ذكر الكاتب الأمريكى تيم جوسلنج أن تأييد دول أوروبا لأوكرانيا فى الحرب الدائرة حاليًا على أراضيها مع القوات الروسية، بدأ يتهاوى تحت وطأة أزمة الطاقة الطاحنة التى تعانى منها أوروبا والارتفاع غير المسبوق فى أسعار الطاقة بعد قطع روسيا لإمدادات الطاقة عن الدول الأوروبية.
وأعرب الكاتب -فى مقال تحليلى نشرته مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية- عن اعتقاده أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يختبر صلابة موقف الدول الأوروبية المؤيد لأوكرانيا، من خلال حرب الطاقة التي يشنها على الدول الأوروبية كرد فعل للعقوبات الاقتصادية التي تفرضها الدول الغربية على موسكو.
وأوضح الكاتب أن الآلاف من الأشخاص، على سبيل المثال، نظموا مظاهرات في العاصمة التشيكية براغ الأسبوع الماضي؛ احتجاجًا على أزمة الطاقة الحادة والارتفاع غير المسبوق في أسعار الطاقة في البلاد ما شكل أعباءً مالية غير محتملة على العديد من الأسر هناك.
وأضاف الكاتب أن تلك الحالة من التذمر الشعبي دفعت بعض القوى السياسية لمطالبة الحكومة التشيكية، بالتوقف عن تأييدها لأوكرانيا والسعي لدى روسيا لكي تستأنف إمدادات الغاز في محاولة للتغلب على أزمة الطاقة الحالية في البلاد.
وأفاد بأن كبار المسؤولين التشيك، وعلى رأسهم رئيسة البرلمان ماركيتا بيكاروفا والتي كانت قد طرحت اقتراحًا مفاده أن الأشخاص غير القادرين على دفع فواتير الكهرباء عليهم بترشيد استهلاك أجهزة التدفئة المنزلية واستبدالها بارتداء الملابس الشتوية الثقيلة، يحذرون من أن الرئيس بوتين يستخدم نفوذه الواسع في مجال توريد مواد الطاقة للدول الأوروبية لإثارة الرعب والفزع بين الشعوب الأوروبية ولاختبار مدى قدرتهم على مواجهة الأوضاع الجديدة التي فرضتها ظروف الحرب.
ويرى الكاتب أن مظاهرات الاحتجاج على فشل الحكومات الأوروبية في حل أزمة الطاقة التي تعاني منها الشعوب الأوروبية، تشير إلى نجاح استراتيجية الكرملين في ممارسة ضغوط على تلك الشعوب من خلال حرب الطاقة، وسلط الكاتب الضوء على تصريحات الرئيس بوتين التي هدد فيها بأنه سوف يجعل أوروبا "تتجمد من البرد في فصل الشتاء" وأن بلاده لن تستأنف واردات الطاقة للدول الأوروبية إذا كان ذلك يتعارض مع مصالح روسيا.
واستطرد أنه من المحتمل أن تمارس موسكو المزيد من الضغوط في ضوء مطالبة أوكرانيا الدول الأوروبية، بتوفير المزيد من الدعم العسكري لتعزيز قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة القوات الروسية.
وأضاف الكاتب أن أزمة الطاقة ولاسيما في دول شرق ووسط أوروبا تهدد بخطر متزايد من الفوضى السياسية بسبب الارتفاع الرهيب في أسعار الطاقة، بما يفوق القدرات المالية للعديد من الأسر في الدول الأوروبية خاصة مع قدوم فصل الشتاء وهو ما ينذر بخفوت التأييد الأوروبي لأوكرانيا تحت وطأة أزمة الطاقة التي تجتاح جميع الدول الأوروبية.
وأوضح أن حرب الطاقة التي تمارسها روسيا ضد الدول الأوروبية نجحت أيضًا في زيادة معدلات التضخم على نحو غير مسبوق، في جميع أرجاء أوروبا مما دفع الحكومات الأوروبية للهرولة بحثًا عن بدائل لواردات الطاقة الروسية.
واختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن التراجع الاقتصادي في الدول الأوروبية الناتج عن أزمة الطاقة وإغلاق العديد من المنشآت الصناعية يهدد بحالة عارمة من الكساد في العديد من الدول الأوروبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة