مصطفى كامل والحزب الوطنى.. حياة الزعيم المصرى وموته

السبت، 22 أكتوبر 2022 04:00 م
مصطفى كامل والحزب الوطنى.. حياة الزعيم المصرى وموته مصطفى كامل
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ 115 على الإعلان عن تأسيس الحزب الوطني المصري برئاسة مصطفى كامل، حيث أعلن الزعيم الراحل عن تأسيسه في خطبته الأخيرة قبل وفاته في 22 أكتوبر 1907 في الإسكندرية، وانعقدت الجمعية العمومية لأول مرة في فناء دار اللواء ونزل الزعيم عن سريره علي الرغم من مرضه وضعفه.
 
ولد فى بيت بحي الصليبة بالقاهرة فى 14 أغسطس 1874م، لأسرة عسكرية فوالده على أفندى محمد ضابطا من ضباط الجيش المصري، ورُزق به في سن الستين، وجده لوالدته السيدة حفيظة هو اليوزباشي محمد أفندى فهمي، لُقن القراءة والكتابة على يد مدرس أحضره والده للمنزل، ثم ألحقه بمدرسة عباس باشا الأول، وتوفى والده فى عام 1886م، فانتقل إلى المدرسة الأقرب لمنزل جده لأمه الذى أقام فيه و اخوته، وكفله أخوه الأكبر حسين بك واصف (وزير الأشغال الأسبق)، وحصل على شهادة الابتدائية عام 1887م فى احتفال فخم حضره الخديوى توفيق بنفسه.
 
التحق بالمدرسة الخديوية أفضل مدارس مصر آنذاك، فظهرت مواهبه، وأسس "جمعية الصليبة الأدبية" عام 1890م وخطب في زملائه فيها، التقي بوزير المعارف على مبارك واشتكي له ظلم نظام الامتحان، حيث أدى إلى رسوبه ورسوب زملائه، وأُعجب به الوزير وعَدل النظام فنجح هو رفاقه، ومنحه على مبارك جنيه شهريل وسجل اسمه في كشوف المعلمين، ونال شهادة الثانوية عام 1891م، ثم دخل بمدرسة الحقوق الخديوية فى نفس العام، وبدأ ينشر رسائل ومقالات في الصحف، ونجح فى امتحان السنة الأولى، ثم التحق بمدرسة الحقوق الفرنسية فى العام التالى مباشرة 1892م ليجمع بين المدرستين ويضاعف دراسته القانونية، ولأنه لا يتقن اللغة الفرنسية كان عليه أن يدرسها ليجيد الكتابة والخطابة بها.
 
تأثرت صحته بنضاله الوطنى في عام 1903م، أصدر جريدة أسبوعية باسم "العالم الاسلامى" لتقوية الروابط بين الشعوب الإسلامية في عام 1905م، ثم سافر إلى أوروبا عام 1906 للاستشفاء، عرض القضية المصرية في فرنسا بلسان الحزب الوطني، ولم يكتف ببلاغته وفصاحة لسانه، فقدم لوحة فنية عبارة عن فرنسا واقفة في قوس نصر قام على نصب رفيع يجري النيل من تحته، وقد قامت مصر على شاطئه مقيدة يحرسها جندي بريطاني، وتقدم جماعة من المصريين إلى فرنسا يستنجدونها لتفك إسار وطنهم.
 
ووصف الأديب الكبير محمد حسين هكيل في كتابة "تراجم مصرية وغربية" أثر خبر وفاته آنذاك قائلاً:"في عصر يوم 10 فبراير سنة 1908 بينما أنا جالس مع أحد زملائي طلبة مدرسة الحقوق الخديوية إذ ذاك على باب داره، جاز الطريق أمامنا رجل ممتطٍ جوادًا، فلما كان بإزائنا وقف برهة فحيانا وقال: «أبقى الله حياتكم، الباشا توفي.» وكان زميلي من المتشيعين للحزب الوطني المتطرفين في تشيعهم، فلما سمع قول الناعي سأله في لهفة: مصطفى باشا كامل؟، فأجابه الرجل منطلقًا جواده: نعم، ولكم طول البقاء، وتركنا أنا وصاحبي واجمين من هول الخبر وإن كان حديث الباشا ومرضه والخوف على حياته بعض ما تواتر في ذلك الحين، وبعد زمن قصير تركت صاحبي عائدًا إلى بيتي فألفيت على الناس في الشوارع والحوانيت من أثر الذهول ما يدل على أن نعي الباشا إليهم مس من قلوبهم أدق أوتار الحزن والألم.
 
ووصف مشهد الجنازة قائلاً:"11 فبراير سنة 1908 يوم الاحتفال بجنازة مصطفى كامل هي المرة الثانية التي رأيت فيها قلب مصر يخفق، المرة الأولى كانت يوم تنفيذ حكم دنشواي، رأيت عند كل شخص تقابلت معه قلبًا مجروحًا وزورًا مخنوقًا ودهشة عصبية بادية في الأيدي وفي الأصوات، كان الحزن على جميع الوجوه، حزن ساكن مستسلم للقوة، مختلط بشيء من الدهشة والذهول، ترى الناس يتكلمون بصوت خافت وعبارات متقطعة وهيئة بائسة، منظرهم يشبه منظر قوم مجتمعين في دار ميت كأنما كانت أرواح المشنوقين تطوف في كل مكان من المدينة، ولكن هذا الإخاء في الشعور بقي مكتومًا في النفوس لم يجد سبيلًا يخرج منه فلم يبرز بروزًا واضحًا حتى يراه كل إنسان، أما في يوم الاحتفال بجنازة صاحب (اللواء) فقد ظهر ذلك الشعور ساطعًا في قوة جماله وانفجر بفرقعة هائلة سمع دويها في العاصمة ووصل صدى دويها إلى جميع أنحاء القطر، هذا الإحساس الجديد، هذا المولود الحديث الذي خرج من أحشاء الأمة، من دمها وأعصابها، هو الأمل الذي يبتسم في وجوهنا البائسة، هو الشعاع الذي يرسل حرارته إلى قلوبنا الجامدة الباردة، هو المستقبل".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة