التحق بالكلية الحربية عام 1971، وتخرجت فى الأول من يناير عام 1973م.

- خدم بوحدات الصاعقة فور تخرجه وشغل، جميع الوظائف حتى قيادة الوحدة 999 قتال.

- الخدمة بهيئة عمليات القوات المسلحة.

- الخدمة بإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع.

- إحالة للتقاعد فى الأول من يوليو 2005 برتبة لواء أركان حرب.

      

المؤهلات العلميه العسكرية:

  - ماجستير علوم عسكرية.. كلية القادة والأركان

 - دكتوراه علوم عسكرية "كلية الحرب العليا" أكاديمية ناصر العسكرية.

 

الأوسمة والانواط وشهادات التقدير

- وسام الجمهورية من الطبقة الثانية .

- وسام تحرير الكويت.

- نوط الواجب العسكرى .

- نوط التدريب.

- نوط الخدمة بقوات الامم المتحدة.

- شهادة تقدير من قائد قوات حفظ السلام بسيناء.

- شهادة تقدير سيادة المشير حسين طنطاوى

القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع    

والنتائج الحربى .

 

و حسب رواية بطل القصة اللواء أركان حرب: علي حلمي سليمان خطاب

 

قصة تنظيم كمين ضد رتل مدرع للعدو الإسرائيلي شرق بورفؤاد، يوم 15 أكتوبر 1973.

- اندلعت شرارة السادس من أكتوبر 1973، ولازالت الكتيبة 103 صاعقة بمنطقة التمركز بغرب القاهرة، ضمن المجموعة 139 صاعقة "احتياطى قيادة عامة"، جاهزة لتنفيذ أى مهام تكلف بها ورجالها كلهم فى لهفة، واشتياق لملاقاة العدو.

- صباح يوم 11 أكتوبر 1973 أعيد تمركزها بمدينة بورسعيد، باحتلال الأدوار الأرضية للمنشآت الواقعة بشوارع متفرعة من الشارع الرئيسى بالمدينه "شارع محمد على".

- كانت سعادة الملازمين أحمد عادل وعلى حلمى، لا توصف لتحقيق رغبتهم الالتقاء بزميلهم ودفعتهم الملازم محمد عبد الحميد صالح المكلف بمهمة الدفاع الأرضى بفصيلته عن القاعدة البحرية ببورسعيد، وقررنا الذهاب إليه صباح يوم 12 أكتوبر.

- ليلة 12 أكتوبر تعرضت مدينة بورسعيد لقصف جوى، استهدف القاعدة البحرية، واستشهد "محمد" وآخرون. وزاد اشتياقنا لملاقاة العدو.

- صباح يوم 14 أكتوبر تم تخصيص المهمة للكتيبة كالآتى:

* قوة السرية الثانية بقيادة الرائد محمود حنفى عرابى، تهاجم النقطة القوية من اتجاه الجنوب عبر الملاحات، تعاونها عناصر من اللواء 135 مشاة من اتجاه الغرب عبر مدينة بورفؤاد.

* السرية الثالثة بقيادة النقيب يسرى العشماوي ومعها فصيلة صواريخ مضادة للدبابات، دعم قيادة وحدات الصاعقة.

* فصيلة مهندسين عسكريين من الكتيبة 103 صاعقة، 2 ضابط من قيادة قطاع بورسعيد لإدارة نيران مدفعية القطاع حالة طلبها، بمهمة منع تقدم العدو شرقا لنجدة النقطة القوية.

*تمام استعداد السرية بمنطقة الكمين يوم 15 أكتوبر.

 

- بعد إفطار يوم 19 رمضان الموافق 14 أكتوبر تحركت السرية من بورسعيد إلى بورفؤاد عبر المعدية، لتصل إلى نقطة البدء جنوب النقطة القوية خارج مرمى نيرانها.

تجمع أفراد السرية والإبتسامة تعلوا شفاههم، وهم مدركون تماما أنهم مقبلون على معركة  تشتعل نيرانها، وبصوت أجش ونبرات حادة تبعث ثقة القائد فى رجالة قائلا:

"على بركة الله يا رجالة إن شاء الله النصر حليفنا".

- وما إن وضعنا أقدامنا فى المياه كانت دعواتنا تتردد حارة صادقة، فمنا من رفع يديه يصيح مبتهلا "توكلنا عليك يارب" والبعض يهتف من أعماقة تضرعا "يارب وفقنا بحق النبى" ومنا من غرق فى صمته وكل ذرة فى جسده تدعو وتبتهل.

- بعد المسيرة لمسافة 5 كم، أصبحت الملاحات صعبة الاجتياز، فغاصت أقدامنا فى أرض رخوة، وأصبحت مكبلة يصعب تخليصها إلا بمجهود شاق، وارتفعت المياه لتغطى الأعناق، وزادت مشافة الحفاظ على الأسلحة والمعدات والذخائر التى نحملها، مع إصرارنا على الوصول إلى أرض الكمين فى التوقيت المحدد.

- بعد مسيرة حوالى 8 ساعات تقريبا، تمكنا من الوصول، وعلى مسافة 10 كم شرق النقطة القوية، وبذلك أصبحنا خارج المعاونة النيرانية لمدفعية قيادة قطاع بورسعيد.

-تمركزت السرية فى تشكيل خطى بمواجهة حوالى 700م، وعمق لا يزيد على 75م، وفى حفر سطحية بعمق حوالى 25م، تغمرها المياه، ومحاطة بشكائر رمل معبئة بناتج الحفر، والأرض لا تصلح بأى حال من الأحوال لعمل عناصر الصاعقة.

-تمكن الرقيب مجند "مستبقى يحيى حسب الله، رقيب فصيلة المهندسين، ومعة الملازم سيد وصفى قائد الفصيلة بتجهيز حقل ألغام مضاد للدبابات هيكلى، فكم كانت طبيعة أرض الكمين أشد قسوة من الاجتياز.

 

- صباح يوم 15 أكتوبر تحركت 3 مدرعات يتقدمها، 2 مركبة مجنزرة ويتحركان بسرعة عالية مع إضاءة الكشافات العالية، إلى أن دخلت منطقة قتل "الكمين" أصبحت القطع في مواجهة الأفراد، والمسافة بينهم قريبة جدا، بعد أن توقفوا أمام الألغام الموضوعة ظاهرة على الطريق الأسفلتى.

- وبسرعة انطلقت أول دانة ار بي جي أطلقها الملازم أحمد عادل، ثم قام الرقيب كمال السحيمى بإطلاق دانة أخرى ليدمرا المركبتن، ويسقطوا شهداء، وتفتح نيران السرية بكثافة وتصل المعركة لذروتها، وتم تدمير القطع الخمسة ووقوع خسائر كبيرة بعناصرنا.

- وبدون توقف غمر العدو أرض الكمين بدنات الهاون ومدفعية الدبابات ونيران الرشاشات المثبتة على الدبابات التى تقف خارج مرمى نيراننا، إلا أن رجال الصواريخ المضادة للدبابات تمكنت من تدمير دبابتين، مما دفع العدو لزيادة إطلاق دانات الهاونات التى تسقط على الفرد بحفرته وتغوص فى بطن الأرض، لتنفجر ويتصاعد عمود من الطين المخلوط بدماء وأشلاء وقطع ملابس الأبطال، لتساقط على رؤوس من يزال متمسكا بتنفيذ المهمة المكلف بها وهى "حرمان العدو من تحقيق الاتصال بالنقطة لنجدتها".

- وهكذا استمر الحال وتحت ستر نيرانه، تم دفع كاسحة لتطهير الأرض وتمكن من  الاختراق بعد توقف قرب من 6 ساعات وبعد اعتقاده نفاد ذخيرتنا ولم يكن استخدامنا لأسلحتنا بالهين، فأنا شخصيا كنت افك كتلة ترباس البندقية وأغسلها فى مياه الحفرة وأعيد تركيبها لإنتاج طلقات فردية، بفضل من الله تمكنت من قتل فردين أثناء محاولة الهروب من فتحة هروب الدبابة وآخر أثناء قفزة من الدبابة.

- بدأ العدو فى تطهير موقع الكمين لإلقاء القبض "أسر" الأحياء وتجميع الأسلحة والمعدات وترجل أفراده.

وباقتراب 3 جنود من حفرتى ألقيت قنبلة هجومية أصابت فردين، ونجا الثالث، وتم إنتاج نيران كثيفة مع إخلاء المصابين.

- وعلى الجانب الأيمن للسرية أمسك كل من الرقيب سمير لطفى، والرقيب محمد محمود دسوقى، وجندى محمود إبراهيم أمين بالقنابل الموجودة معهم، تراودهم فكرة الموت ولا الأسر، وبنزول أفراد العدو لأرض الكمين، وبحماس شديد ألقوا قنابلهم فى اتجاه العدو دون وقوع خسائر، أنتج العدو نيران كثيفة حولهم، لأنه يريدهم أسرى، ارتدوا إلى حفرهم فأسرعت دبابة تهرس أرض الكمين، لا يعنيها من أسفلها، إلى أن وصلت إليهم فنهض اثنان منهم فى حالة ذعر أمامها، والثالث خرج من أسفلها وتم أسرهم وهم مصابين إصابات بالغة .

 

- أما عنى فلقد أصبت بطلق ناري من إحدى رشاشات دبابة، بعد أن اخترق المقذوف شكارة الرمل "الدروة"، واستقر فى عظم كتفى الأيمن من أعلاه، وكانت الساعة حوالى السابعة والنصف صباحا، وناديت على النقيب "يسرى" لإبلاغة "طبقا لوصيته" فلم يرد فعرفت باستشهادة.

 

- أصبحت أنا الوحيد الذى لم ينل شرف الشهادة، ولا زال معى قنبلة، وأدركت أن العدو سيأتى لأسري، فنزعت فتيلة أمان القنبلة، وأمسكت بالذراع "وسيلة الأمان الأخيرة" ووضعتها على قلبى في انتظارهم.

 

- و في تلك اللحظات الصعبة كنت أرى "أمى" مرتدية ثيابا سوداء وتنهمر دموعها بغزارة، مرددة "أنا عايزاك" وإذا بى ألقى القنبلة خارج الحفرة، ليكثف العدو نيرانه حول الحفرة، وأيقنت أنه سيبقى على حياتى "أسير".

- خرجت خارج الحفره وظهرى جهة العدو وبدأ ينتج نيران من رشاش دبابة، تقف على الطريق بجوارى وفى اتجاه حفرة النقيب "يسرى" وبدأت أزحف لعلى أدخل فى منطقة القتل وأنال الشهادة أو إذا استمر فى ذلك سأصل إلى حفرة النقيب يسرى وأموت بجوارة أو ألقى عليه النظرة الأخيرة.

 

- المسافة التى قطعتها حوالى 10 خطوات، كانت مملؤة بإشلاء أحبابى ورفاق السلاح وكثير من ملابسهم الممزوجة بدمائهم، وما إن وصلت إلى حفرة قائد السرية، لم أجد بها إلا أشلاء يصعب تحديد ملامحها.

 

- سقطت بالحفرة وجمعت ما بها بجوارى وأخرجت رأسى خارج الحفرة فى اتجاه مصدر نيران العدو.

 

أثناء ذلك توقف إنتاج النيران حولى، وإذا برطمة قوية بدبشك بندقية فى صدرى.

 

-وبذلك نجح العدو فى أسر ضابط صاعقة، وكانت المفاجأة التى أزهلتهم، ولذلك تم التعامل معى بحذر شديد، وعصبوا عيني، وقيدوا يدى ونقلوني بعربة إسعاف منفردا، لا أعلم شيئا عن زملائى المشار إليهم سابقا.

 

- و قد كان الشيء الوحيد الذى أسعدنى بعد أن رأيت حجم الخسائر التي  لحقت بالعدو (2 مركبة مدرعة + 11 دبابة) ودماء قتلاه، التي سالت على الطريق الأسفلتى، وكأنما أبت رمال سيناء أن تختلط بها، واكتفت بالامتزاج بدماء شهدائنا، وجرحانا وزادت سعادتى بوصولى إلى منطقة تمركز الوحدة التى قتلناها من صوت وبكاء والحالة الهسترية التي انتابت جنودهم،  وما أن هبطت محمولا على النقالة، وحولى حراسة مشددة لتمزق جسدى الذى لم يسلم من كافة أنواع الأذى.

 

- تم استجوابى فى أكثر من مركز قيادة، وكان السؤال المهم والأهم الذي تكرر فى كل مكان هو:

"ما هى الحبوب أو العقاقير التى تناولتموها  قبل التنفيذ"

ظللت 3 أيام وأنا فى مرحلة الاستجواب، ولازال المقذوف مستقرا فى كتفى، وجفت الملابس وتراكمت بللورات الملح على جسدى، وشعر رأسى يبدو كأنه اشتعل شيبا، وأصبح الأفرول كلوح من الابلاكاش، والتصق الحذاء بقدمى وحدثت خدوش بجسدى كثيرة، مما زاد شدة الأم المصاحب للمقذوف علاوة على ما أعانيه نفسيا من كونى أسيرا، وأشلاء زملائى التى لم تفارق خيالي.

 

- وفى اليوم الرابع من الأسر تم نقلى جوا إلى مستشفى داخل مدينة "ليست ميدانية" واستخراج المقذوف بعملية جراحية، ومن المستشفى مباشرة إلى مبنى مشيد على طراز حديث مكثت به يومين أخرين، ومن آن إلى آخر يتم سؤالى نفس السؤال

"ما هى الكبسولات أو العقاقير التى تناولتموها"

 

- تم نقلى إلى سجن مخصص للأسرى "سجن عتليد"، إلا أن حالتى النفسية والمعنوية كانت سيئة للغاية، فكنت منطويا على نفسى، ليس لدى رغبة فى إدارة أى حديث مع مندوبى الصليب الأحمر. وحينما كان يطلب مني إرسال خطاب إلى أهلى كان ردى حادا.

"لا يشرف أهلى أننى عايش أسير"

 

- تدهورت حالتى الصحية بعد مكوثى حوالى 12 يوما بالسجن.

- و في يوم 25 نوفمبر تم اقتيادى معصوب العينين، مكبل اليدين كالعادة، ثم تم فك الأربطة وأنا على كرسى طائرة وعلمت أن الطائرة تابعة للصليب الأحمر، ونحن متجهين إلى القاهرة، ومع ذلك لم أشعر بالفرح، وظللت أتوقع أى عمل عدائى.

 

- هبطت الطائرة وما أن وطئت قدماى الأسفلت، وشاهدت منشآت مطار شرق القاهرة "ألماظة"، وأنا أعرفها جيدا بوقت تدريبي بفرقة القفز الأساسية عام 1972 أثناء دراستى بالقسم النهائي بالكلية الحربية.

 

- سجدت لله شاكرا وانهالت دموعى بغزارة، وكان الحال لكل من كان بالطائرة ومن فى استقبالنا من العسكريين، تحرك بنا أتوبيس إلى مستشفى كوبرى القبة ولأول مرة منذ 40    يوما أتحرك، وانا غير مقيد أو معصوب العينين.

 

- بعد وصولنا المستشفى بساعة شرفتنا السيدة الفاضلة جيهان السادات (رحمة الله عليها)، وأهدتنا هدايا وضعت بجوارى، وما أن غادرت الغرفة راودتنى فكرة الهروب من المستشفى لإحساسى بذنب "الأسر" والذي لن يمحيه إلا عودتى للخدمة مرة أخرى بالكتيبة 103 صاعقة.

 

- نجحت فى الهروب تاركا ما أهديت عبر شارع الخليفة المأمون، وإذ بتاكسى يتوقف من تلقاء نفسة وينزل منة السائق، مهللا ومرحبا قائلا "تحب تروح فين يا بطل".

إلى أول طريق القاهرة / السويس..

 

- يتوقف أمام مركز القيادة  لوحدات الصاعقة، وأصريت على مقابلة العميد نبيل شكرى قائد الوحدات، تمت المقابلة وعرضت عليه "الله يرحمة" الرغبة للعودة والانضمام إلى كتيبتى دون الدخول فى تفاصيل، وبحنكة القائد طمأنني نفسيا ومنحنى إجازة لاستعادة لياقتي الصحية، ثم أعود للخدمة.

 

- خرجت فوجدت السائق فى انتظارى طلبت منه التوجه إلى محل إقامتى "نزلة السمان" الهرم، وصلنا المنزل حوالى الساعة الواحدة صباح يوم 26 نوفمبر، يرافقنى السائق إلى باب المنزل، فطرقته وإذ بصوت "عمتى" تصيح "مين" أنا على، وإذا بصراخ عمتى وأمى ومعهم أخى الأكبر يصيح "جابوا الجثة.. جابوا الجثة).

 

- فرد السائق (لا البطل موجود افتحوا) لتتجرأ امى وتفتح، فأرتمى فى حضنها وهى تضمنى إليها بشدة، كما لو كانت تريد زيادة التاكيد أننى بأحضانها، وأنني فعلا لازلت على قيد الحياة.

 

- سألت أخى إيه موضوع "الجثة جت" فرد قائلا: لقد طال غيابك، وكنت أتردد شبه يوميا على منطقة تمركز الكتيبة هنا بجوارنا، فكانوا يقولوا مفيش اخبار، ومنذ حوالى 10 أيام قابلت ضابط شرف "قائد الوحدة" وأبلغني "أن السرية بتاعتكم. اتكلفت بمهمة وكل أفرادها استشهدوا،، وأكد لى الخبر".

 

- لم أفصح عن الخبر لعدة أيام، ولكن مع إصرار أمك (أنك لازلت على قيد الحياة) وعايزة تروحلك فى وحدتك هنا فى الهرم، فاضطريت أصارحها باستشهادك، ومن يومها وهى ملازمة الفراش ولم تفارقها (عمتك)

                                        

الخاتمة:

ترى هل كانت مرحلة الأسر أقل قسوة من اجتياز الملاحات أو قسوة احتلال أرض الكمين، أو شراسة المعركة التى لم تفارقنى أشلاء زملائى وقطع ملابسهم الممزوجة بدمائهم والمخلوطة بأكوام  الطين في أرض الكمين، وأنا لازلت على قيد الحياة ولم أنل شرف الشهادة.

إن كلمة "أسير" كلمة يصعب على كتابتها أو نطقها.

ولم اتخيل أو يخطر ببالى وذهنى أن اخوض هذة المرحلة

( كا اى مقاتل بقواتنا المسلحة المصرية )

                 ( ولقد كانت الشهادة كل ما اتمناه )

 

لقد أكرمنى الله سبحانه وتعالى باننى لم امنح اى.

  . وسام أو نوط أو ميدالية لخوض حرب اكتوبر المجيدة

   . ولم يدرج أسمى ضمن الجرحى لاننى قررت الهروب

     من المستشفى ولم انتظر تسجيل أسمى .

     . ظللت طول خدمتى بالقوات المسلحة لم أسعى لذلك .

 

 .اللهم الحقنى بشهدائنا الابرار فى جنات الخلد مع النبيين

   والصديقين وحسن اولئك رفيقا .

       .لكم منى كل الحب والاحترام والتقدير . 

 ملاحظات:

١- قوة السرية(١٦٥ فرد) منهم (٨) ضابط +(١٥٧) درجات  

   أخرى.

٢- استشهد (٧) ضابط +(١٥٢) درجات أخرى.

٣- اسر(١) ضابط +(٥) درجات أخرى.

 

أخيرا.

       سيظل لدى الامل أن تسجل تفاصيل هذة الموقعة

       بالمراجع العسكرية وان يطلع عليها ابنائنا ليعلموا أن

       تراب الوطن ترخص لة الأرواح بالعزيمة والإصرار فى

       قتال العدو لتظل مصرنا الحبيبه مرفوعة الرأس

      شامخة القامة بسواعد أبنائها المخلصين .

      لواء اح . على حلمى سليمان خطاب .}

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة