أكرم القصاص - علا الشافعي

زكى القاضى

تهاني الجبالى.. تاريخ للمرأة المصرية

الأحد، 09 يناير 2022 09:12 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قرأت عن المستشارة الراحلة تهانى الجبالى منذ أكثر من ١٨ سنة تقريبا ، حينما صدر القرار الخاص بها فى المحكمة  الدستورية، وكانت الحياة العامة وقتها متباينة للغاية، وكان القرار وسيلة نموذجية للحديث فيه من كافة الأطياف، ولم يكن قرار التعيين وحده هو الهدف من الحديث ، لكن شخصية المستشارة تهانى الجبالى ذاتها  هي العنصر الأكثر جذبا وجدلا ، فالسيدة شخصية قوية للغاية ومستقلة القرار و تكاد تكون موسوعية الثقافة، وكلها مؤشرات تقلق الأوساط السياسية وقتها التى تعتمد على التغييب و السيطرة على العقول.

رحلة المستشارة تهانى الجبالى حافلة للغاية، فهي سيدة جاوزت السبعين عاما حتي تاريخ وفاتها، ولم تترك يوما تقريبا فى حياتها  بلا إضافة فى محيطها أو انحياز واضح على مستوى الوطن، فكانت حاضرة بقوة فى المشهد العام منذ 2011 وحتى وفاتها، و لم تتراجع خطوة واحدة عن مواقفها الثابتة والمعلنة ودعم فكرة الدولة الوطنية من وجهة نظرها بكل مفاهيمها، لذلك صنعت اسما لها واضح وضوح الشمس فى تاريخ المرأة المصرية.

تشرفت بالعمل مع المستشارة تهانى الجبالى طوال عملي الصحفى والإعلامي فى الصحف والبرامج التى عملت بها، فكانت شخصية ودودة صريحة ودقيقة و منطلقة نحو فكرة الوعي بكل تصوراته، وأسعدني الحظ فى العامين السابقين بعضويتي فى لجنة مواجهة التطرف والإرهاب بالمجلس الأعلى للثقافة، وكانت هي مقررة للجنة، وسط قامات علمية فى غاية الشهرة، فلم تعتذر يوما عن اجتماع ولم تتراجع يوما عن طرح رؤيتها وفكرها وخبرتها على الحضور، بل كانت لديها المبادرة فى طرح الأفكار والمبادرات وخطة عمل اللجنة مثلها مثل الشباب المنضم حديثا، وكان لنا للأسف حظ منقوص حينما أعلن المجلس الأعلى للثقافة منذ عدة أيام عن تشكيل  اللجنة لمدة عامين آخرين، فتم تجديد اختيارى، كما استمرت المستشارة تهاني الجبالى مقررا للجنة، لكن القدر كان له الكلمة العليا فتوفت المستشارة تهانى الجبالى دون أن نعقد اجتماعنا الأول فى الشكل الجديد، ولعل النفس تذهب للغياب عن اللجنة لما نشعر فيه من افتقاد قيمة علمية وطنية بامتياز، وشفاعتنا بأن يرحمها الله ويرزقها أعلى جناته، وحيث نأمل من الدولة تكريمها فيما تميزت فيه فى المحكمة الدستورية الجديدة بالعاصمة الإدارية، واطلاق اسمها على إحدى قاعاتها، أو على أحد منشآت مدينة العدالة بالعاصمة الإدارية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة