زينب عبداللاه

عفاف راضى.. كريستالة تضيء الأوبرا وتروى العطاشى

الأربعاء، 19 أكتوبر 2022 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد غياب وبين حين وآخر، تطل كنسمة هواء طيبة، تحمل ريح عمالقة الطرب، يحمل صوتها فيضاً من النور والدفء والرومانسية، لتلقى تحيتها على ملايين المشتاقين، مرددة "ردوا السلام"، يحتفظ صوتها بلمعانه وبريقه الذى استطاع أن يحجز مكانه ويتميز بين جيل كبار نجوم الطرب، تغيب فترات وتعود من جديد فتبادل جمهورها ويبادلها مشاعر الحب والاشتياق والحنين وكأنه لقاء حبيبين بعد غياب يسأل كل منهما الآخر" بتسأل ياحبيبى بحبك أد إيه".
 
هكذا تطل كريستالة الغناء والطرب عفاف راضى بعد أيام قليلة من المكان الذى تحبه خلال مهرجان الموسيقى العربية بالأوبرا، كمبعوثة للفن الراقى لتروى "العطاشى" من نبع فنها الصافى الرقراق وصوتها الأوبرالى الإنسيابى الجميل الذى استطاع اتقان كل ألوان الغناء الرومانسى والوطنى وحتى الشعبى بأسلوبها الخاص المميز وصوتها الملائكى الرقيق الخجول.
 
تطل الفنانة الكبيرة عفاف راضى كأنها طيف جميل من زمن جميل، نفحة من ريحة الحبايب وزمن الكبار والطرب الجميل، فتنقلنا برقة وعذوبة صوتها إلى عالم أخر وتمنحنا هدنة من زمن الصخب والضوضاء والمهرجانات، وحين نستمع ونستمتع بصوتها وأغانيها ربما نجد تفسيراً لسر غيابها لفترات و إحساسها بالغربة والاختلاف، فالمطربة الكبيرة تنتمى إلى جيل العمالقة الذين عاصرتهم ووقفت إلى جوارهم وهى لازالت طالبة صغيرة، واستطاعت بموهبتها أن تشق طريقًا بينهم، وأن تجد لها مكانًا ولونًا مميزًا، وأن تفرض وجودها وتلفت انتباه كبار الملحنين ليقدم كل منهم ألحانًا تتناسب مع صوتها الأوبرالى الذى يجمع بين القوة والرقة والصفاء واللمعان والعذوبة.
 
عفاف راضى التى تحمل تاريخًا فنيًا كبيرًا، واستطاعت أن تقدم كل ألوان الغناء الرومانسى والوطنى وحتى الشعبى، بأسلوبها الخاص المميز، وصوتها الملائكى الرقيق الخجول، فأصبح لها مكان ومكانة فى وجدان الملايين ورصيد يجعلنا ننتظرها مهما غابت ونشتاق لطلتها ويجذبنا الحنين لصوتها وفنها دائماً.
 
"هوا ياهوا، سهر الحبايب، تساهيل، طير ياحمام الدوح، يهديك يرضيك، شبيك لبيك، يمكن على باله، عشاق الليل، كله فى الموانى، قالى تعالى، ياوابور الساعة 12، بحلم ببلاد بعيدة، وبتسأل يا حبيبى، أنا ملك أمرك، مصر هى أمى، وعدى على الغربة»، وأغانيها المميزة فى الفيلم الاستعراضى مولد يادنيا، إضافة  إلى عدد من روائع تترات المسلسلات، ومنها تترات مسلسلات أوبرا وعايدة ومحمد رسول الله و زمن الحلم الضائع وأبو العروسة ، وغيرها، وفضلا عن عشرات من أغانى الأطفال المميزة ، حيث قدمت أجمل وأرق الأغانى التى تربت عليها الأجيال، ومنها «سوسة كف عروسة، هم النم، شمس الشموسة، حادى بادى، امشى عنه ـ ياقطتى ـ بريل ابريلا، تاتا تاتا، وغيرها".
 
غابت عفاف راضى عن جمهورها لسنوات طويلة، وكانت تطل خلال هذه السنوات فى أعمال قليلة بين فترة وأخرى فيستقبلها جمهورها المشتاق بلهفة وحنين، وترى هذه الحفاوة ليس فقط بين جمهورها المصرى ولكن من الجمهور العربى فى كل البلاد العربية وهكذا حدث عندما أحيت إحدى الحفلات فى أوبرا دمشق بسوريا عام 2019.
 
وطلت الفنانة الجميلة على جمهورها المصرى من الأوبرا المصرية العام الماضى فى حفل إحياء ذكرى الموسيقار الكبير بليغ حمدى الذى كان له دور كبير فى مشوارها الفنى وقدمها حين كانت طالبة صغيرة السن فى حفلة عيد الربيع التى يحييها عبدالحليم حافظ مع كبار نجوم الطرب، كما لحن لها عدد من روائع أغانيها، لتعود الكريستالة من جديد لتطل على جمهورها يوم الثلاثاء المقبل الموافق 25 أكتوبر ضمن مهرجان الموسيقى العربية من الأوبرا بالقاهرة ، ويوم 28 فى الإسكندرية.
 
وفى حوار سابق أجريناه مع كريستالة الطرب أجابت برقة ممزوجة بلمحة حزن حين سألناها عن أسباب الغياب قائلة:"المناخ اتغير والفنانين الكبار رحلوا والصغيرين لا أعرفهم ، مبقاش فى حفلات زى الأول والإنتاج قليل، المنتجين أحجموا عن انتاج الأغانى خصوصا بعد ظهور النت واليوتيوب وتسريب الألبومات، وفى تغيرات كتيرة حصلت مش عارفة أتماشى معه"
وأرجعت الفنانة عفاف راضي أسباب ابتعادها عن الساحة الفنية، خلال السنوات الماضية، إلى المشهد الغنائي الحالي، مضيفة أنها فضلت العيش بتاريخها الفني الحالي إلى أن تتحسن الظروف.
 
وقالت بحزن :"فقدنا جيلا كبيرا وعملاقا لا يعوض، منهم بليغ حمدي وكمال الطويل ومنير مراد، وغيرهم ممن أثروا الحياة الغنائية والفنية، وجميعهم تعاملت معهم في العديد من الأعمال"، ورغم ذلك أكدت الكريستالة اشتياقها لجمهورها، وحنينها للغناء بالحفلات ووعدت باستئناف نشاطها فى الأوبرا المصرية، وهكذا أوفت بوعدها لتطل من جديد وتضيئ سماء الأوبرا وتروى العطاشى للفن الجميل، وتؤكد أن لدينا كنزاً فنياً وقطعة من الماس يمكنها أن تسحر القلوب وتفيض بنهر إبداعها على جمهورها المشتاق.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة