السفير محمد نصر: مصر يمكنها أن تكون "جسرا" بين شمال العالم وجنوبه

الأحد، 16 أكتوبر 2022 11:24 ص
السفير محمد نصر: مصر يمكنها أن تكون "جسرا" بين شمال العالم وجنوبه كوب 27
(أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ذكر موقع يورونيوز دوت جرين ، أنه مع اقتراب عقد الاجتماع السنوي الأكبر لزعماء العالم المشاركين في الدورة السابعة والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ كوب 27 المقرر عقدها في مصر في نوفمبر القادم، يبذل زعماء العالم جهودا حثيثة من أجل تحويل بوصلة تغير المناخ.

وأكد موقع يورو نيوز، في تقرير عبر موقعه الإلكتروني- أنه بعد عام قياسي آخر من الكوارث ذات الصلة بالمناخ، باتت الحاجة الملحة للعمل العالمي واضحة للعيان، لا سيما لمن هم في أصعب الأوضاع وأكثرها خطورة، غير أن قلة منهم على دراية بما يجب أن يحدث بالضبط لضمان تحقيق العمل. وبمجرد أن تبدأ القمة في 6 نوفمبر، ربما يكون من الصعب متابعة التفاصيل الفنية عن بعد. فكل دولة تشارك في كوب 27 بمفاوضين متعددين؛ ويتعين على كل منها أن توازن بين أولوياتها وأولويات مندوبي الدول الأخرى.

وقال السفير محمد نصر مدير إدارة تغير المناخ والبيئة والتنمية المستدامة، - ليورو نيوز دوت جرين- ردا على سؤال حول الفرص التي تقدمها رئاسة مصر لكوب27، "لا أرى أن رئاسة مصر لكوب 27 فرصة لمصر بقدر ما هي تمثل فرصة لأفريقيا وجنوب الكرة الأرضية لإعادة العدالة والإنصاف إلى قلب العمل المناخي العالمي، فبصفتنا الرئاسة الحالية للقمة، نحن نعمل هنا لخدمة وتسهيل المناقشات بين الدول الأعضاء في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، أكثر من تمثيل أي مصالح بعينها - فنحن نبذل جهودا حثيثة لضمان سماع مخاوف البلدان النامية والجنوب العالمي، والأهم من ذلك الاستجابة للحاجة الملحة التي يطلبونها".

وأشار التقرير، إلى أن السفير نصر يحظى بالكثير من الخبرة في هذا المجال، فهو دبلوماسي في وزارة الخارجية المصرية، وشغل كذلك منصب المفاوض الرئيسي للتمويل في المجموعة الأفريقية للمفاوضين بشأن تغير المناخ (AGN) منذ عام 2009.

وأوضح نصر أنه على وجه الخصوص، نهدف إلى استعادة "الصفقة الكبرى" لتكون في قلب محادثات المناخ الدولية - حيث توافق الدول النامية على زيادة جهودها الرامية إلى معالجة أزمة هي ليست مسئولة عنها- في مقابل الحصول على مزيد من الدعم المالي من أولئك الذين استفادوا تاريخيا أكثر من الوقود الأحفوري، وهذا يعني المزيد من الدعم ونقل التكنولوجيا من أجل التحول الأخضر، والمزيد من الدعم للتأقلم مع الآثار التي تحدث بالفعل فضلا عن المزيد من الدعم للبلدان النامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ، بما في ذلك الحصول على الطاقة للجميع.

وأكد السفير المصري، :"أن هذا المؤتمر يتيح أيضا فرصة للعالم برمته لإلقاء نظرة على الأحداث التي وقعت في السنوات القليلة الماضية، والاعتراف بأن لدينا مصلحة مشتركة وملحة بشكل متزايد في معالجة أزمة المناخ هذه معا - ولكن في الوقت ذاته لاحترام أن أوضاعنا وقدراتنا تختلف تماما. لذا دع أولئك الذين لديهم أكبر قدر من الموارد يزيدوا التزاماتهم وينفذوها ويقدموا المزيد من الدعم لمن لديهم موارد أقل كي نتمكن من بناء عالم أكثر استدامة معا".

وقال :"سأفصل عمل رئاسة مؤتمر الأطراف عن سياسة المناخ في مصر ذاتها. فباعتبارها رئيسة لمؤتمر كوب 27 ستجمع مصر البلدان معا للتباحث حول المصالح المشتركة، ولتهيئة مناخ أكثر ملاءمة بهدف مواجهة التحديات الرئيسية التي نجابهها كمجتمع عالمي".

وأضاف: "على وجه التحديد، إذا نجحنا في تشجيع المزيد من التمويل الميسر من أجل التحول الأخضر وللتكيف وإذا تمكنا من تعزيز قدر أكبر من التعلم ونقل التكنولوجيا بين الدول، فسنكون جميعا -بما في ذلك في مصر وجميع أنحاء إفريقيا والجنوب العالمي- في وضع أفضل لرفع مستوى طموحاتنا وبشكل رئيسي، وضع خطط التحول المناخي الوطنية في موضع التنفيذ بشكل أفضل".

وردا على سؤال حول القضايا الرئيسية التي يحدو مصر الأمل في أن يتم تناولها في كوب27، قال السفير محمد نصر ، :"إن ثمة العديد من التحديات أمامنا في كوب 27 ، لكنني سأركز على نقطتين رئيسيتين : أولا، يتعين على جميع البلدان رفع مستوى طموحها والانتقال بشكل حاسم نحو التنفيذ -ولضمان عدم التراجع في التزاماتنا للتعجيل بالتحول الأخضر.

ويشمل ذلك خفض الانبعاثات وإزالتها بشكل أسرع، فضلا عن إنشاء أجندة تكيف تحولية كي نكون مستعدين ونحظى بالحماية من تأثيرات المناخ التي لم نعد قادرين على تجنبها.. ثانيا ، يجب أن نجد الوسائل لدفع ثمن ذلك بشكل عادل ومنصف. وهذا يعني تقسيم الفاتورة بشكل عادل، إذ يدفع أولئك الذين تسببوا في إصدار أكبر قدر من الانبعاثات، الجزء الأكبر من التكاليف".

وأشار إلى أنه في عام 2009 ، تعهدت البلدان المتقدمة بتقديم 100 مليار دولار سنويا لتمويل المناخ بحلول عام 2020 - ومع ذلك لم تنفذ ذلك بعد. وأود أن أضيف أن هذه أرضية للأمر وليست سقفا له، وهي أقل بكثير من المطلوب.

وقال محمد نصر، إنه يتعين أن نفكر بشكل أكثر إبداعا وحول كيفية توفير هذه الأموال، وعاجلا وليس آجلا. إذ لا ينبغي أن تكون هذه مسألة تنافس بين الدول - فنحن جميعا في قارب واحد. ومن ثم فإن الاستثمار في العمل المناخي في أي مكان يفيد الناس في كل مكان.

وأكد أهمية أن تفي الدول كذلك بتعهد جلاسكو والذي يقضي بمضاعفة تمويل التكيف في مواجهة تغير المناخ بحلول عام 2025 ، . وقال :" يتعين أن نواجه قضية الخسائر والأضرار التي يعاني منها أكثر الناس ضعفا في العالم. لقد فشلنا طويلا في التعامل مع هذه القضية على محمل الجد؛ وحانت لحظة العمل الآن".

وعن توقعات مصر بشأن تمويل الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ ، قال السفير :" ندرك أنها قضية خلافية، ولم نشهد التقدم الذي كنا نتمناه حتى الآن، ومع ذلك، نعتقد أيضًا أنها قضية لم يعد من الممكن تجاهلها وأن مفهوم العدالة المناخية يتطلب أن نجد طريقة للمضي قدمًا".

وأضاف أن الحقيقة الواضحة هي أن الدول النامية تدفع الثمن الأعلى لتغير المناخ، على الرغم من مساهمتها الأقل في صنعه، قائلا :" في جميع أنحاء العالم، نرى كيف تؤدي موجات الحر والجفاف والحرائق والعواصف والفيضانات إلى تدمير المجتمعات حيث يواجه ملايين الأشخاص الآن المجاعة والمرض والانهيار الزراعي والتزاحم الشديد على الموارد".

وأشار إلى أن الخبر السار الوحيد هو أن مآسي المناخ الأخيرة قد حظيت باهتمام عالمي، مما لا يترك مجالًا للشك في الآثار الرهيبة وغير العادلة لتغير المناخ، ويوجد الآن اعتراف متزايد بالمعاناة غير المتناسبة للمجتمعات في العالم النامي، ومن الضروري تحديد ماذا نفعل حيال ذلك.

وأوضح قائلا: "نرى قبولا عاما بأنه يجب معالجة الخسارة والأضرار بشكل ما، الصعوبة تكمن كالعادة في التفاصيل.

كيف نحدد ونمول هذا؟، لقد رأينا بعض الخطوات في اتجاه إيجابي. ويمثل الإعلان الأخير من قبل الحكومة الدنماركية عن توفير تمويل "الخسائر والأضرار" للبلدان النامية في منطقة الساحل وأماكن أخرى مثالاً نأمل أن يحذو حذوه الآخرون".

وحول استضافة مصر لكوب 27 واستعدادها بشكل أفضل عن الدول الأخرى التي استضافت القمم الماضية، قال السفير: "إنه بدون إجراء أي مقارنات مع العمل الممتاز للرئاسات السابقة، أود أن أقول إن مصر في وضع جيد وربما فريد للعمل كجسر بين شمال الكرة الأرضية والجنوب، وكذلك بين القوى العظمى المتنافسة، لدينا تقليد دبلوماسي طويل وناجح في العمل كوسطاء، ونعتقد أن وضعنا الجغرافي والسياسي والاقتصادي يمكن أن يساعدنا في لعب هذا الدور بفعالية".

وتابع: "هل هذا يجعلنا مجهزين بشكل أفضل؟ لن أقدم مثل هذا الادعاء لكن ما يمكنني قوله هو أنني أرى استعدادًا واسعًا من الدول من جميع أنحاء العالم للمشاركة في مساعينا الحميدة، وأننا نعتزم استخدام كل مهاراتنا وتأثيرنا للمساعدة في التقريب بين الطرفين".

وأضاف: "فخورون باستضافة موفدي COP27 في مدينتنا الرائعة شرم الشيخ، ونأمل أن يوفر ترحيب الناس وجمالها الطبيعي بعض الإلهام للتحرك القتالي من أجل الناس والكوكب الذي نهتم به جميعًا".

وعن مدى تغير السياق الجيوسياسي للمؤتمر بين كوب26 والآن، أفاد السفير نصر: "من الواضح أن وقت القمة صعب، شهدنا تصاعد التوترات الجيوسياسية بين القوى العظمى، ونقص الغذاء والطاقة في جميع أنحاء العالم، وتزايد الصراع، ناهيك عن الآثار المستمرة لتغير المناخ، والفقر، والوباء. والسؤال الآن هو كيف يمكن أن يؤثر ذلك على كوب 27".

وأشار إلى أن هناك بعض المخاوف من أن هذا الاجتماع قد يصبح ضحية لهذه الاتجاهات لكننا نقترح عكس ذلك ونرى أن كوب 27 يهيئ فرصة فريدة لنا للتعرف على مصلحتنا المشتركة في معالجة أزمة المناخ معًا، ولهذا يوفر مؤتمر هذا العام فرصة للعودة معًا وإعادة العمل متعدد الأطراف إلى المسار الصحيح، قائلا "دعونا نستفيد مما يقدمه".

وقال: "أود أيضًا أن أضيف أنه بالإضافة إلى هذه التحديات، نرى أيضًا العديد من أسباب الأمل حيث تتكيف المجتمعات وتبتكر تقنيات جديدة وتتبنى أشكالًا جديدة من التعاون وتعيد الالتزام بحماية الطبيعة. ويزدهر ايضا الاستثمار في تكنولوجيا المناخ من مصادر الطاقة المتجددة إلى تقنيات إزالة الكربون الجديدة إلى النقل الكهربائي كما تستمر الطاقة النظيفة في الانخفاض كل عام. لذلك، في حين أن الوضع صعب، هناك الكثير من الأحداث المشجعة للغاية. والتحدي الآن هو جعل ذلك يحدث بشكل أسرع، وعلى نطاق أوسع وأكثر إنصافًا". 

وعن سهولة وصول الموفدين لكوب 27- لا سيما أولئك الذين كانوا على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ، وهي كانت نقطة الخلاف الكبيرة في قمة 27 بجلاسكو العام الماضي، قال السفير: "تلتزم رئاسة كوب 27 بإضافة المرونة على مؤتمر الأطراف، وقد حددنا كيف يمكننا جلب وجهات النظر من جميع أنحاء العالم ليتم تمثيلها في شرم الشيخ".

وأكد أن "إرث مصر للدبلوماسية يعني أننا نتفهم أهمية الشراكة والتعاون بين جميع أصحاب المصلحة لتحقيق الهدف المرجو، وسيتمكن الأشخاص من توصيل أصواتهم وعرض الحلول والمشاركة بحرية في هذه المحادثة العالمية المهمة ، ولتحقيق ذلك، قدمت مصر ​​أكثر من 30000 متر مربع من المساحة، أي ما يقرب من ضعف المساحة في جلاسكو، للمنظمات الدولية، مما أدى إلى توسيع المنطقة الأصلية المقترحة بشكل كبير، لاستيعاب الطلب الكبير في جميع أنحاء العالم للمشاركة في كوب 27".

وبدأ العد التنازلي لانعقاد لقمة الأمم المتحدة للمناخ Cop27 ، التي ستستضيفها مدينة شرم الشيخ المصرية بداية من 6 نوفمبر المقبل، حتى ال 18 من الشهر نفسه حيث تتجه الأنظار نحو هذه القمة، التي يشارك فيها قادة العام، ومسؤولون رفيعو المستوى في الأمم المتحدة، كما يحضره آلاف النشطاء المعنيين بالبيئة من كافة دول العالم ، وهي قمة سنوية تحضرها 197 دولة من أجل مناقشة تغير المناخ، وما تفعله هذه البلدان، لمواجهة هذه المشكلة ومعالجتها.

ويعد المؤتمر جزءاً من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، وهي معاهدة دولية وقعتها معظم دول العالم بهدف الحد من تأثير النشاط البشري على المناخ.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة