أكرم القصاص - علا الشافعي

أزمة الطاقة تتعمق فى أوروبا مع تضخم قياسى.. تحذيرات من ارتفاع استهلاك الغاز الشتاء المقبل مع برودة شديدة.. وتوقعات بنقص حاد فى الكهرباء بسبب قطع الإمدادات الروسية.. محاولات ملء الخزانات.. وتوقف 70% من الإنتاج

الإثنين، 10 أكتوبر 2022 05:00 ص
أزمة الطاقة تتعمق فى أوروبا مع تضخم قياسى.. تحذيرات من ارتفاع استهلاك الغاز الشتاء المقبل مع برودة شديدة.. وتوقعات بنقص حاد فى الكهرباء بسبب قطع الإمدادات الروسية.. محاولات ملء الخزانات.. وتوقف 70% من الإنتاج ازمة الغاز
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يبدو أن أسوأ التوقعات حول أزمة الطاقة فى أوروبا لم تظهر بعد، حيث تنتظر القارة العجوز شتاء مظلم مع برودة شديدة بسبب نقص الغاز الروسى مع توقعات بقطع التيار الكهربائى.

وحذر المركز الأوروبى للتنبؤات الجوية متوسطة المدى ECMWF من أن الشتاء المقبل سيكون أشد برودة من الشتاء الماضى، وهو ما ينذر بارتفاع استهلاك الغاز، مع سيناريو سيكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد الأوروبى، خاصة المانيا التى عانت من انخفاض بنسبة 7.9%.

وقالت فلورنس رابير، المديرة العامة لـ ECMWF، أن العلامات الأولى لشهرى نوفمبر وديسمبر كانت للضغط الشديد على أوروبا الغربية، ومن المرجح أن تجلب نوبات أكثر برودة ورياحًا وأمطارًا أقل، مما يقلل من توليد الطاقة المتجددة، وتعتمد التوقعات على بيانات من ECMWF وأنظمة أخرى للتنبؤ بالمناخ، بما فى ذلك تلك من المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

كما تضررت الأسمدة بشدة، وزادت أسعارها بنسبة 60% سنويا، مما وضع المزارعين تحت ضغوط اقتصادية وتوقف 70% من إنتاج المنطقة.

ومع ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء الآن، وإنفاق ملايين الناس مبالغ قياسية من دخلهم على الطاقة، يرى الخبراء أيضا مستويات هائلة من فقر الوقود، الذى يسبب مشاكل كبيرة على رأسها ألا يتمكن الناس من تدفئة منازلهم.

وأحدثت أزمة الطاقة العالمية التى نتجت عن الأزمة الروسية الأوكرانية، حالة من الانقسام الشديد بين قادة أوروبا، بعدما فشلوا خلال اجتماعهم فى العاصمة التشيكية "براغ" فى التوصل إلى طريقة لمواجهة هذه الأزمة، التى تسبب فى احتجاجات وأزمات متتالية بالمدن الأوروبية.

وناقش قادة أوروبا طرق حماية البنية التحتية الحيوية بشكل أفضل فى أعقاب التسريبات من خطى أنابيب الغاز الروسيين-الأوروبيين نورد ستريم، اللذين تعرضا لعملية "تخريب"، لكن الخلافات الحادة حول كيفية معالجة أزمة الطاقة كانت محور الاهتمام الرئيسى، فقد تجادلت الدول الأعضاء حول أفضل السبل لمحاولة خفض الأسعار.

وتواجه أوروبا أزمة فى الطاقة مع ارتفاع تكلفة توليد الكهرباء بشكل كبير بسبب الزيادة الهائلة فى أسعار الغاز نتيجة توقف إمدادات الغاز الروسى، وقال رئيس المجلس الأوروبى شارل ميشال أن "روسيا أطلقت صاروخا من الطاقة على القارة الأوروبية والعالم".

وتسارع الحكومات فى أنحاء الاتحاد لخفض فواتير المستهلكين، لكنها تعتمد على مصادر طاقة مختلفة وتنقسم حول الحلول، واقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين "خارطة طريق" تشمل تدابير للمساعدة فى تخفيف العبء - بما فى ذلك إجراءات محتملة لوضع سقف لأسعار الغاز، لكن لا إجماع حول فعالية وضع سقف لأسعار الغاز، وليس من المقرر أن يتخذ القادة قرارا حاسما حول الموضوع حتى قمتهم فى بروكسل فى وقت لاحق من هذا الشهر.

ملئت الدول الأوروبية خزاناتها من الغاز الطبيعى بكميات كبيرة قبل بدء موسم الشتاء، وذلك بسبب أزمة الطاقة العالمية، التى حدثت نتيجة منع روسيا إمدادات الغاز لدول أوروبا بسبب الحرب الأوكرانية.

ولكن لن تكفى هذه المخزونات وحدها فى تغطية الاستهلاك بشكل كامل، وادى هذا لاتخاذ إجراءات تسهم فى تقليل الاستهلاك، والعمل على التوسع فى استيراد الغاز.

وفى إسبانيا، على سبيل المثال، فقد دفعت موجات الحر المتتالية فى إسبانيا شركات الكهرباء إلى حرق المزيد من الغاز رغم ارتفاع سعره، كما أن انتاج الطاقة الكهرومائية لم يكن كافيا بسبب نقص المياه الذى انخفض بنسبة 52%، هذا بالإضافة إلى استمرار الجفاف الذى يفاقم من الأزمة.

 ووفقا لصحيفة "20 مينوتوس" الإسبانية فإن طاقة الرياح، التى تعتبر المصدر الرئيسى للتوليد فى إسبانيا، تمثل، طاقة الرياح (فى عامى 2020 و2021 كانت تمثل 22.5٪ و24٪ على التوالي).

وقال محللو شركة Rystad Energy أن أوروبا قد تواجه نقصًا حادًا فى الكهرباء، هذا الشتاء، إذا كان الطقس شديد البرودة أخيرًا، مع القليل من توليد الرياح وخفض بنسبة 15٪ فى استخدام الغاز، "فسيكون ذلك تحديًا كبيرًا لنظام الكهرباء الأوروبى وقد يؤدى إلى تقنين الطاقة وانقطاع التيار الكهربائي".

وتعهد الاتحاد الأوروبى بالتخلص التدريجى من الغاز الروسى بحلول عام 2027، وتنويع مصادره إلى المزيد من الطاقة المتجددة والسعى إلى إبرام صفقات غاز مع دول أخرى. تم بالفعل قطع صادرات الغاز الروسية إلى الاتحاد الأوروبى بنحو خمسى إجمالى الإمدادات منذ بدء حرب أوكرانيا فى فبراير الماضى.

وقال رئيس المركز الأوروبى للأرصاد الجوية أيضًا أن الأعاصير الأخيرة فى المحيط الأطلسى يمكن أن تسبب طقسًا أكثر اعتدالًا ورطوبة ورياحًا على المدى القصير.

أو أن وزراء الاتحاد الأوروبى كانوا يطلبون من ENTSO-E، الشبكة الأوروبية لمشغلى شبكات الطاقة، تقديم تحديثها بشأن المخاطر التى يتعرض لها أمن إمدادات الكهرباء الشتوية فى أكتوبر إنه أبكر من المعتاد بشهر.

ويشهد الاقتصاد الأوروبى خسائر مستمرة مع استمرار معدلات التضخم المرتفعة فى منطقة اليورو ليسجل نسبة قياسية بلغت 10%، كما تم ارتفعت أسعار الطاقة والمواد الخام الآخرى إلى 40.8%، وهو ما أدى إلى خروج العديد من الاحتجاجات ضد ارتفاع مستوى المعيشة والتضخم.

وكشفت إليزابيث بورن، رئيسة الوزراء الفرنسية أن بلدها مستعده لشتاء هذا العام، فى حال تخفيض سكان فرنسا استهلاكهم من الطاقة، رغم نقص إمداد الغاز على مستوى أوروبا،و أن 130 تيراواط ساعة من احتياطات الغاز المتراكمة، تمثل حوالى ثلثى استهلاك الشتاء من قبل الشركات الصغيرة والمتوسطة والأفراد فى فرنسا.

وأضافت رئيسة الوزراء الفرنسية فى البرلمان أثناء المناقشات عن حرب أوكرانيا: «ملأت فرنسا جميع خزاناتها المخصصة للغاز وزادت القدرة الاستيعابية للمحطات المشيدة فى الموانئ لمعالجة الغاز الطبيعى المسال.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة