احتفالية "مصر والإمارات قلب واحد" تؤسس لعلاقات قوية بين الدولتين وتبقى رمزا للأجيال القادمة
أعشق الطعمية والفول المصرى فلهما مذاق خاص.. وأحب زيارة الحسين.. وأحرص على الذهاب إلى سور الأزبكية فهناك أجد كتبا نادرة لا توجد فى أى مكان آخر
على ميحد السويدى:
مصر أم العرب ودعمها واجب على كل عربى .. مصر قوة العرب وعمقهم الاستراتيجى وبدونها العرب فى حالة ضعف.. أى مشكلة بالوطن العربى لا تحل دون تدخل مصر
لم نشعر وزملائى بالاغتراب يومًا أثناء دراستنا فى مصر
..روح الود والمحبة والأمانة التى يمتاز بها الشعب المصرى ساعدتنا على الاندماج فى المجتمع
السويدى يكشف لـ"اليوم السابع" أسباب عشق حاكم الشارقة لمصر
المعلمين المصريين ورواد الفكر والصحافة والفن هم من أسسوا قطاع الثقافة فى الإمارات
أجواء من الألفة والود والمحبة وأيادٍ ممدودة بالمساعدة، والمعاملة بكل أمانة وإخلاص".. هكذا وصف على ميحد السويدى رئيس المجلس الاستشارى لإمارة الشارقة، الشعب المصرى، فى حديث خص به "اليوم السابع" خلال زيارته للقاهرة، مشيرا إلى أن الفترة التى قضاها لتلقى التعليم فى إحدى الجامعات المصرية كانت من أهم وأجمل السنوات.
وأشار السويدى فى حديثه أيضا إلى متانة العلاقات التى تجمع مصر والإمارات وقوتها والتي أكدت عليها احتفالية"مصر والإمارات..قلب واحد"، التى نظمتها حكومتا الدولتين احتفاءً بمرور 50 عاماً على العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين.
وأشار إلى أن زيارة الشيخ محمد بن راشد حاكم دبى للقاهرة بالتزامن مع تلك الاحتفالات، دليل دامغ على قوة العلاقات بين البلدين وأنهما سيظلان دائما وأبدا أشقاء، لن تنفصل مصر عن الإمارات بأى حال من الأحوال وأن الإمارات جادة فى الحفاظ على تلك العلاقات.
كما وصف الإنجازات التي تحققت في مصر بـ"المبهرة"، مؤكدا أن إنجازها تم في وقت قياسى، فكانت تحتاج عشرات السنوات لإنجازها.
وتحدث أيضا عن أسرار الحب الذى يكنه عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمى لمصر، و تطرق السويدى أيضا إلى تفاصيل الفترة التي قضاها في مصر دارسا بجامعة حلوان وما لمسه من طيبة وود في الشعب المصرى ..وإلى نص الحوار ..
العلاقات المصرية الإماراتية
على ميحد السويدى
وعن العلاقات المصرية الإماراتية، قال إنها علاقات أخوية تاريخية متجذرة امتازت بالدعم المتبادل والوحدة فى المواقف الصعبة، فكانت مصر خير سند للإمارات، والإمارات أيضا خير سند لمصر، قد بدأت العلاقة بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومصر، منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ولم يكن حب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لمصر مجرد حب وإنما عرفانًا بكل ما قدمته مصر لدولة الإمارات، بل ولكل الدول العربية، خاصة في المرحلة الحرجة من تاريخ مصر والدول العربية، فمصر لم تبخل يوما بمد يد العون لأشقائها في المواقف المختلفة.
وليس أدل من الوصية التي تركها الشيخ زايد على عمق هذا الحب والتي تؤكد المكانة الخاصة التي كانت تحظى بها مصر في قلبه ومحبته الكبيرة لها، والتي جاء في كلماتها: "نهضة مصر نهضة للعرب كلهم.. وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائما إلى جانب مصر.. وهذه وصيتي، أكررها لهم أمامكم، بأن يكونوا دائما إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم.. إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب الحياة".
وكانت مصر أولى الدول الداعمة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فحين أسس الشيخ زايد آل نهيان دولة الإمارات الموحدة والتي أعلنت في عام 1971، كانت مصر أولى الدول التي أيدت الاتحاد بشكل مطلق، بل عملت على تدعيمه باعتباره ركيزة الاستقرار دوليا وإقليميا.
ودعمت مصر الاتحاد باعتباره ركيزة الاستقرار إقليمياً ودوليا ، كما بادرت بإرسال بعثات المعلمين والمهندسين والأطباء، إلى الإمارات قبل ظهور النفط في منتصف الخمسينيات، واستقبلت الراغبين في التعلم ونقل العلم والخبرات إلى بلدهم. وساهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في إعادة إعمار مدن قناة السويس، التي دمرت بفعل الحروب.
مصر أم العرب
على ميحد السويدى مع محررة اليوم السابع
أضاف السويدى، قائلا "نحن جميعا نشعر أن مصر أم العرب ودعمها واجب على كل عربى، فبدون مصر العرب فى حالة ضعف ، فهى قوة العرب وعمقهم الاستراتيجى وستظل، فلها ثقل سياسي يحفظ التوازن فأى مشكلة بالوطن العربى لا تحل دون تدخل مصر ، وبها مصادر الثروة والطاقة البشرية ورواد الفكر والثقافة والعلم" .
بالنسبة للعلاقات الثقافية بشكل خاص، قال السويدى"بالنسبة لنا الثقافة بدأت من مصر ، سواء معلمين ورواد الفكر والصحافة والفن عملوا على تأسيس قطاع الثقافة فى الإمارات، وهى علاقات فى تطور ونمو مستمر.
أضاف السويدى:" مازلت أحرص على زيارة مكتبة مدبولى كلما أتيت إلى مصر، وأحرص أيضا على الذهاب إلى سور الأزبكية، فهناك أجد كتبا نادرة لا توجد فى أى مكان آخر، فقد كنت أزوره وقتما كنت دارسا فى مصر ولا زلت.
وعن مكتبة الإسكندرية قال، إنها صرح نفتخر به بما تحتويه من كتب ومراجع ومصادر معلومات مهمة نادرة فى الوطن العربى؛ خاصة أن بها بعض الكتب التى توجد نسخ أخرى لها.
الرئيس السيسى والشيخ سلطان القاسمى خلال زيارته لمصر
وأضاف السويدى فى حديثه لـ"اليوم السابع"، إن احتفالية مرور 50عاما على العلاقات المصرية الإماراتية رمزا للأجيال الحالية والقادمة من أبناء الإمارات لما يجمع البلدين من خصوصية تمتاز بها تلك العلاقات، كما تؤسس لعلاقات قوية بين الدولتين،
استطرد السويدى، قائلا إن" الصورة التذكارية التى التقطها على المسرح مع مجموعة من الذين تلقوا تعليمهم فى مصر، ستبقى إرثًا ممتدًا للأجيال القادمة من أحفادى وأبنائى، وهذه الاحتفالية أيضا توثيق على مر الأجيال لقوة ومتانة تلك العلاقات. كما فهذه المناسبة تمثل الكثير خاصة بالنسبة لى كأحد الذين تلقوا تعليمهم فى مصر".
وعن زيارة الشيخ محمد بن راشد حاكم دبى للقاهرة بالتزامن مع احتفالات مرور 50عاما على العلاقات الثنائية بين مصر والإمارات دليل واضح على أن الدولتين سيظلا دائما وأبدا أشقاء ، لن تنفصل مصر عن الإمارات بأى حال من الأحوال، وتأكيد لا يقبل الشك على تعزيز الروابط المتينة الممتدة لأكثر من خمسة عقود، وصياغة مستقبل أكثر تعاوناً وإنجازاً بين البلدين في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية.
الرئيس السيسى ونهضة مصر
وبالنسبة لما قدمه الرئيس السيسى لمصر ، قال السويدى : "إن ما فعله الرئيس السيسى من إنجازات من أجل مصر والمصريين فى 8 سنوات، اختصر ما كان يتطلب عشرات السنوات، فما نشهده من نهضة عمرانية وتنموية وأعاد ترتيب علاقات مصر مع دول العالم، فلا خوف على مصر تحت قيادته.
حب حاكم الشارقة لمصر
وعن علاقة الحب القوية التى تجمع الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ومصر، أكد السويدى أن القاسمى دائما يتحدث عن مصر بحماس ونشوة ويقول دائما إن فضل مصر كبير على العالم العربي، وهو من أشد الداعمين لها ومن أبرز المساهمين في دعم الإنسان المصرى ثقافيا وتعليميا وصحيا وثقافيا، خاصة أنه ممن تلقوا تعليمهم فى مصر بكلية الزراعة، فعلاقة الشيخ سلطان القاسمى بمصر بدأت منذ ستينيات القرن الماضى، عندما كان طالبا فى كلية الزراعة بجامعة القاهرة والتى حصل منها على بكالوريوس الهندسة الزراعية عام 1971، وفى 2001 تم اختياره رئيسا فخريا للجمعية المصرية للدراسات التاريخية، وتم تكريمه أيضا فى عيد العلم فى العام نفسه.
ودائما يتذكر مشاعر الدفء والترحاب التى غُمر بها من قبل المصريين ، مؤكداً أن الجامعة أمدته بالفكر الأكاديمي الصحيح، وأسهمت في تكوين أحد جوانب شخصيته، وقد نهل من معارف أساتذته فيها، ويكن لهم كل التقدير والاحترام، ويذكر أنه حينما كان طالبا كان مجموعه مرتفعاً في الثانوية العامة ما يؤهله لدخول كلية الطب أو الهندسة، لكنه فضل كلية الزراعة، وفى هذا الصدد يقول القاسمى:"إن مصر منحتني مقعداً دراسياً كان لطالب مصري، ولذا كان من الواجب أن أكون باراً بهذه الجامعة التي أعطتني كل شيء" ، ولذلك حرص على زيارة كلية الزراعة أثناء زيارته لمصر في 2019.
وعلى مدار سنوات طويلة تجسد عشق وحب الشيخ سلطان القاسمى حاكم الشارقة، لمصر وشعبها فى أكثر من موقف، وأكدت تلك المواقف مدى حرصه على تقديم الدعم والشكر والحب لمصر حكومة وشعبا، ففي كلمته التاريخية عن مصر خلال افتتاح معرض الكتاب الدولى بالشارقة لأكثر من دورة، أكد أن مصر صمام الأمان للمنطقة العربية، وأن الرئيس السيسى رجل قدره الله لمصر والنهضة تتحقق على يديه
وأثناء مجيئه لمصر عام 2017أعاد لها 354 قطعة آثار، وكان قد تم تهريبها وضبطتها السلطات الإماراتية فى مطاراتها، وزار القاسمى خلال وجوده فى مصر معهد الأورام وتبرع له بمبلغ 160 مليون جنيه، وحرص على تقبيل أيادى ورؤس المرضى والأطفال المصريين.
وفى جلساته الخاصة كثيرا ما يذكر مصر، من أشهر عباراته عن مصر حينما سُئل: لماذا لا تعطى خبرا قبل زيارتك لمصر فكان رده :"أنا جاى بلدى ..واحد جاى بيته ما يقول أنا جاى بيتى "، ودائما يعلق على ما يقدمه لمصر أو المصريين قائلا:" أنا أرد الجميل"، ويقول أيضا: "إن جامعة القاهرة علمتني الزراعة، ومصر علمتني الثقافة، وإن فضل مصر علي كبير بل على العالم العربي بأكمله".
ومن أسباب عشق القاسمى لمصر أيضا ، يستطرد السويدى قائلا:" مصر بلد الثقافة ومنارتها وحاكم الشارقة يعشق الثقافة؛ من هنا تجمعه علاقة مميزة بمصر ويحرص على دعوة رموز الأدب والثقافة والإعلام فى الفعاليات الثقافية والتراثية التى تقيمها الإمارة.
جمعته أيضا علاقة خاصة بالمعلمين المصريين سواء الذين تلقى على أيديهم التعليم فى مصر أو الذين وفدوا للإمارات لتأسيس المدارس والمساهمة فى نهضة الحركة التعليمية فى الشارقة؛ حتى أنه رفض أن يغادروا الشارقة بعد انتهاء فترة عملهم وأصبحوا متقاعدين، فطلب أن يظلوا على كفالته، ولا يزال يتواصل مع بعض هؤلاء.
كما يحرص القاسمى على المشاركة في الكثير من المناسبات منها منتدى شباب العالم فى مصر وتحدث أكثر من مرة عن حبه ودعمه وتقديره لمصر وشعبها، كان من أكثرها تأثيرا إعلانه بعد حصوله على الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة أنه يتمنى لو أن يكون ماسحا لأحذية الجنود المصريين.
وبالمقابل أعربت مصر عن تقديرها لمكانة الشيخ سلطان فمنحته العديد من الجوائز والتكريمات، منها قلادة الكشافة العربى من الهيئة الكشفية العربية بالقاهرة، وحصل على درع التميز من مهرجان المسرح العربى تقديرا لدعمه للمسرح في عام 2008.
الدراسة فى مصر
وعن ذكريات أيام الدراسة فى مصر، قال السويدى :"لقد درست تجارة خارجية بجامعة حلوان ، كنت هنا فى عام 1974، كانت مصرتعيش أيام نشوة انتصار السادس من أكتوبر وأجواء الفرحة والازدهار وخطفتنا مظاهر الحضارة بكل أشكالها، ووقتها الإمارات كانت فى لا تزال فى البدايات فهذا بالنسبة لى كان نقلة حضارية، وروح المصريين الودودة والمحبة وحسن الاستقبال ساعدتنا على الاندماج سريعا فى المجتمع المصرى، ولم نشعر بالاغتراب يوما ، فكان أصدقاؤنا المصريون يستضيفونا فى بيوتهم ونأكل سويا وخاصة فى أيام الأعياد وشم النسيم وكنا نتناول البيض والفسيخ كأكلات شهيرة هنا و كأننا جزء من العائلة، ولازلنا محافظين على تلك الصداقات.
أكد أن الفترة التى قضاها فى مصر أكسبته الكثير من الخبرة، كما أن الجامعات لمصرية كانت من أفضل الجامعات عل مستوى العالم،
وقال : كنت أذهب إلى الإسكندرية وأستمتع بأجوائها والبحر وكنت أعشق المشى على الشاطئ فله طابع مميز.
المأكولات المصرية
وعن المأكولات المصرية، قال السويدى :" فى مصر الكثير من المأكولات لها مذاق خاص خاصة المحشى والحمام والكشرى والفول والطعمية والبسبوسة.
أثناء الدراسة اعتدت أنا وزملائى من الدارسين فى مصر على الذهاب يوم الجمعة إلى منطقة الحسين التى تتميز بأجوائها الشعبية الأصيلة وكنا نتناول وجبة الإفطار هناك فول وطعمية، ثم نذهب فى جولة لمنطقة العتبة ونشترى سمك بورى ونشويه، لتحضير لوجبة الغذاء ولن أنسى مذاقه الشهى ، ولا زلت أحرص على أكل الفول والطعمية والكشرى حينما أزور مصر، فهنا تحديدا لها طعم خاص ومذاق خاص حتى لو كانت موجودة خارج مصر، كما أحب زيارة الحسين.