كيف يساهم الهيدروجين الأخضر فى خلق مستقبل للطاقة خالى من الكربون؟.. لا ينتج عن حرقه كوقود أية انبعاثات من ثانى أكسيد الكربون.. ويساهم بشكل فعال فى نزع الكربون.. ويساهم فى الحد من ظاهرة التغيرات المناخية

 تشـير عملية تحول الطاقة إلى التغيرات الهيكلية المطلوبة فى منظومة الطاقة لتسمح بالتخلص التدريجى من الممارسات التى تؤدى إلى انبعاثات غازات الاحتباس الحراري للوصـول إلى نظام خالى من الكربون. 

وفى هذا الصدد، أعلنت العديد من الدول عن استراتيجياتها لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفورى ومن ثم تقليل انبعاثات غاز ثانى أكسيد الكربون، ويعد التوسع فى مصـادر الطاقة المتجددة فى قطاع توليد الكهرباء أحد أبرز الحلول التى يمكن الاعتماد عليها فى عملية تحول الطاقة ومن ثم تطبيق " نموذج الكهرباء" أى الاعتماد على الكهرباء "المتجددة" فى شتى القطاعات وهو ما يعرف باسم "كهربة القطاعات"، فتلك المصادر متوافرة بكثرة فى عدة مناطق، ولا ينتج عنها أية انبعاثات، ولكن فى المقابل لا تزال تواجه جملة من التحديات الفنية والاقتصادية التى تعيق استخدامها على نطاق واسع للوصول إلى مســتقبل خالى من الكربون، وذلك وفقا لدراسة "إنتاج الهيدروجين ودورة فى عملية تحول الطاقة" لمنظمة "أوابك ".

وأضافت، الدراسة التى أعدها المهندس وائل حامد خبير الصناعات الغازية بالمنظمةونشرت بمجلة النفط والتعاون العربى، أنه ثبت عمليًا أن نموذج الكهرباء مكلف للغاية، وتحقيق نزع للكربون منه بشكل عميق سيأخذ وقتًا طويلًا علاوة على صعوبة تطبيقه فى بعض الصناعات التى تحتاج إلى الوقود الأحفورى، من هنا بدأ الاهتمام يتجه نحو إيجاد بدائل أو مكملات مع مصـادر الطاقة المتجددة لتحقيق تلك الغاية، حيث برز الهيدروجين كأحد تلك الحلول مكتسـبـا زخما دوليا غير مسبوق حول الدور الذى يمكن أن يساهم به فى عملية تحول الطاقة وخلق مستقبل للطاقة خالى من الكربون، وقد جاء هذا الاهتمام ممثلًا فى خطط ومبادرات أعلنتها عدة دول وشـركات عالمية ومنظمات دولية معنية بأمور الطاقة، لكن يبقى سؤال مهم وهو لماذا الهيدروجين على وجه الخصوص.

وتابعت الدراسة، أنه بداية، يساهم الهيدروجين بشكل كبير فى الوقت الراهن فى تلبية احتياجات عدد من الصناعات كالأمونيا والسماد، ولا ينتج عن حرق الهيدروجين كوقود أية انبعاثات من ثانى أكسيد الكربون وبالتالى قد يساهم بشكل فعال فى نزع الكربون لمنظومة الطاقة والمساهمة فى الحد من ظاهرة تغير المناخ، ومن ثم فإن اسـتـخـدام نموذج هجين من الكهرباء والهيدروجين معًا من الممكن أن يتغلب على عـدة تحديات متعلقة بقطاع الطاقة والتى تتضمن..

1- السماح بالتوسـع فى مصـادر الطاقة المتجددة عبر التكامل معها للتغلب على طبيعتها المتقطعة كما الحال طاقة الرياح والطاقة الشمسية، حيث يمكن إنتاج الهيدروجين وتخزينه لفترات أطول أثناء فترات التقطع لضمان استقرار هو مع شبكات الكهرباء، كما يمكن نقله لمناطق لا تتوافر فيها مصادر الطاقة المتجددة.

2- يستطيع الهيدروجين نزع الكربون من القطاعات الرئيسية المسببة للانبعاثات والتى لا يمكن تحقيق نجاحًا كبيرًا فيها باستخدام بدائل الوقود الأخرى مثل القطاع الصناعى، وقطاع النقل بأذرعه البرى والبحرى والجوى، حيث تسـاهم تلك القطاعات مجتمعة بنحو 55% من إجمالى انبعاثات ثانى أكسيد الكربون على مستوى العالم. ولا يزال اختراق مصادر الطاقة المتجددة محدودا للغاية فى تلك القطاعات، ومن ثم يمكن للهيدروجين لعب دول فعال لتقليل الانبعاثات الناتجة عن تلك القطاعات عبر التوسع فى استخدام خلايا الوقود.

3- تعزيز أمن الطاقة، عبر تنويع مزيج الاستهلاك وعدم الاعتماد على مصـدر أو مصادر محدودة بغية تحقيق مستقبل مستدام للطاقة.

ووذكرت الدراسة، أنه ومع تلك الفوائد التى يوفرها الهيدروجين وما سيخلقها من فرص، لكن هناك أيضًا عقبات يجب العمل على تجاوزها لتحقيق اقتصاد الهيدروجين وتتضمن: 

1- ارتفاع التكلفة التى يجب العمل على تقليلها حيث تصـل تكلفة إنتاج الهيدروجين فى بعض المناطق إلى نحو خمسـة أمثال تكلفة الغاز الطبيعى على سبيل المثال.

2- ضرورة إنشاء بنية تحتية لنقل وتوزيع الهيدروجين بما يسمح بتأسيس تجارة دولية له على غرار النفط والغاز الطبيعى، حيث لا تزال شبكات الهيدروجين محدودة للغاية وتنحصـر فى مناطق بعينها، ويمثل مجموع أطوالها حوالى 0.2% تقريبا من مجموع أطوال شبكات نقل وتوزيع الغاز الطبيعى عالميا.

 3- أما التحدى الثالث فيتعلق بالحاجة إلى وضع سياسات وإعداد قواعد وإجراءات تنظيمية، حيث يجب على صناع القرار السياسى الإسراع بإدخال التعديلات والتغييرات المطلوبة على الأطر التشريعية والتنظيمية التى تضبط وتشجع على اسـتخدام الهيدروجين فى التطبيقات المختلفة.