في عالم النوتة، يعتصر العازف ألمه لتشع من بين أنامله النغمات كشعاع يفرض نوره على القلوب، خاصة إذا كان العازف فقد نور عينيه وقرر إضاءة نوتته بلمسته الساحرة ليأسر القلوب.
"عمر حمادة صابر"، طفل كفيف في عمر 7 سنوات، لم يخجل من فقدانه بصره، ولم يعوقه أي شيء في سبيل استكشاف مواهبته الخفية بمساعدة والديه، ومارس الغناء بكل ثقة في كل مكان.
ويروى "عمر حمادة " خلال لقاءه بكاميرا "اليوم السابع" بعزف على الكمانجة، والطبلة، وأخيرًا وجد موهبتى في العزف على البيانو لذلك أصبحت جزءًا من حياتى وأبدعت في عزف موسيقى عمر خيرت ، عن طريق الاستماع إليها فقط، وبدون نوتة.
بعد تجربة عدة آلات وفرها له والديه مثل الكمانجا التي وجد صعوبة في التعامل معها، مرورًا بالجيتار وأخيرًا البيانو الذي عانقت أنامله.
ويقول العازف الصغير رغم حبى للغناء والعزف على البيانو برؤيتى الخاصة بشعر بحر الظلام في عينيه تشرق النوتة بين يديه فتملئ قلوب جميع من حوله بشعاع تخشع له الأبصار وتحن له الآذان.
وبتتمنى والدته "بتمنى من ربنا ابني يستمر بنفس القوة دي في مواجهة الظروف حتى بعد ما يكبر".
عانى عمر من انفصال في الشبكية وفشلت العمليات الجراحية في إرجاع بصره، لذا قرر والديه التعامل معه على أنه سليم وليس لديه أي مشكلة.
وتوجه والدته نصيحة للامهات عملوا بالتركيز على إبراز مواهبه لكي تزداد ثقته بنفسه، ووصفوا فقدان بصره بأنه "هبة من الله!" فقد عوضه بقوة سمعية وتركيز، ومواهب في العزف، بل وساعدوه على حفظ القرآن الكريم بالتجويد.
وأشارت والدته يدرس في الصف الثاني الابتدائي، فإلى جانب العزف تميز في دراسته واحتل مكانة كبيرة في قلوب مدرسيه وزملائه بذكائه و"لماضته" وحسه الساخر، فدائمًا ما يطلق جمله الساخرة التي تعبر عن مدى ثقته بنفسه مما يأسر قلب كل من يعرفه، مشيرا لذلك لم يتوقف حبه للعزف عند البيانو فقط بل تعلم استخدام "الطبلة" وأبدع فيها، بالإضافة إلى مشاركته في عدة حفلات آخرها حفل كبير في دار الأوبرا المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة